الأرض
الأربعاء 6 أغسطس 2025 مـ 10:32 مـ 11 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أخطر 10 أخطاء مدمرة في الرش الورقي

قال المهندس علاء محسن جراد، المتخصص في وقاية النباتات، إنه في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه القطاع الزراعي، واتساع رقعة الأمراض والآفات، تبرز الحاجة الملحّة لتبني أساليب علمية دقيقة في التعامل مع النبات، ومن بين هذه الأساليب، يبرز الرش الورقي للأسمدة كأحد الحلول الفعّالة لمعالجة كثير من المشكلات الزراعية وتحقيق أعلى استفادة من عناصر التغذية.

وأشار، ولأن هذا النوع من التسميد يحتاج إلى دقة في التطبيق وفهم لطبيعة النبات وظروفه، كان لا بد من التوقف عند النقاط التي يجب على المزارع مراعاتها أثناء استخدامه.

وأوضح المهندس علاء محسن جراد، المتخصص في وقاية النباتات، في سلسلة من التوجيهات الهامة التي وجهها للمزارعين.

لماذا نلجأ إلى الرش الورقي؟

الرش الورقي للأسمدة ليس مجرد وسيلة بديلة عن التسميد الأرضي، بل هو تدخل علاجي وتغذوي في لحظات حرجة من نمو النبات. ففي حالات ضعف الامتصاص الجذري أو وجود خلل في التربة، يصبح الرش الورقي وسيلة مباشرة وسريعة لإمداد النبات بالعناصر الضرورية.

ويدعو المهندس علاء المزارعين إلى التفكير في الغرض الأساسي من الرش الورقي، وطرح تساؤلات حول متى ولماذا يستخدم، مشجعًا على تبادل الخبرات والآراء بين المختصين والمزارعين أنفسهم، لخلق بيئة معرفية مشتركة تساهم في تحسين الممارسات الزراعية مستقبلاً.

قواعد ذهبية يجب اتباعها قبل الرش

جودة الماء أساس النجاح:

لا يجوز استخدام مياه مالحة أو كبريتية أو ذات ملوحة مرتفعة عند تحضير محلول الرش. يجب التأكد من أن درجة الحموضة (pH) متعادلة، واستخدام مياه نظيفة خالية من الشوائب.

استشارة المهندس الزراعي ضرورية:

لا يجب الرش دون الرجوع إلى توصيات المهندس المختص، بعد عرض حالة النبات عليه، وفهم تعليمات العبوات بدقة. في حال وجود لبس أو عدم فهم، يُستحسن الاستفسار دون تردد.

التوقيت المثالي للرش:

يُفضل إجراء الرش في الصباح الباكر بعد زوال الندى أو قبل غروب الشمس في جو صحو خالٍ من الأمطار أو الرياح أو الحرارة العالية. تجنب تمامًا الرش ليلاً أو أثناء التقلبات الجوية.

محاذير يجب الانتباه لها أثناء الرش

لا ترش نباتًا يعاني من العطش:

يجب ري النبات جيدًا قبل الرش. رش النبات وهو في حالة جفاف يُعد خطأ فادح يؤثر على فاعلية السماد.

تجنب الرش في مراحل حساسة:

لا يُنصح إطلاقًا برش أي سماد أو مبيد خلال مرحلة التزهير أو التلقيح أو الإنبات الأولي أو أثناء جني الثمار.

الخلط العشوائي قد يضر أكثر مما ينفع:

لا يجب خلط الأسمدة مع بعضها أو مع مبيدات أخرى إلا بعد التأكد من توافق المواد، وضرورة أن يكون المنتج مخصصًا فعلاً للرش الورقي.

احذر الرش في وجود إصابات فطرية أو عناكبية:

استخدام الأسمدة الورقية التي تحتوي على الأحماض الأمينية في وجود هذه الإصابات قد يُحدث ضررًا بالغًا بالمحصول.

فصل الرش بين المبيدات والأسمدة:

يجب الانتظار مدة 7 أيام بين رش المبيدات الحشرية والأسمدة الورقية، للسماح لكل منتج بأن يُحدث تأثيره دون تداخل.

الأولوية دائمًا للعلاج قبل التغذية:

في حالة وجود أمراض أو آفات، يجب أولًا معالجتها بالمبيدات المناسبة، ثم الشروع في التسميد الورقي لاحقًا.

خطوات تطبيقية لنجاح عملية الرش

لا تُضف السماد مباشرة إلى خزان الرش. الأفضل إذابته أولًا في وعاء خارجي بماء نظيف، ثم نقله إلى الخزان، مع التقليب الجيد لضمان تجانس المحلول.

أثناء الرش، يجب التركيز على السطح السفلي للأوراق والنموات الحديثة، لأن امتصاص العناصر يتم بشكل أكثر كفاءة من تلك المناطق.

بالنسبة للأشجار الكبيرة، ينبغي استخدام وسائل حديثة مثل السلالم، المركبات المرتفعة أو الطائرات الدرون، لضمان رش متوازن من الداخل والخارج.

من الحاضر إلى المستقبل.. التكنولوجيا الزراعية تصنع الفارق

اليوم، ومع تطور أدوات الزراعة الذكية، أصبح بالإمكان تنفيذ عمليات الرش الورقي بدقة متناهية، باستخدام الطائرات المسيّرة (الدرون) التي توفر الجهد وتضمن تغطية متساوية وسريعة للأشجار والمحاصيل، ما يُعد نقلة نوعية في ممارسات الرعاية النباتية.

ويظل التحدي الأكبر مستقبلاً هو نشر الوعي الصحيح بين المزارعين حول كيفية التعامل مع الأسمدة الورقية بشكل علمي دقيق، بعيدًا عن الاجتهادات الفردية، وضرورة الاعتماد على المختصين لضمان جودة المحصول وسلامة البيئة.

الخلاصة

الرش الورقي ليس مجرد إجراء فني بل هو منهج علمي يتطلب فهماً عميقًا لطبيعة النبات والمادة المستخدمة وظروف الطقس. وبتطبيق الإرشادات بدقة، يمكن للمزارع أن يرفع من جودة وإنتاجية محاصيله، ويوفر في التكاليف، ويخطو بثقة نحو مستقبل زراعي أكثر احترافية واستدامة.