الأرض
الثلاثاء 3 يونيو 2025 مـ 06:29 مـ 6 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بعد فترة مناخية قاسية.. «الزراعة» تكشف خطة إنقاذ المحاصيل من الآفات والخسائر

محاصيل الربيع
محاصيل الربيع

أفاد الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، بأن البلاد تشهد حالياً موجة من الأجواء الربيعية التعويضية، مع نهاية شهر بشنس وقبل بداية "بؤونة أبو الحرارة الملعونة"، حيث بدا أن الربيع يصالح الزرع بعد فترات مناخية قاسية، بأجواء ممتازة تسيطر على معظم أنحاء الجمهورية، وتُعد متنفساً طبيعياً للأرض والمحاصيل.

وذكر «فهيم»، أن التوقعات الصادرة عن مركز معلومات تغير المناخ، وبالتنسيق مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية، تشير إلى استمرار الأجواء المعتدلة على كافة أنحاء الجمهورية حتى نهاية الأسبوع القادم، الخميس 5 يونيو 2025، مع عودة الأجواء المائلة للبرودة ليلاً خاصة في الوجه البحري وسيناء.

وأشار رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، إلى أن الطقس المتوقع خلال هذه الفترة سيكون معتدلاً شمالاً، ومائلاً للحرارة على القاهرة وشمال ووسط الصعيد وسيناء والظهير الصحراوي، بينما يظل حاراً على الصعيد نهاراً. أما ليلاً، فتعود الأجواء المائلة للبرودة على المناطق الشمالية والوجه البحري وشمال الصعيد.

وأوضح «فهيم»، أن الرياح ستنشط بشكل متقطع على أغلب مناطق الجمهورية، خاصة في فترة ما بعد الظهر، ما يؤثر نسبياً على بعض العمليات الزراعية، وأن هذه الأجواء تأتي بعد تذبذبات حادة في المناخ، تنقلت بين موجات صيف مبكر شديدة الحرارة، وأجواء ربيعية معتدلة، مصحوبة بتبادل بين الرياح الشمالية الرطبة والجنوبية الجافة، ما خلق بيئة مثالية للنباتات، لكنها كذلك مناسبة لنشاط عدد كبير من الآفات الحشرية.

وأشار رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، إلى أن من أبرز الآفات المتوقع نشاطها هى توتا أبسلوتا، ودودة الحشد، والثاقبة الماصة، والذبابة البيضاء، والجاسيد، وذباب الفاكهة والخوخ، ودودة ثمار القرعيات، وهي جميعاً تستفيد من هذا النوع من المناخ.

وأكد «فهيم»، أن التأثير الأهم للمناخ الحالي يتمثل في ارتفاع معدلات تساقط الثمار الصغيرة في معظم أنواع الفاكهة، وبالأخص النخيل، والمانجو، والموالح، وخاصة البرتقال، وهو ما قد يسبب خسائر كبيرة للمزارعين، مشيرا إلى أن النشاط المستمر للرياح يصعب على المزارعين تنفيذ بعض العمليات الزراعية الضرورية في هذه الفترة، مثل ضم ودراس القمح المتأخر، وعمليات الرش للمحاصيل، مما يتطلب تنسيقاً أفضل في مواعيد العمل الزراعي.

ونوه بأن هناك واجبات زراعية ضرورية يجب الالتزام بها لمواجهة هذا المناخ، تبدأ بالعناية الشديدة برطوبة التربة، من خلال ريّ النباتات في الصباح الباكر فقط، مع تقصير الفترات بين الريات، والابتعاد تماماً عن الري وقت الظهيرة، لتجنب نقص الأكسجين في التربة، مؤكدا أن العودة إلى معدلات الري الطبيعية لا يجب أن تكون فجائية، بل تدريجية، لتفادي حدوث صدمة مائية أو فسيولوجية للنباتات.

وأوضح رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، أن من أهم الإجراءات للفاكهة في مرحلة العقد الحديث، مثل المانجو والعنب والزيتون والموالح والتين، هي تقليل الكميات وتقريب فترات الري، مع إضافة 2 كجم فولفيك + 3 كجم نترات ماغنسيوم مع الري، مشيرًا إلى ضرورة دعم بساتين الفاكهة بعد مرحلة العقد من خلال الرش بمحفزات النمو والأحماض الأمينية والعناصر الصغرى، خاصة الحديد والمنجنيز والزنك، ثم بعد 5 أيام يُفضل الرش بالزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي، والابتعاد تماماً عن المبيدات الكيميائية الجهازية في هذه المرحلة.

وأضاف «فهيم»، أنه بالنسبة لأشجار الزيتون وخاصة الأصناف الأجنبية يُفضل تقليل استخدام الأزوت والاعتماد على البوتاسيوم، مع إجراء توازن في التسميد يتماشى مع حمل الشجرة، وفحص الأشجار ضد دودة براعم الزيتون، مشددا على أهمية دعم بساتين المانجو باستخدام مركبات غنية بالماغنسيوم والمنجنيز والكالسيوم في صورة "الفوسفيت"، لتقوية الأنسجة الغضة والوقاية من موت الأجنة.

كما أفاد بأن في محصول الفاصوليا الصيفي، ينبغي الرش بسترات البوتاسيوم (1.5 كجم) مع 30 سم من سيتوكينين 4% للفدان، لتعبئة الحبوب بشكل مناسب، وأن المحاصيل الصيفية حديثة الزراعة مثل الذرة، القطن، السمسم، الصويا، الفول السوداني، والأرز، تحتاج إلى تكثيف إضافة الفسفور بسبب انخفاض الحرارة ليلاً، خاصة في الوجه البحري.

وأوصى رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة، بأن الخضر، سواء في الحقول المكشوفة أو الصوب، مثل الخيار، والفلفل، والباذنجان، والكنتالوب، والبطيخ المتأخر، بحاجة إلى عناية مضاعفة نظراً لزيادة متوقعة في معدلات "التنفيل" (تساقط الزهر أو العقد الحديث) نتيجة التذبذب الحراري.