الأرض
الإثنين 21 يوليو 2025 مـ 09:41 مـ 25 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أكثر الرياضات شعبية في مصر: ما يجمع الملايين

أفضل 5 رياضات شعبية في مصر

تتجاوز مصر صورتها التقليدية كبلد الأهرامات ونهر النيل، لتُعبّر عن نفسها أيضًا من خلال شغف عميق بالرياضة. في هذا البلد، لا يُعدّ التشجيع مجرد هواية، بل هو أسلوب حياة متجذّر. لا يكتفي الناس بمشاهدة المباريات، بل يعيشونها بتفاصيلها الدقيقة. أصبحت الرياضة جزءًا من الثقافة اليومية، من المدينة إلى السوق، ومن المقهى إلى المدرسة — أحاديث لا تنقطع حول كرة القدم أو آخر نتائج دوري كرة اليد.

تتغير طريقة التفاعل مع الرياضة في العصر الرقمي. لم يعد المشجع المصري، وخصوصًا من فئة الشباب، مجرد متلقٍ سلبي. بل أصبح يشارك، يتوقع، يحلل، ويبحث عن الفوز خارج حدود الشاشة. من هنا، يكتسب Melbet APK تحميل انتشارًا متزايدًا، باعتباره وسيلة سهلة وسريعة للمراهنة المباشرة على مباريات كرة القدم وكرة اليد عبر الهاتف المحمول. لا تعود الرياضة تجربة تُشاهد فقط، بل تتحول إلى تفاعل مزدوج: على الشاشة، وفي راحة اليد.

الرياضات المفضلة في مصر

ليس من المستغرب أن تتنوّع الأذواق الرياضية في بلد يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة. ومع ذلك، تبرز بعض الرياضات بوضوح، سواء من حيث عدد المشجعين أو التأثير الثقافي العميق الذي تتركه في المجتمع.

Freepik

إليك الرياضات الثلاث التي تتصدر المشهد الرياضي في مصر بثبات:

  1. كرة القدم — الرياضة رقم 1 بلا منازع. مباريات الأهلي والزمالك توقف المدينة، كأنها مناسبة وطنية.

  2. كرة اليد — خاصة بعد انطلاقة ”الجيل الذهبي“ الذي وصل إلى نصف نهائي الأولمبياد.

  3. الاسكواش — غريب؟ لكن مصر هي الرائدة عالمياً، ولديها أبطال في كلا الفئتين.

هذه القائمة ليست مجرد ترتيب، بل مرآة لهوية وطنية تتشكل من الملاعب، وتعكس تحوّلاً عميقًا في مفهوم الرياضة داخل مصر.

التوقعات — عامل الجذب في القرن الحادي والعشرين

لا يتردد المشجعون الشباب في استخدام معرفتهم. فهم لا يكتفون بالمشاهدة، بل يقارنون الإحصائيات يستعينون بـ Melbet لتوقّع النتائج لحظة بلحظة. هذا يجعلهم يشعرون بأنهم داخل الحدث، يتابعون وتيرته ويؤثرون فيه من خلال اختياراتهم. وهنا يظهر شغف جديد بالرياضة، حيث تلتقي المتعة مع التحليل والعاطفة في لمسة واحدة.

في السابق، كان التشجيع مجرد هتاف في المدرجات. أما اليوم، فهو تحليل أرقام، فهم لخطط اللعب، ومقارنة دقيقة بين الاحتمالات. لم تعد مجرد هواية، بل أصبحت جزءًا من هوية جيل جديد من المشجعين، ويظهر ذلك بوضوح في مباريات المنتخب أو مواجهات الديربي التي تجعل القلوب تخفق بقوة.

الرياضة كمنتج إعلامي

أصبحت الرياضة اليوم أيضًا عرضًا إعلاميًا. التلفزيون، يوتيوب، تيك توك — كلها تسهم في تحويل المباراة إلى حدث جماهيري. اللاعبون باتوا نجوماً إعلاميين، والمشجعون أنفسهم صانعي محتوى. هذا يظهر بوضوح بين الشباب: مقاطع الفيديو، حسابات المعجبين، والميمات تدور كلها حول الرياضات الأكثر شعبية.

إضافة إلى ذلك، أسهمت هذه المنصات في جعل الثقافة الرياضية أكثر انفتاحًا. فحتى الأطفال في المناطق النائية بات بإمكانهم مشاهدة المباريات يوميًا على الشاشات، والحلم بمسيرة رياضية. وهي أحلام قابلة للتحقق — والأمثلة كثيرة.

لقد وفّر الفضاء الرقمي لكل مشجع فرصة ليكون جزءًا من اللعبة الكبرى. لم يعد من الضروري الذهاب إلى الملعب أو دخول استوديو تلفزيوني — الهاتف الذكي يكفي. من هنا نشأت صحافة رياضية جديدة تنطلق من القاعدة: عبر المدونات، التعليقات الجماهيرية، صفحات المعجبين، والمقاطع الساخرة. وهكذا باتت الرياضة أكثر شمولًا، وأقرب إلى الناس.

صعود قوي للرياضة النسائية في مصر

صحيح أن الفرق النسائية في مصر لم تصل بعد إلى الصفحات الأولى. لكن الوضع يتغير. ظهرت لاعبات قويات في كرة السلة والكرة الطائرة وألعاب القوى. والأهم من ذلك تزايد عدد المشجعين الذين يتابعون البطولات النسائية. يلعب دعم الدولة والمبادرات الخاصة دورًا مهمًا في هذا الصدد. إن إنشاء صالات جديدة وأكاديميات ومسابقات كلها عوامل تساهم في تكوين جناح رياضي نسائي في مصر.

Freepik

ومن العوامل اللافتة أيضًا الحضور المتزايد للرياضيات في المشهد الرقمي. فالكثيرات منهن يُدِرن حسابات نشطة على إنستغرام، يشاركن من خلالها لحظات التمرين والمنافسة، ويتحدثن بصراحة عن التحديات والانتصارات. وبهذا، لم يعد الجمهور يرى فيهن مجرد أسماء، بل شخصيات حقيقية لها صوت وحضور. هذه الديناميكية الجديدة ساهمت في بروز موجة دعم جماهيري أكثر وعيًا. لم تعد الرياضة النسائية "خلف الكواليس"، بل أصبحت على خشبة المسرح بكل ما تحمله من طموح، واحتراف، وإلهام.

خريطة الرياضة في مصر: تنوّع إقليمي حيّ

لا تشترك المدن المصرية جميعًا في نفس الدرجة من الحماس الرياضي، لكن كل واحدة تحتفظ بشيء يميزها، وهذا ما يمنح المشهد الرياضي تنوّعه الجميل. في القاهرة، كرة القدم تسكن القلوب. مباريات الأهلي والزمالك تتحوّل إلى أعياد، تتوقف فيها الأحاديث إلا عن النتيجة. أما في الإسكندرية، فتزدهر شعبية كرة اليد، حيث يتابع الناس فرقهم بنفس الحماسة والاهتمام. في المدن الساحلية مثل بورسعيد والسويس، تبرز ألعاب القوى بوضوح، ربما بفعل المساحات المفتوحة والتقاليد القديمة التي تعود لعقود. هناك، السباقات ليست مجرد رياضة، بل طقس اجتماعي.

وفي صعيد مصر، لا سيما في أسوان وسوهاج، تحضر المصارعة وكرة القدم المدرسية بقوة، إلى جانب الرياضات التقليدية. تقام بطولات في الساحات، يتجمّع حولها الجميع. الرياضة هنا ليست مجرد لعبة — بل تجربة يومية، تعكس روح كل منطقة بطريقة حقيقية.

المحافظة

الرياضة الأكثر متابعة

القاهرة

كرة القدم (مباريات الأهلي والزمالك)

الإسكندرية

كرة اليد والكرة الطائرة

الجيزة

كرة القدم المدرسية والناشئين

بورسعيد

رياضة المشاة والجري التنافسي

أسيوط

ألعاب القوى والمصارعة التقليدية

وبفضل هذه اللوحة الإقليمية، تبدو الرياضة في مصر غنية ومتنوعة. فهي لا تتركز في العاصمة فحسب، بل تنبض بالحياة في كل محافظة، وكل نادٍ.

وهنا يكمن تفرّد المشهد الرياضي المصري: لكل منطقة طابعها المميز، ولعبتها المفضّلة، وتاريخها الحافل بالإنجازات. ولهذا تبدو المنتخبات الوطنية مليئة بالحيوية والتنوّع، لأنها تنبع من فسيفساء ثقافية متكاملة، حيث الرياضة ليست مجرد ظاهرة، بل أسلوب حياة يومي.

عندما تكون الرياضة أكثر من مجرد لعبة

بالنسبة للمصريين، الرياضة ليست مجرد منافسة. إنها مساحة للتعبير عن الذات، وتجربة مشتركة، ووسيلة للارتقاء الاجتماعي. إنها توحّد بين الأجيال والمناطق، بل وتستقطب حتى من لم يكن مهتمًا بالرياضة من قبل. في الملاعب، في المدارس، وحتى في القرى البعيدة، لكل مكان ساحته، ولاعبوه، وأساطيره.

كرة القدم تمنح الأمل، كرة اليد تبعث على الفخر، الاسكواش يرمز إلى الهيبة، والرياضات الصاعدة تفتح آفاقًا جديدة. فكل تمريرة، وكل رمية، وكل خدعة، ليست مجرد حركة في مباراة، بل انعكاس لمجتمع يتطور مع أبطاله. وعندما يشاهد طفل في الأقصر مباراة على هاتفه ويقول: "أريد أن أكون مثلهم"، فذلك هو النصر الحقيقي.

في هذا العصر الرقمي، الرياضة لم تعد فرجة فقط، بل تحوّلت إلى تجربة تفاعلية. تغيّر دور المشجع؛ فلم يعد مجرد متفرج، بل أصبح يعلّق، ويتوقّع، ويشارك. هكذا تظهر رياضة جديدة، مدمجة بالشاشات والتطبيقات ومنصات التواصل، تنشئ جيلًا مختلفًا من الرياضيين والمحبين.

الرياضة في مصر ليست حالة، بل حركة. وإذا ما تم دعمها وتطويرها في كل ربوع البلاد — من القاهرة إلى أسوان، ومن شرم الشيخ إلى الإسماعيلية فسنرى وطنًا لا يكتفي باللعب، بل بالإلهام. وربما من هذه الحكايات الصغيرة، يبدأ الغد.