الأرض
الإثنين 11 أغسطس 2025 مـ 07:17 مـ 16 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مدير المحاصيل السكرية: شتلات القصب وفرت 30% من مياه الري

قال الدكتور حازم سرحان، مدير معهد المحاصيل السكرية، تسعى الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، تتجه الجهود الحكومية بخطى ثابتة نحو إحداث نقلة نوعية في زراعة محصول القصب، باعتباره أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية ذات الأثر المباشر على الاقتصاد القومي، وبوابة رئيسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر بنسبة 100%.

وأشار خلال السنوات الماضية، ظلّت زراعة القصب بالطريقة التقليدية تواجه تحديات متعددة، أبرزها ضعف الإنتاجية، واستهلاك كميات كبيرة من المياه والأسمدة والتقاوي، إلى جانب تأخر نمو البراعم وعدم انتظام الزراعة، ما دفع الدولة – ممثلة في وزارة الزراعة ومعهد المحاصيل السكرية – إلى البحث عن بدائل علمية ومستدامة لزيادة الإنتاج وتقليل الفاقد.

شتلات القصب.. بداية التحول الجاد

بحسب الدكتور حازم سرحان، فإن زراعة القصب بنظام الشتلات تمثل أحد أهم التحولات الزراعية الحديثة، التي تستهدف رفع الإنتاجية إلى معدلات غير مسبوقة، وترشيد استهلاك الموارد، وخاصة المياه والأسمدة.

وأوضح سرحان أن شتلات محطة كوم أمبو في أسوان، تُعد نموذجًا متقدمًا لما يمكن أن تقدمه هذه التقنية، حيث تسهم في خفض استهلاك المياه بنسبة 30% للفدان الواحد، مقارنة بالطرق التقليدية، كما تقلل الاعتماد على كميات كبيرة من التقاوي، إذ تحتاج الزراعة بالشتلات إلى طن واحد فقط للفدان، بدلاً من 6 إلى 8 أطنان.

أصناف جديدة.. إنتاجية أعلى

ولفت لم تقتصر الجهود على تطوير أساليب الزراعة، بل امتدت أيضًا إلى استنباط أصناف جديدة أكثر كفاءة، مثل "جيزة 4" و"جيزة 5"، وهما من أحدث إنتاج المعهد، ويتميزان بقدرة أعلى على إنتاج السكر ومقاومة أفضل للأمراض والمناخ.

ووفقًا لمدير المعهد، فإن الإنتاجية المتوسطة للزراعة التقليدية من القصب لا تتجاوز 30 طنًا للفدان الواحد، بينما في حالة الزراعة بالشتلات، تصل إلى 55 طنًا للفدان، وهو ما يعكس الأثر الاقتصادي الإيجابي المباشر على دخل المزارعين، وتقليل الفجوة في الإنتاج المحلي من السكر.

محطة شتلات إدفو.. خطوة نحو المستقبل

من جانبه، أكد وزير الزراعة علاء فاروق على أهمية الإسراع في إنجاز محطة شتل القصب بمدينة إدفو، التي تجاوزت معدلات تنفيذها نسبة 90%، موضحًا أنها ستكون نموذجًا تطبيقيًا ناجحًا على أرض الواقع، بعد استكمال إنشاء 12 صوبة زراعية متكاملة، وهناجر، وجرارات، وتجهيزات بنية تحتية متطورة.

وأشار الوزير إلى أن هذه المحطة ستمثل نقطة تحول في مستقبل زراعة القصب في مصر، من خلال زيادة الإنتاج وتحقيق وفورات كبيرة في الموارد، مؤكدًا أهمية التعاون مع القطاع الخاص والمزارعين لضمان نجاح هذا المشروع وضمان تشغيله بشكل مستدام.

التكامل والتنسيق لاستدامة النجاح

ولضمان كفاءة تشغيل المحطة، وجه وزير الزراعة بعقد اجتماعات تنسيقية مع كافة الجهات المعنية لتوفير كل مستلزمات التشغيل، ووضع آليات فنية وتشغيلية تضمن استمرارية العمل بكفاءة عالية، مع استثمار كل الموارد المتاحة لتحقيق نقلة حقيقية في إنتاج القصب والسكر محليًا.

موضوعات متعلقة