الأرض
الأحد 6 يوليو 2025 مـ 06:41 مـ 10 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حدائق عائمة تقاوم الغرق.. بنجلاديش تُحيي زراعة ”البايرا” للتكيف مع تغير المناخ

في مواجهة فيضانات متكررة وتشبع دائم بالمياه، لجأت مجتمعات المزارعين في المناطق المنخفضة ببنجلاديش إلى إحياء تقنيات تقليدية عتيقة تُعرف باسم "زراعة البايرا" أو الزراعة على أحواض عائمة. وتُعد هذه الطريقة نموذجًا فريدًا للتكيف الزراعي مع آثار التغير المناخي المتزايدة، حيث تشكل الأحواض النباتية الطافية على المياه بيئة إنتاج مستدامة في ظل الغمر المستمر للأراضي.
وتعتمد هذه الممارسة على استخدام نباتات مائية مثل زنابق الماء لتكوين منصات عائمة تُزرع عليها الخضراوات دون تربة، ما يسمح باستمرار الإنتاج الغذائي حتى خلال فترات الفيضانات الطويلة. وتعمل هذه الأحواض كأنظمة بيئية صغيرة، إذ تُغذي المحاصيل بمغذيات ناتجة عن تحلل النباتات وتدعم التنوع البيولوجي المحلي، إضافة إلى إنتاج سماد عضوي طبيعي.
وبينما تفشل الزراعة التقليدية تحت وطأة ارتفاع منسوب المياه، تُثبت زراعة البايرا قدرتها على الصمود، وتؤمّن دخلًا وغذاءً للأسر الريفية. وقد ساهم التعاون مع منظمات تنموية كبرى، مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، في تعزيز كفاءة هذه الممارسة، من خلال تطوير أحواض أكثر صلابة، وإدخال تنويع زراعي، وتحسين تقنيات التدوير المحصولي.
وتُشير التقارير إلى أن هذه المبادرات امتدت حاليًا إلى مئات القرى، لتشكل بذلك وسيلة إنقاذ حيوية للمجتمعات الأكثر هشاشة أمام المناخ. وبينما ترتفع مستويات سطح البحر وتشتد الكوارث المناخية، تُجسد "البايرا" مثالًا حيًا على قوة المعارف التقليدية عندما تُدعم بالعلم الحديث، وتفتح آفاقًا جديدة للأمن الغذائي في عالم متغير.

موضوعات متعلقة