الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 06:02 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

شم نسيم آمن

طقوس المصريين في احتفالاتهم منذ القدم منحتهم طابعهم الخاص و"ماركتهم" المسجلة المعروفة لدى العالم.

ومع "شموس" جديدة نسبةً إلى شم النسيم عند الفراعنة والتي تعلن عن وصول نسائم الربيع، يكون البيض المنقوش بأمنياتهم ودعواتهم رمزاً لخلق الحياة، ويكون السمك المملح والخس رمزان للخصوبة، بينما يكون البصل رمزاً للشفاء وطرد الشياطين، أما التنزه بجوار النيل، شريان الحياة، فيكون لائقا لهذا اليوم الذي تتطهر فيه القلوب وتتصالح، في اعتقاد الفراعنة.

حافظ المصريون منذ القِدَم على إحياء موروثاتهم، لكن مع بعض التعديلات والسلوكيات الخاطئة التي قد تعرضهم للمخاطر.

ولكي يكون الاحتفال صحياً، راقياً ورمزياً مثل قدمائنا فلننشغل بتقتح الطبيعة وجمالها أكثر من ملء البطون،  بالفسيخ والرنجا والسردين.

وإذا كان لابد من تناول الأكلات المسجلة خصيصا لهذه المناسبة، فيجب التأكد أولاً من أنها من مصدر مضمون، لضمان سلامتها من أي مسببات مرضية، وربما مميتة.

يجب الضغط على أنسجة هذه الأسماك بالأصابع، فإذا غاصت فيها مع وجود تهتك في جلودها وفقدان بريق ألوانها أو انبعاث رائحة كريهة منها، فتلك دلائل مؤكدة على فسادها.

ويفضل تجميد هذه الأسماك بعد شرائها لمدة يومين على الأقل قبل تناولها، لقتل البكتيريا والطفيليات.

ولأن الرنجا ملوحتها أقل من الفسيخ وتتعرض لنار مباشرة لتحضيرها، تكون أقل خطراً من الفسيخ، ولتجنب تناول كميات زائدة من الملح، حيث يسبب ارتفاع الضغط ومشاكل في الكلى، لذا يفضل ترك الفسيخ أو الرنجا في ماء كان قد سبق غليه لمدة عشر دقائق، ونتبع ذلك بغسلها بماءٍ قليل مع الخل والليمون حتى نخلصها من كميةٍ كبيرة من أملاحها، ونقضي على الميكروبات فيها، كما يمكن أن نقوم بقلي الفسيخ في الزيت وتشويح الرنجا على النار لفترةٍ كافية للوقاية من "التسمم الممباري" بسبب البكتيريا اللاهوائية "الكلوستريديوم بوتيولينيوم"، وبهذه الطريقة يأمن مريض الضغط المرتفع من آثارها السلبية صحيا، إذا كان لا يستطيع الامتناع عن تناولها.

ويفضل تقليل الكميات حتى للأصحاء، مع امتناع الحوامل والمرضعات ومرضى الكلى والضغط والأطفال دون الثالثة من العمر عن تناول الفسيخ والرنجة والسردين المملح، كذلك ينصح بتناول كوبين من الماء قبل الأكل وكوباً في وسطه حتى لا تسمح المعدة بتناول كمياتٍ كبيرة من الأكل، مع تناول كميات كبيرة من الماء بعد الأكل لتخليص الجسم من السموم والأملاح، والاهتمام بالسلطة الخضراء والخس والبقدونس والكابوتشا والخيار مع الأكل، لقدرتها على تخليص الجسم من الأملاح والسموم ولاحتوائها على نسبة من الماء في أنسجتها.

ويفضل تناول الخبز البلدي بالردة والتي تحتوي على ألياف تساعد في عملية الهضم، مع تقليل كمية الخبز، وخاصةً لمرضى السكر، وأيضاً الابتعاد عن المشروبات الغازية لأضرارها، ولأنها تزيد من الانتفاخ واحتباس السوائل في الجسم، لذا ينصح باستبدالها بالماء والليمون والزنجبيل لمساعدة الهضم، والشاي الأخضر والنعناع والكاركاديه للتخلص من السموم، وعصير البرتقال لاحتوائه على عنصر البوتاسيوم الذي يطرد الملح الزائد وكذلك استبدال الحلويات بالفواكه وخاصةً الموز والبرتقال، على أن يكون ذلك بعد الأكل بساعتين على أقل تقدير، ولمساعدة الهضم، يفضل المشي لمدة نصف ساعة.

ومع ظهور أي أعراض مثل القيء، الإسهال، آلام البطن أو ارتفاع درجة الحرارة، فلابد من التوجه إلى المستشفى، وإذا ما ظهرت أعراض التسمم الخطيرة مثل اضطراب الرؤية أو ازدواجها، صعوبة في البلع والكلام، رعشة، برودة في الأطراف، ضعف في العضلات أو صعوبة في التنفس، فإنها تستوجب التوجه إلى مركز السموم على الفور لإعطاء المصل المضاد للبكتيريا.