أوزبكستان تُطلق موسم تصدير قوي للبطيخ وسط نمو ملحوظ في تجارة الفاكهة

بدأت أوزبكستان موسم تصدير البطيخ الطازج لعام 2025 بقوة، حيث شُحنت أولى الدفعات إلى الأسواق العالمية منتصف مايو، أي قبل أسبوع من موعد انطلاق الموسم في العام الماضي. ويدخل موسم التصدير الآن مرحلته النشطة، ما يعكس استعداد القطاع الزراعي الأوزبكي لتلبية الطلب المتزايد على هذه الفاكهة الصيفية.
وصرّح فرهود كورابيكوف، رئيس شركة "فريش ميلون" المتخصصة في إنتاج وتصدير البطيخ، أن الشحنات الحالية تأتي من المناطق الجنوبية، وتحديدًا سورخاندريا وقشقداريا، حيث بدأ المزارعون حصاد صنف "داكارو F1 " فائق النضج باستخدام أنفاق بلاستيكية دائرية غير مدفأة. ويتميّز هذا الصنف بخصائص تصديرية ممتازة، أبرزها سهولة النقل وحجم ملائم يتراوح بين 1.5 و2.5 كجم.
وأشار كورابيكوف إلى أن أسعار البطيخ بلغت في بداية الموسم نحو 13,000 شيلنغ أوزبكي للكيلوجرام (1.01 دولار أمريكي)، لكنها انخفضت لاحقًا إلى 7,200 شيلنغ (0.56 دولار) مع زيادة المعروض في السوق المحلية.
ويُعد البطيخ من أبرز صادرات أوزبكستان في قطاع الفواكه، حيث شهدت البلاد نموًا ملحوظًا في صادراته خلال السنوات الأخيرة. ففي الفترة من 2017 إلى 2019، تراوح حجم التصدير بين 14.8 و27.4 ألف طن، لكنه قفز إلى ما بين 39.2 و56.6 ألف طن سنويًا منذ عام 2020. وسجل عام 2024 رقمًا قياسيًا بلغ 58 ألف طن، تم تصديرها إلى 16 دولة.
وتُعزز هذه النتائج مكانة أوزبكستان كقوة متنامية في تصدير الفواكه، إذ تُعد من بين كبار المصدّرين عالميًا في فئات العنب والكرز والمشمش والفواكه المجففة. وارتفعت صادرات الفاكهة من 341 مليون دولار عام 2021 إلى 658 مليون دولار عام 2024، بنمو بلغ 93%، في حين قفزت صادرات الكرز وحدها من 20 إلى 50 مليون دولار بنسبة نمو 150%.
لكن المفاجأة الأبرز تمثّلت في الارتفاع المذهل في واردات الفاكهة، والتي زادت من 60 مليون دولار إلى 250 مليون دولار خلال نفس الفترة، بنسبة نمو بلغت 317%. وشهدت واردات التفاح أكبر قفزة، إذ تضاعفت 17 مرة لتتجاوز 85 مليون دولار في 2024، فيما بلغت واردات الموز 100 مليون دولار لأول مرة، واليوسفي نحو 95 مليون دولار.
وحقق البرتقال نموًا بخمسة أضعاف ليصل إلى 25 مليون دولار، إلى جانب زيادة واردات الكمثرى والكيوي والتمر. ويرى مراقبون أن البعثات التجارية المنظمة من قبل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والتي استهدفت ربط المورّدين من مصر والمغرب بالسوق الأوزبكية، قد بدأت تؤتي ثمارها.
ومع استمرار أوزبكستان في تنويع صادراتها الزراعية، تتجه البلاد لتصبح لاعبًا محوريًا في أسواق الفاكهة الإقليمية والعالمية، مع الحفاظ على مكانتها كمستورد ناشئ يتمتع بإمكانات نمو قوية.