الخميس 18 أبريل 2024 مـ 07:05 صـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

د. أمال صبري تكتب.. الصيام صيانة دورية للجسد المنهك

دكتورة آمال صبري
دكتورة آمال صبري

مازال الجدل قائماً منذ رمضان الماضي حول صوم رمضان في ظل الكورونا.

و يرجع هذا الجدل لما أُثير حول دور ترطيب الحلق بالماء و السوائل الدافئة كل ١٥ دقيقة وتناول الأغذية المقوية للمناعة في منع الإصابة بالكورونا.
وبالرغم من ما ورد عن منظمة الصحة العالمية عن عدم وجود أدلة قاطعة إلى الآن على منع الكورونا بترطيب الحلق الدائم، و عدم إثبات أن الصوم يزيد من خطر الإصابة بالكورونا، إلا أن الجدل مازال قائماً في عقول الناس حتى وإن لم يُفصَح عنه.
وتظل الحقيقة المثبتة بالأدلة العلمية إلى الآن هى أن الصوم يساعد في تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض، حيث أثبتت الدراسات أن صوم رمضان يعزز قوة أسلحة الجسم الداخلية في مقاومة الإجهاد التأكسدي الناتج عن تراكم الجذور الحرة بسبب التفاعلات الكيميائية داخل الجسم اثناء عمليات الهضم و التلوث البيئي، و هذه الجذور تسبب حالة من الالتهاب المزمن، تهاجم من خلاله الأنسجة و الخلايا و تتلفها مما يؤدي للكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان وأيضاً الشيخوخة المبكرة.
وقد أثبتت الدراسات أن الصيام يطرح تلك الخلايا و الأنسجة التالفة خارج الجسد و يقلل حالة الالتهاب المزمنة عن طريق تقليل الكتلة الدهنية في الجسم وخفض مستوي سكر الدم و بالتالي الإنسولين، و الذي يسبب ارتفاعهما العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين التاجية، ارتفاع ضغط الدم و الدهون الضارة بالدم، السكري، السمنة و الزهايمر.
و لهذه الأسباب اتجه العالم الآن إلى تطبيق الصيام المتقطع، و الذي ساعد في تحسن الكثير من الأمراض المزمنة و الخطيرة.
وقد سبق لمنظمة الصحة العالمية بأن أكدت على عدم وجود ما يمنع الأصحاء من صوم رمضان في ظل الكورونا، حتي و إن كانوا كبار السن طالما أنه لا توجد لديهم أي موانع صحية وفقاً لآراء أطبائهم، شريطةً أن يتخذوا معايير السلامة و تجنب الإجهاد في الجو الحار والأماكن المزدحمة والحرص على تناول غذاء صحي متوازن و القدر الكافي من الماء في الفترة ما بين الإفطار و السحور.
وكذلك بإمكان الأمهات الحوامل و المرضعات الصيام تحت إشراف طبي، مع وجوب علمهن بعلامات الخطورة التي يتحتم معها الإفطار.
و المثير للدهشة أن الأبحاث أثبتت أن أصحاب الأمراض المزمنة، وخاصة المصابين بالربو الشعبي و الحساسية الصدرية، قد تحسنت حالتهم و استجابتهم للعلاج بالصيام و خاصة في الأجواء الحارة، كذلك المصابين بأمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم، قد قل لديهم استعدادهم للجلطات، بعكس ما كان متوقعاً لهم.
وفي حقيقة الأمر أن الذي يزيد خطر الإصابة بالكورونا هي السلوكيات و العادات الغذائية الخاطئة و خاصة في شهر رمضان.
و الخلاصة أن الصيام يعد بمثابة صيانة دورية للجسد المنهك طيلة العام و ترميم لكل تصدعاته، فإن تمت الصيانة بنجاح صحت معها النفوس و الأبدان.
...............
* استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية