الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 11:46 مـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
فتح أسواق لصادرات البطاطس المصرية للمغرب والفراولة بكندا.. الزراعة في أسبوع تجارية سوهاج تعلن عن تلقي طلبات الاستثناء من تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور تعرف على طرق التمييز بين ذكور وإناث النخيل «الزراعة» تتابع جهود مكافحة الآفات للمحاصيل والخضر والفاكهة بجنوب الدلتا والقليوبية شُعبة مقدمي الخدمات التعليمية ترفع مذكرة عاجلة بتوصيات الحد الأدنى للأجور شعبة «الطاقة المستدامة» تعلن عن معدلات تنفيذ محطة طاقة بنبان الشمسية وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 80 عاما «الزراعة»: توصيات لتخفيف تأثير موجة الحرارة على البطاطس ومحاصيل خضرية التكاثر «تنمية البحيرات»: مشروعات الاستزراع السمكي ركيزة منظومة الأمن الغذائي انخفاض أسعار العيش الحر والمكرونة والأرز بدءًا من هذا الموعد «الغرف التجارية» تكشف تأثير تقليل الإنفاق الحكومي الاستثماري بالموازنة على القطاع الخاص رئيس الوزراء يكشف عن خطة الحكومة لخفض الأسعار 30% خلال الأيام المقبلة

رحلة داخل جسم الإنسان

التأمل رياضة يمارسها العُباد، وأصحاب الرياضات التأملية واليوجا يتأملون الطبيعة، بكل ما فيها من حيوانات، وحشرات، وكائنات من كل نوع، فهي بالنسبة لهم آيات كونية متجددة بصفة دائمة أرسلها الله قبل نزول الأديان وآياته السماوية؛ فالآية الكونية متاحة للجميع؛ لأصحاب الأديان وغيرهم..

سنتأمل سوياً فى عدة مقالات متتابعة خلال رحلة كونية في عالم المخلوقات، وسنقترب منهم، وسنحاول فك الرموز والعلامات والدلالات التي تحتويها من خلال سلوك هذه المخلوقات، وسنكتشف سوياً أن جميع الصفات التى فرقها الله ووزعها على جميع مخلوقاته قد اجتمعت في هذا المخلوق العجيب المسمى بالإنسان، فربما ينظر الإنسان إلى جميع الدواب على الأرض بدونية وعلى أنهم أقل منه شأناً، وهو سيد هذا العالم، والمضحك أن تكتشف فى رحلتك الكونية أن هذه الكائنات ربما تنظر بالمقابل إلى هذا الإنسان بنظرة شفقة، وربما يحكم الإنسان على الصراع الدائم في الغابات الحيوانية بأنها لا رحمة فيها، فهناك القوى يأكل الضعيف ولكن تكتشف فى رحلتنا الكونية أن عالم الحيوان أكثر رحمة وشفقة من عالم الإنسان؛ فالأسد والنمر وكل الحيوانات المفترسة لا تقتل إلا عندما تجوع، وعندما تشبع تنعم الغابة بالأمان، ولكن العكس لدينا نحن البشر فنحن نكون أشد وأشرس المخلوقات عندما نشبع.

الله خلق هذه الدنيا فى حالة صراع منذ أن كنا مجرد حيوانات منوية فى ظهور أبائنا ومجرد بويضات فى أرحام أمهاتنا ستجد أن من ضمن ملايين هذه الحيوانات الضعيفة سيكون هناك واحد فقط يكمل الصراع إلى نهايته في رحم الأم، فهذه الملايين من هذه الحيوانات عند دخولها في مهبل الأنثى يتساقط عليها مواد حمضية تميت الآلاف منها، وتمر مئات أخرى من هذه الحيوانات لتكمل المسيرة ويموت بعضها بين ثنايات الرحم مزنوق بينها، ثم ينجح عشرات للوصول إلى عنق الرحم الذي على بابه يموت الكثير ولا ينجح في اختراقه، ثم ينجح آخرون للدخول ليواجهوا البويضة التي تريد أن تتخصب بواحد فقط من هذه الحيوانات، وهناك فتحة في البويضة يدور حولها كل الحيوانات ولا ينجح فى الدخول غير بضعة أفراد ليبدأوا رحلة شقاء أخرى ويكتشفوا غشاء داخلياً يدورون حوله وبمحض الصدفة ينجح أحدى هذه الحيوانات في الاختراق ويقوم بتخصيب البويضة ويموت الباقي.

الصراع الذي كُتب على الإنسان لم ينته إلى هذا الحد، فهذا الحيوان يدخل في تحدى أخر داخل هذه الغرفة المظلمة متعلقاً في جدار رحم الأم فى صورة خلية واحدة بها ستة وعشرون كروموسوم منها ثلاثة عشر من الأم ومثلهم من الأب، حيث اندمجت البويضة وهى عبارة عن خلية واحد بها نواة وبداخل النواة كرومسومات بها المادة الوراثية ( DNA) مع الحيوان المنوى، والذى هو أيضاً عبارة عن خلية بها نفس المكونات.

ثم تبدأ هذه الخلية الجديدة فى الانقسامات المتعددة إلى خلايا متعددة، كل خلية منهم بها رسالة بداخلها  مكتوب فيها دورها المرسوم لها وعن عمرها بالتحديد، فنجد أن كل خلية من هذه الخلايا تتكشف إلى جزء معين من الجسم، فخلايا تتكشف إلى جلد وأخرى إلى أمعاء وبنكرياس وقلب وغيرها من الأجهزة الداخلية، وخلايا أخرى ستتكشف إلى عيون وأنف وفم وأرجل ويد ويكون هذه الكائن في بطن أمه لا يأكل إلا مما تأكله الأم ولا ينقص من رزقه واحتياجاته شيء؛ فإن قصرت الأم في تغذيتها لنفسها فالطفل بالفطرة سيأخذ ما ينقصه عناصر غذائية من عظام هذه الأم؛ لأن له احتياجات معينة لا يتنازل عنها، وبالرغم من أن لديه جهاز تنفسي إلا أنه لا يتنفس، والقلب لا ينبض، والجهاز الهضمى لا يعمل، وكل هذه الأجهزة يملؤها شيء اسمه المكانيوم؛ وهى كالزيت الذي يغلف البضائع الجديدة خوفاً عليها من الصدأ، ودليل على عدم استعمالها، ولكن الغريب أنه بمجرد وقت الولادة وخروج الطفل إلى الحياة تبدأ غدة معينه موجودة بجوار الكلية بتنبيه القلب؛ ليبدأ أولى نبضاته، ويبدأ الجهاز التنفسي في بداية العمل، ويستنشق الطفل أولى نسيم الحياة، ولابد أن يضرب  الطبيب هذا الطفل على مؤخرته، وهذه أول ضربة له في الحياة حتى يصرخ فيعرف الجميع أنه بدأ مرحلة الإحساس بالحياة الجديدة المستقلة، ثم يبدأ في أول إخراج له حيث يتم تنظيف الميكانيوم ويخرج على هيئة سائل أخضر ليكون مهيأ تماما ليصبح إنسان جديد مؤهل لصراع أكبر لحياة مليئة بالميكروبات والضجيج.

وسنكمل صراع الإنسان الأول في المقالة المقبلة بإذن الله.