السبت 20 أبريل 2024 مـ 10:01 صـ 11 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حذرت من نضوب التمويل وتوقف الطيران وفرق الإبادة

”الفاو” تطالب بتوفير 39 مليون دولار لاستمرار مكافحة جراد شرق أفريقيا

طائرات مكافحة الجراد شرق أفريقيا
طائرات مكافحة الجراد شرق أفريقيا
تنزانيا

ـ 28 طائرة و300 وحدة أرضية حفظت محاصيل وألبان بـ 1.2 مليار دولار .. وصون سبل عيش 28 مليون شخص

طالب نائب مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، شركاءها في الإنسانية لتوفير نحو 39 مليون دولار لتمويل استمرار برنامج مكافحة الجراد في شرق إفريقيا واليمن، وذلك بعد أن حقق البرنامج نتائج غير مسبوقة منذ انطلاقه في يناير 2020 لإبادة الآفة التي تقضي على المحاصيل الخضراء.

وبعد انقضاء عام واحد، وبفضل الدعم المقدم من المنظمة، نجحت هذه البلدان في نشر قوة لمكافحة الجراد في الجو وعلى الأرض تشمل 28 طائرة ومروحية و260 وحدة أرضية ونحو 000 3 من المراقبين ومشغلي عمليات المكافحة المدربين حديثًا، وأتمت العمليات ما يزيد على 000 6 ساعة من الطلعات الجوية لتحديد الأماكن المصابة بهذه الآفة ورشها.

وكان نائب مدير عام الفاو قد دقّ ناقوس الخطر في التاسع عشر من يناير الجاري، محذرا من أن قوة مكافحة الجراد، التي أنشأتها بلدان شرق أفريقيا لمكافحة انتشار الآفة، معرضة لخطر توقف أنشطتها بسبب انتهاء التمويل المالي اللازم لضمان استمرار عملياتها.

وأوضحت المنظمة لشركائها، خلال اجتماع إعلامي افتراضي عُقد آنذاك (19/1/2021)، أن طائرات مكافحة الجراد البالغ عددها 28 طائرة، التي تقوم حاليًا بدوريات في السماء بهدف تحديد أسراب الجراد، قد تتوقف عن العمل في مارس المقبل، بغياب تمويل إضافي يغطي تكاليف الوقود وفترة التحليق وساعات الطيار.

وأشار نائب المدير العام للمنظمة Laurent Thomas، إلى أن آلة مكافحة الجراد التي تم تشكيلها في شرق أفريقيا باتت الآن مجهزة بالكامل وقادرة على احتواء الجراد والقضاء عليه، "إذا استمر العمل بهذا المستوى القياسي من التفشي في نهاية المطاف".

وأضاف Thomas أن الحكومات تمكنت من تعزيز قدراتها في وقت قياسي، حيث تسنّى التقليل إلى حد كبير من عدد الأسراب وحجمها، مؤكدا أنه سيكون من المحزن أن تذهب هذه الإنجازات أدراج الرياح في الوقت الذي تبدأ فيه دول شرق أفريقيا رؤية بصيص من الضوء في آخر النفق.

ولفت توماس النظر إلى أن هناك احتمال حقيقي لأن تتمكّن الجهود المبذولة هذا العام من وضع حدٍ لهذا التفشي، "لكن ينبغي أن تكون قادرة على الاستمرار في فعل ما تقوم به بكل حزم وثبات".

وأحاطت المنظمة الشركاء في العمل الإنساني، خلال الاجتماع الإعلامي الذي عُقد في التاسع عشر من يناير الجاري، علمًا بأنه ستكون هناك حاجة إلى توفير نحو 38.8 ملايين دولار أمريكي من التمويل الإضافي للتمكّن من تحقيق ذلك حتى يونيو المقبل ، وحثتهم على مدّ يد العون إلى شرق أفريقيا واليمن لقطع الشوط الأخير من سباق مكافحة الجراد الصحراوي.

قفزة نوعية في مجال الجاهزية

وعندما تفشت الموجة الأولى من الجراد لأول مرة عبر شرق أفريقيا في مطلع يناير 2020، جراء الأمطار الغزيرة التي تسبب فيها إعصار نهاية الموسم الذي ضرب المنطقة في وقت متأخر بشكل غير عادي، لم يكن لدى الكثير من البلدان سوى قدرات قليلة أو منعدمة على رصد تحركات هذه الآفة أو الاضطلاع بأنشطة مكافحة على نطاق واسع، وكان واقع الأمر يؤكد أن معظم هذه البلدان لم يشهد حالة تفشٍ للجراد بهذا الحجم منذ أكثر من 50 عامًا.

واليوم، بعد انقضاء عام واحد، وبفضل الدعم المقدم من المنظمة، نجحت هذه البلدان في نشر قوة لمكافحة الجراد في الجو وعلى الأرض تشمل 28 طائرة ومروحية و260 وحدة أرضية ونحو 000 3 من المراقبين ومشغلي عمليات المكافحة المدربين حديثًا.

وتمت الاستعانة بابتكارات جديدة، مثل الأدوات الرقمية eLocust3 وصور الأقمار الاصطناعية والذكاء الاصطناعي ونماذج المسار، للإبلاغ عن الجراد في الوقت الحقيقي وتوفير خرائط للأماكن المصابة ومناطق التكاثر وطرق الهجرة.

وتسنّى، منذ إطلاق الحملة في يناير 2020، معالجة أكثر من 1.5 ملايين هكتار من الأراضي في شرق أفريقيا واليمن.

وتقدِّر المنظمة أن هذه الجهود قد ساعدت على تفادي خسائر في المحاصيل والألبان بقيمة تقدر بنحو 1.2 مليار دولار، وهو ما أسفر عن صون سبل عيش 28 مليون شخص.

عام 2021 ليس إعادةً لعام 2020

وفي الوقت الذي يظل فيه الجراد يشكِّل تهديدًا، تبدأ شرق أفريقيا عام 2021 على أسس أفضل بكثير.

وتواصل الانتشار الذي بدأ في يناير 2020 جراء أحوال مناخية مواتية باستمرار منذ ذلك الوقت، مّما تسبب في مجموعة من التكاثر تمخضت عن انتشار مجموعة كبيرة بشكل غير عادي من هذه الآفة واتساع رقعتها لتشمل مختلف أنحاء المنطقة رغم عمليات المكافحة الناجحة المضطلع بها والتي تم توسيع نطاقها للتصدي لهذا التهديد.

وخلال الأشهر الأخيرة، تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت وإعصار آخر ضرب المنطقة في نهاية الموسم في بدء جولة جديدة من تكاثر الأسراب، ممّا أدى إلى تشكيل عدد أكبر من الأسراب. ونتيجة لذلك، تتعرض مجددًا كل من كينيا وجنوب إثيوبيا حاليًا لتفشي هذه الآفة، بعد أن تمكنتا من صد التفشي الأول العام الماضي، وتجدر الإشارة إلى أن جمهورية تنزانيا المتحدة كانت قد شهدت في الآونة الأخيرة سربًا في الشمال الشرقي من البلاد.

وتفيد المنظمة أنه بفضل الدعم السخي المقدم من الجهات المانحة، فإن الوضع السائد اليوم ليس كما كان قبل 12 شهرًا، رغم هذا النشاط المتجدد.

فمن جهة، باتت بلدان المنطقة متأهبة ومجهزة وجاهزة الآن، ومن جهة أخرى، أصبحت أعداد الجراد الصحراوي أقل بكثير، مع وجود عدد أقل من الأسراب منخفضة الكثافة والحجم.

فعلى سبيل المثال، تم اكتشاف سرب كبير جدًا في كينيا العام الماضي، شمل 240 ألف هكتار، وهي مساحة بحجم لكسمبرج، إلّا أن الفرق المعنية بالمكافحة تعالج اليوم أسرابًا أصغر حجمًا تغطي مساحة تتراوح بين حوالي 100 و000 1 هكتار في الوقت ذاته.

وقال Thomas إنه في المرة الأخيرة التي شهدت فيها أفريقيا انتشارًا للجراد بهذا الحجم، في منطقة الساحل، استغرقت عملية مكافحته عامين وما يزيد على 500 مليون دولار، "ولئن كان هذا الانتشار أكبر، فإن شرق أفريقيا على أهبة الاستعداد للقضاء عليه شريطة أن تتمكّن الحكومات من إبقاء هذه الطائرات قادرة على التحليق".

موضوعات متعلقة