الأربعاء 24 أبريل 2024 مـ 06:30 صـ 15 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

دراسة لإنشاء مجمع لتصنيع التمور الأسوانية والصناعات القائمة عليها

تعد محافظة أسوان من ثانى أكبر المحافظات بعد محافظة الوادى الجديد في إنتاج التمور ، ولاسيما فى ظل وجود نحو 2 مليون نخلة داخل نطاق أسوان تمثل 14 % من إجمالى أشجار النخيل المنزرع فى مصر .

هذا فيما تشتهر أسوان عن الوادى الجديد بإنتاج التمور الجافة في حين تشتهر الوادى الجديد بإنتاج التمور الرطبة، ويأتي البلح في المركز الثاني بعد قصب السكر في إنتاجيته بمحافظة أسوان، لتكون بذلك رائدة لإنتاج البلح فى العالم العربى .

وفى هذا الإطار ولتحقيق الإستثمار الأمثل للتمور قدم الدكتور حسن أمين الشقطى الخبير الإقتصادى ووكيل كلية التجارة للدراسات العليا والبحوث بجامعة أسوان دراسة علمية شاملة إلى الدكتورة غادة أبو زيد نائب محافظ أسوان بهدف إنشاء مجمع لتصنيع التمور بالمحافظة من أجل رفع كفاءة التمور الأسوانية وخلق أكثر من 6 ألاف فرصة عمل جديدة للشباب فى مجال زراعة التمور والصناعات المتعددة القائمة عليها .

وقال حسن الشقطى ، بأن دراسة الجدوى تهدف أيضاً إلى زيادة مستوى الناتج القومى الإجمالى من التمور بمحافظة أسوان من مستوى 1.3 مليار جنيه إلى قيمته الحقيقية والتى تناهز 4.5 مليار جنيه حيث تمتلك أسوان مليونى نخلة ويبلغ حجم إنتاج التمور الحالية بأسوان نحو 102 ألف طن تقريباً .

وأوضح الشقطى بأن الأهداف الإستيراتيجية من دراسة الجدوى لإنشاء مجمع التمور هى زيادة الناتج القومى من التمور بأسوان إلى 4.5 مليار جنيه ، وزيادة الناتج القومى لمحافظة أسوان إلى 30 مليار جنيه ، مع تنشيط قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأسوان ، وخلق فرص عمل جديدة للشباب .

وتابع بأن هذه الدراسة تسعى إلى بحث وتحليل الجدوى السوقية والفنية والإقتصادية لمشروع إنشاء مجمع متكامل لتصنيع التمور في سياق مبادرة معروضة على محافظ أسوان ، فضلاً عن تحديد أهم المنتجات التى ينبغي البدء بها فى هذا المجمع لكى تكون مرشداً لإضاءة الطريق لصنع القرار المبدئى بتنفيذ هذا المشروع الهادف والجاد .
وأكمل حسن الشقطى بأن أشجار النخيل تتميز بتعدد منتجاتها ، وتعتبر أحد أهم الموارد الإقتصادية ذات الأهمية الكبيرة للمناطق الريفية ، وخاصة من حيث تعدد إستخداماتها غذائياً وصناعياً وطبياً ، كما تعتبر أشجار النخيل أحد المصادر لرفع القيمة المضافة للقطاع الزراعى فى الإقتصاد الوطنى ، ورغم ذلك لم تنل صناعة التمور حظها الوفير من الإهتمام على المستوى العالمى ، ويرجع جزء هام من ذلك نتيجة أن أشجار النخيل تتركز فى الدول النامية الزراعية التى تتصف بالطبيعة القارية في الجنوب ، وربما كثير من فوائد النخيل والتمور لم تكتشف حتى الآن نتيجة غياب الإهتمام البحثى والعلمى بها .

كما أن محافظة أسوان تعتبر من كبريات المحافظات المنتجة للتمور بمصر، وبالتالى يمكن الإعتماد على إنتاج وتصنيع هذه التمور في تحسين المستوى الإقتصادى للمحافظة وسكانها ، وأحد أهم أهداف الدول المنتجة للتمور هى السعي لتصنيعها وإنتاج منتجات أعلى في قيمتها المضافة ، ومن ثم تحسين المحتوى الزراعى للنخيل عموماً ، مع تتنوع المنتجات الممكن تصنيعها من التمور من خلال التمر والعجوة ومربى التمر وعصير التمر ودبس التمر والسكر السائل وبودرة التمر والكحول الطبى .

وأحد المزايا الإقتصادية لتصنيع هذه المنتجات هى أنها تحتاج للثمار منخفضة الجودة بشكل يضمن للمنتجين للتمور، وبيع الثمار عالية الجودة ( وهي بكميات قليلة ) بأسعار مرتفعة ، ثم الإتجاه لتوريد المنتجات منخفضة الجودة للمنتجين الصناعيين ، مع ضمان التوريد لمصانع تحويل التمور والذى يعتبر فى حد ذاته تحسين لإقتصاديات مزارع النخيل .
وأكد الدكتور حسن الشقطى على الأهمية الإقتصادية الكبيرة للتمور والتي تعد من السلع والمحاصيل غير التقليدية الهامة والتى يمكن الإستفادة منها سواء للإستهلاك المحلى أو التصديرى , وذلك لما تمتاز به التمور من إحتوائها على العديد من المواد الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية .

 كما يمكن أن يعتمد عليها الإنسان كغذاء كامل لفترة زمنية طويلة نسبياً , بالإضافة إلى إمكانية تصنيعها والحصول منها علي نواتج ثانوية متعددة ( المربى وعسل البلح , وصناعة الكحول الطبى والصناعى والخل والسكر السائل وغيرها ) , فإذا ما أضفنا إلى ذلك المكاسب التى يمكن الحصول عليها من نخيل البلح ومنتجاته الثانوية (الجريد, الخوص, الليف, جذوع التخيل), وإستخداماتها فى العديد من الصناعات المنزلية وصناعة الأخشاب .
وكان قد تم عقد العديد من ورش العمل في الفترة الماضية بهدف تعظيم الفائدة من زراعة النخيل والاستفادة المثلى من مخلفاتها وإلقاء الضوء على مشكلة الحرائق المتكررة للنخيل فى بعض قرى المحافظة ووضع الحلول الجذرية لمواجهتها واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من حدوثها سواء من خلال تنفيذ أعمال التقليم المستمر للأشجار أو التخلص من مخلفات النخيل بطريقة سليمة تكون ذات عائد اقتصادى على المزارع بدلًا من حرقها، بالإضافة إلى بحث سبل وآليات إنتاج التمور وتسويقها وكيفية عمل قيمة مضافة للمنتجات العديدة القائمة عليها.