« شندويل » تكشف أصنافاً زراعية تهزم الحرارة والآفات

أكد الدكتور أبوبكر عبدالعظيم الدقاق، مدير المحطة الإقليمية لمصر العليا، أن محطة بحوث جزيرة شندويل التابعة لمركز البحوث الزراعية تُعد إحدى أهم القلاع العلمية الزراعية في صعيد مصر، وصرحاً رائداً في مجال البحوث التطبيقية المتخصصة في الإنتاج الزراعي.
وأوضح الدقاق أن المحطة تلعب دوراً محورياً في تطوير الإنتاجية الزراعية، من خلال إجراء دراسات أكاديمية متقدمة، تساهم في تقليل تكلفة الإنتاج، وتحسين كفاءته، إلى جانب نقل أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الزراعية إلى الحقول، عبر منظومة الإرشاد الزراعي ومتابعة تطبيقاتها على أرض الواقع، مع إجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة.
وأشار إلى أن المحطة تساهم أيضاً في رفع كفاءة العنصر البشري من خلال تدريب طلاب كليات الزراعة، والمهندسين الزراعيين، وأخصائي الإرشاد، وذلك بهدف النهوض بالإنتاج الزراعي بشكل رأسي وأفقي. كما تُعد المركز الرئيسي لتنفيذ الحملات القومية للمحاصيل الحقلية والبستانية، واستنباط سلالات وأصناف جديدة قادرة على مواجهة تحديات المناخ والآفات.
الذرة الشامية والرفيعة في صدارة البحوث الصيفية
وفي إطار البرامج الصيفية، تحتل أبحاث الذرة الشامية والرفيعة أولوية داخل محطة شندويل، حيث يتم زراعة السلالات الجديدة وإجراء عمليات التهجين العلمي بهدف إنتاج أصناف عالية المحصول، وأكثر تحملاً للظروف المناخية المتقلبة، والآفات الزراعية، خاصة دودة الحشد، التي يُكافحها باحثو معهد بحوث وقاية النباتات بالتعاون مع المحطة، عبر حلول متكاملة تشمل الطرق الزراعية، والمبيدات الكيميائية، والمكافحة الحيوية الحديثة، من خلال المعمل المخصص لذلك في شندويل.
بحوث الأعلاف والمحاصيل الزيتية لمواجهة الفجوة الاستيرادية
من جانب آخر، ينشط قسم بحوث الأعلاف في زراعة محاصيل الأعلاف الصيفية مثل "لوبيا العلف"، وذلك لتوفير بدائل محلية عالية الجودة. كما يضطلع قسم بحوث المحاصيل الزيتية بمهمة وطنية كبرى عبر زراعة أصناف وهجن محسّنة من السمسم ودوار الشمس، في محاولة جادة لتقليص الفجوة الاستيرادية في الزيوت، التي تصل إلى نحو 98%. وتُجرى مقارنات علمية دقيقة بين الأصناف المحلية والمستوردة لاختيار الأفضل من حيث نسبة الزيت والإنتاجية.
بحوث الخضر.. من المعمل إلى السوق المحلي
أما في مجال البساتين، فقد شهد البرنامج الصيفي نشاطاً ملحوظاً في زراعة المحاصيل البقولية، وخاصة اللوبيا، حيث تُختبر سلالات جديدة بهدف أقلمتها وتحسين قدرتها على التحمّل في بيئة الصعيد شديدة الحرارة. كذلك تم زراعة أصناف متعددة من الباذنجان والفلفل، ضمن خطة تهجين علمية للوصول إلى هجن مقاومة للحرارة العالية، وتحمّل الإصابات الحشرية والمرضية الشائعة في مناطق الجنوب.
وأوضح الدقاق أن السلالات التي تثبت كفاءتها، تُنقل إلى التقييم في مختلف محافظات الجمهورية، وحال نجاحها، يبدأ إنتاج بذورها تجارياً، وهو ما يسهم بشكل مباشر في تقليص الفاتورة الدولارية الخاصة باستيراد تقاوي الخضر من الخارج.
دعم الزراعة بالأبحاث.. هدف استراتيجي
واختتم مدير المحطة حديثه بالتأكيد على أن محطة بحوث جزيرة شندويل ليست مجرد مركز بحثي، بل تُعد ذراعاً علمياً مباشراً للدولة في معركة تطوير الزراعة، وسداً منيعاً أمام التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه الفلاح المصري.