الأربعاء 24 أبريل 2024 مـ 03:36 صـ 15 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

ملوحة التربة وتأثيرها على المحاصيل

تعتبر مشكلة تمليح التربة من أهم وأخطر المشاكل فى الأراضي المصرية والأراضى الجافة ونصف الجافة من العالم عامة.

والمقصود بملوحة التربة هو حدوث تراكم كمى للأملاح الذائبة فى منطقة انتشار الجذور بتركيز عالى لدرجة تعيق فيها النمو المثالى للنبات وتحول قطاع التربة إلى بيئة غير صالحة لانتشار الجذور. وتتكون الأملاح الذائبة عادة من الصوديوم والكالسيوم والمغنسيوم و الكلوريد والكبريتات بصفة أساسية ومن البوتاسيوم والبيكربونات , والنترات , البورون بصفة ثانوية.

وتتأثرعملية تراكم الاملاح بالأرض بالميزان المائى بالمنطقة، كما يتأثر هذا الميزان المائى أيضاً بالظروف المناخية والطبوغرافية علاوة على النشاط البشرى.

وتدل كلمة الميزان المائى على التوازن بين المداخل (ترسيب المطر) مع المخارج (البخر نتح) .. حيث يكون الميزان المائى فى صالح الترسيب فى المناطق الرطبة بينما يكون فى المناطق الجافة لصالح التبخير والتى قد تصل طاقة التبخير بها من 1000الى أكثر من 2000 ملليمتر فى السنة .

فاذا اعتبرنا ان متوسط الامطار 40 ملليمتر سنويا فى فصل الشتاء فان عمليات التبخير تكون هى السائدة تماما خلال تسعة أشهر فى السنة بمتوسط مقدارة 2000ملليمتر..وهذا بالضرورة يؤدى الى تراكم وترسيب الاملاح فى الطبقة السطحية من التربة مما يجعل اراضينا ودائما أراضى متأثرة بالاملاح Salt affected soils

وعادة ما يعبر عن التركيز الكلى للأملاح الذائبة بالتوصيل الكهربائى  Electrical Conductivity للمستخلص المائى للتربة ويرمز لها بالـ EC ووحداتها بالملليموز / سم. وكلما قلت قيمة الـ EC كلما قلت ملوحتها وزادت درجة ملائمتها.

وبصفة عامة يجب الا تزيد درجة تركيز الأملاح فى مستخلص عجينه التربة المشبعة عن 4 ملليموز / سم (حوالى 2500 جزء فى المليون أو 2500 ملليجرام / اللتر ) وفى هذه الحالة يمكن زراعة معظم الخضروات مثل الطماطم والكنتالوب والخيار والفلفل بدون حدوث مشاكل مع مراعة إضافة الاحتياجات الغسيلية المناسبة أثناء الزراعة وضمن مقننات الرى.

وفى حالة زيادة ملوحة التربة عن  4 ملليموز / سم فيجب إجراء عمليات الاستصلاح اللازمة قبل الزراعة عن طريق غمر الأرض بمياه حيدة النوعية عدة مرات لخفض ملوحة التربة إلى الحدود المناسبة.

تأثير الملوحة على النباتات

يعرف الأثر السلبى للملوحة على النبات والتربة بظاهرتين هما ارتفاع الضغط الاسموزى والأثر التراكمى للأيونات السامة.

أولاً: ارتفاع الضغط الأسموزى

فعند زيادة الأملاح في قطاع التربة يزداد الضغط الأسموزى في منطقة انتشار الجذور وحتى يتمكن النبات من مقاومة هذه الظروف الغير ملائمة في محلول التربة تقوم الخلايا النباتية برفع الضغط الأسموزى الداخلي للسيتوبلازما وهذا ما يؤدى إلى فقد النبات للطاقة الحيوية اللازمة لتطوره ونموه مما يؤدى إلى ضعفه وقلة إنتاجيته. ويمكن حساب قيمة الضغط الاسموزي للمحلول الارضي من المعادلة الأتية:
( الضغط الاسموزي ( جــو ) = التوصيل الكهربائي بالملموز / سم × 0.36 ).

ثانياً: الاثر التراكمى للايونات السامة

تتزايد نسبة امتصاص الايونات السامة مثل الكلور والبورون والصوديوم عن طريق الجذور فى وجود نسبة مرتفعة منها فى محلول التربة وهو مايسمى بالتأثير النوعي للأملاح ( Specific effect). ويؤدى ارتفاع نسبة وجود هذه العناصر فى أوراق النبات إلى اعاقة التغذية وامتصاص العناصر الأخرى. كما أن زيادة تركيزها كافى لاحداث سمية ايونية للنبات, فمثلا يعتبر تأثير البورون على النبات تأثيرا نوعيا إذ يؤثر على نمو كثير من النباتات إذا زاد تركيزه عن واحد جــزء / مليون في المحلول الأرضي وكذلك زيادة تركيز عنصر الصوديوم يؤدي إلى الإضرار بالنبات.

 وتؤثر ملوحة مياه الري على خصوبة التربة وإنتاجية النباتات حيث نجد الأتى:

  1. تؤثر ملوحة مياة الري على خصوبة التربة عن طريق تراكم الأملاح الذائبة على سطح التربة وفي منطقة الجذور بحسب نوع التربة.  
  2. يؤدى استخدام المياه المالحة فى الرى وخاصة فى الأراضى الطينية إلى هدم بناء التربة وجعلها قليلة النفاذية وعديمة التهوية ومن المعلوم أن المياه المالحة الغنية بالكاتيونات وخاصة الصوديوم Na+ تحول الطين الموجود في التربة إلى طين صودي غير ثابت يتفكك بسرعة تحت تأثير مياه الأمطار ويتفرق.
  3. تؤثر ملوحة مياة الري على إنتاجية النباتات حيث تختلف المحاصيل الزراعية في حساسيتها للأملاح الذائبة في مياة الري .