الأرض
الأربعاء 11 يونيو 2025 مـ 06:25 صـ 14 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مصر والمغرب تقتحمان سوق آسيا الوسطى.. طفرة في صادرات التوت والفراولة

تشهد دول آسيا الوسطى، وعلى رأسها كازاخستان وأوزبكستان، طلبًا متزايدًا على التوت الطازج خارج موسمه التقليدي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام المصدّرين من شمال إفريقيا. في هذا السياق، برزت مصر والمغرب كموردين استراتيجيين لتلبية هذا الطلب المتنامي.
نمو اقتصادي يُغذّي شهية الاستهلاك
بحسب محلل السوق يفهين كوزين، فإن كازاخستان وأوزبكستان سجلتا معدلات نمو في الناتج المحلي الإجمالي تراوحت بين 5% و6.5% في عامي 2023 و2024، ما يجعلهما أسواقًا واعدة بديلة عن الأسواق الأوروبية التي تعاني من ركود اقتصادي وتباطؤ في الاستهلاك.
"رغم أن أحجام الاستيراد ما تزال متواضعة مقارنة بالأسواق الكبرى، فإن النمو السريع والطلب الموسمي يمنح الموردين الأوائل فرصًا حقيقية لبناء حضور طويل الأمد"، يضيف كوزين.
مصر تُهيمن على سوق الفراولة في كازاخستان
في السنة التسويقية 2024/2025، عززت مصر ريادتها في سوق الفراولة الطازجة في كازاخستان. فقد بلغت الصادرات المصرية خلال الفترة من يوليو 2024 حتى أبريل 2025 حوالي 1500 طن، بزيادة 7% عن العام السابق، وأكثر من خمسة أضعاف ما تم تصديره في 2022/2023.
ورغم قرب تركيا الجغرافي، فإن مصر تفوقت عليها كمورد رئيسي، خاصة مع تأخر دخول الفراولة التركية إلى السوق الكازاخية حتى أبريل 2025، في ظل تحديات مناخية أثّرت على الإنتاج. وتشير البيانات التركية إلى تراجع متوقع في إنتاج الفراولة بنسبة 4%، إضافةً إلى ارتفاع الأسعار المحلية بنسبة 40%، ما أفقد المنتج التركي تنافسيته.
المغرب يُسجّل اختراقًا في سوق التوت الأزرق الأوزبكي
في المقابل، سجلت أوزبكستان رقمًا قياسيًا في وارداتها من التوت الأزرق بلغ 310 أطنان عام 2024. وبينما كانت كازاخستان لا تزال أكبر مورد (من خلال إعادة التصدير)، أصبحت المغرب المصدر المباشر الأول إلى السوق الأوزبكية.
وواصلت صادرات التوت المغربي تدفقها خلال شهري يناير وفبراير 2025، ما يعكس طلبًا متزايدًا في غير موسمه المحلي. ويُرجّح المحللون أن يكون الاستهلاك الفعلي أعلى من الأرقام الرسمية، نتيجة لواردات غير مسجلة بشكل دقيق.
دعم دولي واستراتيجية تصديرية جديدة
يمثل هذا النمو في الصادرات المصرية والمغربية جزءًا من استراتيجية مدعومة دوليًا لتنويع الأسواق التصديرية. فقد تم تحديد آسيا الوسطى كمنطقة ذات إمكانات عالية، ضمن مشروع مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة (FAO) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD).
وكانت البعثة التجارية إلى طشقند في مايو 2024 من أبرز نتائج هذا التعاون، حيث عززت حضور المنتجات الطازجة المصرية والمغربية في الأسواق الأوزبكية والكازاخية، وأرست أسسًا لشراكات جديدة في قطاع الفواكه والخضراوات.
ختاما، في ظل اشتداد المنافسة العالمية، تقدم أسواق آسيا الوسطى فرصة حيوية لمصدّري التوت والفراولة في مصر والمغرب، بفضل نموها الاقتصادي، وموسمية طلبها، وانفتاحها على الموردين غير التقليديين. ومع استمرار الزخم والدعم المؤسسي، يُمكن لهاتين الدولتين ترسيخ مكانة مستدامة في هذه الأسواق الناشئة.