الخميس 18 أبريل 2024 مـ 10:49 صـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

روشتة عاجلة للحد من الزيادة الكبيرة في تساقط ثمار أشجار الفاكهة الصيفية

مع سيادة مناخ متذبذب خلال هذه الفترة، ومع بداية دخول الصيف بعد شتاء وربيع طويل بارد متذبذب، معظم الفاكهة الصيفية مثل الرمان والمانجو والبرتقال والليمون في مرحلة العقد أو مراحل ما بعد العقد، بالإضافة إلى وجود تساقط مايو ويونيو الطبيعي، والذي من المتوقع أن يزيد هذا العام عن المعدل الطبيعي، لذلك وجب الاحتياط والتركيز لعدم تفاقم مشكلة تساقط العقد والثمار، وخاصة العقد المتأخر فى المانجو والبرتقال، وبداية العقد فى الرمان.

أسباب تساقط الثمار

وأرجع الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، تساقط الثمار لعدة أسباب، منها سوء تغذية الشجرة، والري الغزير خلال فترة العقد، والتعطيش الشديد ثم الري بغزارة، وكذلك الري أثناء ارتفاع درجات الحرارة الشديدة (الري فى الظهيرة)، ونقص الحديد أو الزنك أو البورون فى الشجرة .

وأيضًا الإصابة بالأمراض مثل البياض الدقيقي، وعفن الأجنة الداخلى (هذا المرض يؤدي إلى تساقط الثمار بعد العقد بـ45 يوم)، والتربة الكلسية أو المياة القلوية، وزراعة أشجار الفاكهة في الأراضي الطينية الثقيلة السيئة الصرف أو المحلية أو الأراضي التى يرتفع فيها مستوى الماء الأرضي عن 120 سم من سطح التربة خاصة في الأجواء الحارة الجافة، والتذبذبات العالية فى الحرارة وزيادة الفرق بين حرارة الليل والنهار.

التفسير العلمي لتساقط الثمار

وأوضح "فهيم" أن ظاهرة سقوط الثمار المنتشرة طبيعيًا في أشجار الفاكهة تحدث عادة عقب عملية الإخصاب والعقد مباشرة أو أثناء نضج واكتمال التسوية في الثمار، مع العلم أن النسبة المرتفعة في ظاهرة التساقط الثمري تحدث في النباتات ذاتية التلقيح، ويتم التساقط على فترتين (كما في أشجار التفاح)، يسمى الأول بالتساقط المبكر الذي يحدث بعد انتفاخ المبيض وتكوين الاندوسبرم البذري للثمرة، ويُعرف التساقط بتساقط يونيو، والذي حدث مبكرًا هذا العام بسبب الموجات الحرارية المرتفعة، ويسبب خسائر كبيرة في الإنتاجية المتوقعة فى المانجو أو الموالح وأحيانًا الرمان، الذي يحدث خلال الفترة السريعة لتكوين الجنين.

وأشار "فهيم" إلى أن هناك نوع آخر من التساقط يُعرف بـ"تساقط ما قبل الجمع"، حيث تسقط الثمار وهى على وشك النضج، وتحدث منطقة الانفصال فى الثمرة إما فى منطقة اتصال العنق بالثمرة، أو قد تحدث فى طبقة القشرة والبشرة للثمرة قرب العنق بمسافة نصف ملليمتر فى العنق أو عمقًا فى الثمرة والذي يختلف مكانه باختلاف النوع النباتي التابعة له الثمرة، فتنفصل ثمرة البرقوق بجزء من العنق فى التساقط الأول، أما تساقط ما قبل الجمع فتنفصل بدون عنق، أما الكريز فتحدث منطقة الانفصال بين عنق الثمرة وحامل الثمرات أو بين حامل الثمار والدابرة.
ويحدث الانفصال نتيجة انخفاض مستوى الأوكسينات في الثمار أو التدرج الأوكسينى على جانبي منطقة الانفصال، فإن كان مستوى الأوكسين على الجانب الداخلى أكبر منه على الجانب الخارجي، فى هذه الحالة لا يحدث التساقط، أما إن قل المستوى الأوكسينى الداخلى ليتساوى مع مستواه الخارجي البعيد عن منطقة التساقط، فى هذه الحالة تتكون منطقة الانفصال ويزداد احتمال تساقط الثمرة كلما قل عدد البذور بها، حيث يترتب عليه انخفاض المحتوى اللأوكسينى للثمرة، وبالتالي انخفاض قدرتها على المنافسة للحصول على المواد والعناصر الغذائية اللازمة لنموها إذ لأن الإفراز الهرموني يحدث مناطق جذب لهذه العناصر .
ولفت "فهيم" إلى أنه فى أوقات التساقط عادة ما يكون مستوى الاثيلين مرتفع، والذي يسبب ضعف وتكسر الصفيحة الوسطى فتحدث منطقة الانفصال، ويفترض تكون منطقة الانفصال بنشاط أنزيمي هادم لمحتويات جدر الخلايا مثل المواد البكتينية والسليولوزية والسكريدات العديدة غير السليولوزية، ويحدث هجرة لعنصر الكالسيوم والماغنسيوم من جدر الخلايا فى تلك المنطقة قبل أو عند نهاية الطور المؤدي للانفصال، ولا يشمل هذا التغير الحادث فى منطقة الانفصال الخلايا الخاصة بالحزم الوعائية، مما يجعل الثمرة ملتصقة دون انفصال فترة حتى تتمزق هذه الحزم طبيعيا Physically ويختفى البكتين سواء المثيلى Methylated Pectins أو الكلى من خلايا الانفصال، وتتلجنن الخلايا فى أنسجة الثمرة عند منطقة الانفصال ويستمر بتقدم ظاهرة الانفصال حتى التساقط، فيجب الرش بمركبات تحتوي على الفوسفور مع الكالسيوم والماغنسيوم.
ولذلك يرجع تساقط الأزهار إلى فشلها فى التلقيح والإخصاب، فالفشل فى العقد يؤدى إلى أن تحرم الأزهار من المدد الأوكسينى الذى يعينها على البقاء والاستمرار فى القيام بدورها، كما أن فشل الأجنة فى النمو يؤدى إلى تساقطها أيضًا لنفس السبب وهو ما يحدث عادة بعد ذلك للثمار البذرية فى فترات يقل فيها الإمداد الاوكسينى من الأنسجة المختلفة المانحة للأوكسين بالبذرة، فينخفض مستواه دون المستوى اللازم لاستمرار نموها.

دور الهرمونات

وأكد "فهيم" أن للهرمونات دور في منع التساقط، حيث يمنع الأكسين تكوّن طبقات الانفصال، ويرجع ذلك إلى دوره فى منع تكوين الأنزيمات الهادمة للبكتين مثل Pectin methyl esterase وأيضًا لدوره فى التدرج الاوكسينى Auxin gradient عند النهاية القمية للعنق، وقد أفادت تلك المعلومات فى منع التساقط باستعمال الاوكسينات، فقد وجد أن استعمال Naphthalen acetamide بتركيز 15 – 20 جزء فى المليون عند تساقط أول ثمرة تفاح ثم تكرار المعاملة حتى الجمع، ويستعمل 2.4 - D بتركيز 8 – 10 جزء فى المليون لمنع تساقط ثمار الموالح "أبو سرة" والتفاح والكمثرى.

وقد وُجد أن رش البرتقال أبو سرة قبل الازهار بستة أسابيع زاد الحجم وقل التساقط، ودام التأثير سبعة شهور فى أشجار المانجو وأصنافها المختلفة، حيث تصل نسبة تساقط الثمار غير تامة النضج حوالي 98 % ويتبقى من الثمار العالقة بالأشجار حتى تنضج تماما حوالي 2% ويمكن التغلب على نقص العقد لارتفاع التساقط بالاستخدام الأمثل من نفثاليك حمض الخليك، أما عن دور الجبرلين فعند المعاملة به على ثمار التفاح فقد قل التساقط بنسبة 20-50% وكانت المعاملة بعد 6 أسابيع من تساقط البتلات الزهرية بتركيز 25– 100 جزء فى المليون غير أن الجبرلين لم يعطى نتائج إيجابية أخرى فى منع تساقط كثير من الثمار للأنواع الأخرى.

وأضاف أن الأبحاث الأخيرة أشارت إلى أثر B9 فى منع التساقط أو التقليل منه بالتفاح عند الرش به بعد ثلاث أسابيع من التزهير وتساقط البتلات بتركيز 2.5 جم / لتر، مع العلم أن التسقيط بدون كبسولة سببه تذبذب عملية الري من تعطيش أو تغريق بالتحديد.

ونوه "فهيم" إلى أن صنف البرتقال أبو سرة يعتبر من أكثر الأصناف تأثرًا بارتفاع درجات الحرارة، خاصة عند انخفاض درجة الرطوبة، مضيفًا أن ارتفاع درجة الحرارة مع انخفاض درجة الرطوبة النسبية من أضر الظواهر الجوية بأشجار الموالح خاصة أثناء مواسم النمو والإثمار، حيث تساعد على زيادة النتح من الأجزاء الخضرية عن مقدرة الجذور على امتصاص الماء، وما يتبع ذلك من الاختلاف في التوازن المائي بالأشجار، وبالتالي جفاف وتساقط بعض الأعضاء وعلى الأخص الأوراق والنموات الحديثة والأزهار والثمار الصغيرة، وتساعد هذه الحالة على احتراق المناطق المعرضة من جلد الثمار وتشوهها ببقع بنية اللون تقلل كثيرًا من قيمتها الاقتصادية فيما بعد.
ونظرًا للظروف المناخية التى تمر بها البلاد وخاصة على مناطق زراعة بعض أشجار الفاكهة، من تقلبات حادة في الطقس من ارتفاع وانحفاض فى درجات الحرارة وتقلبات وتذبذب حراري عالي وكذلك هطول الأمطار فى رخات عنيفة في الفترة الماضية يليها ارتفاع حاد فى درجات الحرارة، كل ذلك يسبب زيادة فى تساقط الثمار فى مراحلها الأولى (الأكثر ضعفًا).

توصيات هامة

ونصح أستاذ التغيرات المناخية، باتباع مجموعة من التوصيات للحد من الزيادة الكبيرة في تساقط الثمار في أشجار المانجو والبرتقال والليمون والرمان، وهي كالتالي:

  1. اتباع منهج إجراء ريات على الحامي سريعة للبساتين قبل حدوث أى موجة من التقلبات الجوية الحادة.
  2. تحسين الحالة الصحية والفسيولوجية للشجرة بإجراء رشة عاجلة بالأحماض الأمينية ومحفزات النمو والعناصر الصغرى، وخاصة الحديد والزنك، بإجراء رشة عاجلة قبل حدوث الموجات المناخية الحادة ورشة أخرى بعد انتهاء الموجة الحارة بحوالى من 1-2 يوم.
  3. انتظام الري وعدم التعطيش وعدم الري باستمرار.
  4. تجنب التسميد بالأزوت.
  5. رش فوسفيت بوتاسيوم بعد 60% تزهير مرتين، على أن يكون الفاصل بينهما أسبوع .
  6. رش كالسيوم محمل على أحماض أمينية مع أمينو بورون كل 7 أيام بعد العقد.
  7. الاعتماد في التسميد على نترات النشادر مع عالي الفوسفور والبوتاسيوم.
  8. التسميد بعنصر الزنك من خلال رشه على الأوراق بتراكيز معينة وحسب عمر الأشجار.
  9. بالنسبة للنخيل، إذا كان الري بالتنقيط، فيتم حقن العناصر السابقة فى شبكة الري، وإن كان الري بالغمر، فيفضل إجراء رية سريعة على الحامي لمزارع النخيل، حيث تُضاف الأحماض الأمينية مع مياه الري بنظام البرميل.