دليل شامل لأسباب احتباس المشيمة وطرق علاجها

كشف الدكتور أحمد حمدي، مدير عام الطب البيطري بمحافظة سوهاج، عن واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه قطاع تربية الأبقار والجاموس، والتي تؤثر سلبًا على صحة الحيوان وإنتاجيته، وهي حالة احتباس المشيمة بعد الولادة. هذه الظاهرة المرضية تحدث عندما يفشل الحيوان في التخلص من المشيمة خلال الفترة الطبيعية التالية للولادة، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تهدد حياة الحيوان إذا لم تُعالج بشكل عاجل ومحترف.
أسباب الاحتباس: بين العدوى وسوء التغذية
وأوضح الدكتور أحمد حمدي أن هناك عدة أسباب تقف خلف هذه الحالة، تتنوع بين العوامل الصحية والهرمونية والتغذوية. ومن أبرزها:
الإجهاض المرضي، خاصةً ذلك الناتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية.
العدوى بعد الولادة، نتيجة عدم الالتزام بإجراءات النظافة والرعاية البيطرية المناسبة.
الظروف المرضية المصاحبة للولادة، مثل عسر الولادة، الحمل التوأمي، واستسقاء الأغشية الجنينية.
نقص العناصر الغذائية الحيوية، كفيتامين A وE، والكالسيوم، والمغنيسيوم، واليود، والسيلينيوم.
الاضطرابات الهرمونية، إلى جانب إهمال عملية "ترييض" الأبقار في الأسابيع الأخيرة من الحمل.
خطة العلاج: بين التدخل الدوائي واليدوي
وأشار الدكتور حمدي إلى أن علاج احتباس المشيمة يتم عبر خطة دقيقة تجمع بين العلاج الدوائي والتدخل اليدوي، وتشمل:
العلاج الدوائي:
استخدام مضادات حيوية فعالة مثل "جنتامايسين" أو "سيفتيوفيور".
مضادات الالتهاب مثل "فلونكسين"، لتقليل التورم والالتهاب داخل الرحم.
تحاميل رحمية تحتوي على مضادات بكتيرية.
حقن هرمونات محفزة لانقباضات الرحم مثل "الأوكسيتوسين" و"الأستروجين".
الإزالة اليدوية للمشيمة:
وتُجرى هذه العملية بحذر شديد بواسطة طبيب بيطري مختص، بعد التأكد من عدم وجود تمزقات أو التهابات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
الوقاية: ركيزة أساسية للحد من الظاهرة
ولم يغفل الدكتور أحمد حمدي التأكيد على أن الوقاية تظل دائمًا خيرًا من العلاج، مشددًا على أن تقليل نسب الإصابة بهذه المشكلة يعتمد على اتباع خطوات وقائية مدروسة، تشمل:
توفير تغذية متوازنة غنية بجميع العناصر الغذائية الأساسية.
إضافة مكملات غذائية، خاصة فيتامينات A وE والسيلينيوم، لتعزيز مقاومة الحيوان للأمراض.
رعاية الأبقار الحوامل، من خلال ترييض الأبقار العشر في أوقات مناسبة، وتوفير بيئة نظيفة وآمنة.
الرعاية الصحية بعد الولادة، لضمان التعافي السريع للحيوان ومراقبة حالته الصحية عن كثب.
مستقبل الإنتاج الحيواني في خطر إذا استمرت التجاوزات
ويحذر الخبراء من أن التغاضي عن هذه الحالات قد يؤدي إلى انخفاض الخصوبة، ضعف الإنتاجية، بل وفقدان الحيوان في بعض الحالات، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للثروة الحيوانية. من هنا، تبرز أهمية توعية المربين وتعزيز دور الإرشاد البيطري في متابعة ورصد الولادات، والتدخل السريع عند ظهور الأعراض.
في ظل التحديات التي تواجهها الثروة الحيوانية محليًا، تكتسب مثل هذه التوعية أهمية مضاعفة، فصحة الحيوان تعني صحة المجتمع، وتعني في الوقت نفسه اقتصادًا زراعيًا أقوى وأكثر استدامة.