الخميس 28 مارس 2024 مـ 08:51 مـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بالفيديو.. شهادة عابرة في كتابي يوسف والي وصوفي أبو طالب

ربما يأتيك اليقين مدونا على ورقة مهملة، أو تحصل على وعاء قديم منسي، فيكون كنزا ثمينا، دون أن تتوقع.
هذا ما أكده عامل بالمعاش كان منتسبا حتى عمر الستين لمحلات "عمر أفندي"، والتقته "الأرض" صدفة، في منطقة وسط البلد - شارع عدلي، وكانت الصدفة خير من ألف ميعاد حقا.

سعد حسن أحمد (74 عاما)، يقضي الليل أمام فرع "عمر أفندي" للعمل "سايس" بعد خروجه إلى المعاش، فتضطره نباهته لجر أطراف الحديث مع زبائنه - أصحاب السيارات، بينما يتلمس طريق عجلاتهم حتى لا تصطدم بحاجز خرساني، ليفرض عليك الفرملة مرة أخرى كي تنعم بحديثه الغني.

يوسف والي وصوفي أبو طالب بلدياتي .. قالها الرجل بفخر المتكبرين، وعزة علية القوم.

وبدون توقف، استرسل العم سعد: يوسف والي كان طيب .. فتح بيوت كتيرة .. ماسرقش .. ما كانش حرامي .. كان غني أبا عن جد .. لم يكسب من منصبه .. وأبوه عمل خط سكة حديد مخصوص ينقل بها حجارة من صحراء الصعيد لبناء عمارته في العجوزة على النيل.

كان العم سعد ميالا أكثر لابن قريته الدكتور صوفي أبو طالب، حيث قال عنه إنه لم يكن ثريا، لكنه كان أكثر الناس عملا للخير: طور التعليم في الفيوم .. وساهم في تطوير جامعة الفيوم، وساعد الكثيرين من أهل قريته وأهل مصر عامة.

الانتقال السريع بين شهادته عن الدكتور يوسف والي وزير الزراعة ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور يوسف أبو طالب رئيس جامعة القاهرة، ورئيس مجلس الشعب الأسبق، لم يثن العم سعد عن الجمع بينهما في صفات مشتركة: كانوا ناس بيحترموا الناس ونُضاف .. كانوا محترمين واولاد ناس ونضاف .. ودي شهادة نقولها في حق الناس المحترمين.

يذكر أن الدكتور يوسف والي، واسمه الكامل: يوسف أمين والي موسي ميزار، ولد في 2 أبريل عام 1930، وتوفي في 5 سبتمبر 2020، وكان سياسيا بارزا، حيث تولى حقيبة وزارة الزراعة عام 1984، كما كان نائبا لرئيس وزراء مصر، وأحد قيادات الحزب الوطني الديمقراطي، وقد تخرج من كلية الزراعة - جامعة القاهرة، وطالته تهم كثيرة مال فيها شهادة البراءة من المحاكم المصرية، وشيع جثمانه إلى مقابر عائلته في مسقط رأسه (النزلة - مركز يوسف الصديق - محافظة الفيوم)..

أما الدكتور صوفي أبو طالب، فهو أكاديمي وسياسي مصري، وكان رئيسًا لمجلس الشعب خلال الفترة من 4 نوفمبر عام 1978 حتى 1 فبراير عام 1983، وشغل منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات لمدة ثمانية أيام وذلك من 6 إلى ‌14‌ أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وتنتمي أسرة صوفي أبو طالب إلى قرية "أبو طالب" التابعة لمركز طامية بالفيوم، وله من الأبناء: الدكتور حسين صوفي، والدكتور أحمد صوفي وابتسام صوفي، ونعمة صوفي أبو طالب.