السبت 27 أبريل 2024 مـ 08:01 مـ 18 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التفاصيل الكاملة لحكاية الفرخة المحظوظة

"فرخة مرسى علم" أو "الفرخة المحظوظة" اسم أصبح يطلق على فرخة أصيبت بكسر في قدميها بعد سقوطها من مكان مرتفع؛ ولكن لحسن حظها أنها وقعت بين أيدي مواطن سويسري يعشق الحيوانات، وطبيب مصري مجتهد.

واقعة ليست مألوفة على مسامع العديد، ولكنها حقيقة تؤكد أن الرأفة بالحيوانات ثقافة مهمة يجب أن تكون سائدة لدى الجميع.

ويروي الطبيب البيطري محمد أحمد، الذي يعمل بمدينة مرسى علم السياحية– في تصريحات صحفية، تفاصيل الواقعة التي جذبت انتباه العديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت حديث الكثيرين منهم، حيث أكد أنه فوجئ بوجود أحد المواطنين الأجانب يدعى مارك، ويحمل الجنسية السويسرية في عيادته، وهو يحمل "فرخة" مصابة بكسر في القدم.

وأوضح الطبيب البيطري، أن الواقعة غير مألوفة بالنسبة له، حيث إن في تلك الحالات يكون الأقرب إما ذبحها وتناولها، أو اتباع ما يسمى بالموت الرحيم بحقنها بجرعة مخدر زائدة، مشيرًا إلى أن السائح السويسري فضل علاجها وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لها، حيث إنه يعشق تربية الحيوانات الأليفة، ويقوم بتربية "الفرخة" ضمن الحيوانات والطيور الأليفة، وليس كإنتاج حيواني.

وأشار الطبيب إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ولكنه فوجئ بالسائح السويسري بتقديم المساعدة في التواصل مع عدد من الأطباء والخبراء الأجانب من أجل تقديم النصائح الطبية الازمة وطرق علاج للفرخة المصابة.

وأضاف محمد أنه تم إجراء كافة الفحوصات والأشعة اللازمة للفرخة، وتم التواصل مع عدد من الأطباء والمتخصصين الأجانب في علاج الصقور والنسور والطيور، متواجدون في المملكة العربية السعودية، والإمارات؛ حيث قدموا له النصائح وكيفية التعامل الصحيح مع حالة الفرخة.

وكشف الطبيب المصري رواية رحلة علاج الفرخة المصابة، حيث أشار إلى أن هذه المرة الأولى التي يجري بها عملية من هذا النوع والأمر كان يمثل صعوبة بعض الشيء في التعامل معه، موضحا أن طالب السائح السويسري بالتوقيع على إقرار للموافقة على إجراء العملية حتى لا يتحمل موت تلك الفرخة أثناء إجراء العملية.

المفاجآت لم تتوقف عند ذلك الحد .. حيث أكد الطبيب البيطري أنه واجه العديد من الصعوبات خلال إجراء تلك العملية ، حيث لم يكن من الشهل العثور على مقاسات شرائح ومسامير تكون مناسبة لقدمي الفرخة .

وأشار إلى أن العملية استغرقت حوالى ساعة و45 دقيقة ، حيث تم تركيب 6 مسامير، وتم توفير كفة الرعاية الطبية اللازمة لها، وإعطاءها مضادات حيوية، ومسكنات للألم.

قصة علاج "الفرخة المحظوظة" لم تتوقف عند ذلك الحد، ولكن الأمر تحول إلى مرحلة جديدة وهى مرحلة العلاج الطبيعي لمدة شهرين، حيث يتم التأكد من تمام الشفاء وإخراج الشرائح والمسامير من قدمي الفرخة التي تمارس حياتها بشكل طبيعي.