الخميس 28 مارس 2024 مـ 05:50 مـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

إن كنا نريد حق الشهداء

علاء عبد الحسيب
علاء عبد الحسيب

مهما وصلت بنا درجة الحزن على فراق شهداء الوطن الذين فقدناهم، لا يمكن على الإطلاق أن نُوفي حقهم علينا، ولا يساوي حزننا مثقال ذرة من حجم الألم والوجع والعذاب الذي يعيشه أُسر وأقارب وأبناء وأشقاء وأهالي وأصدقاء وأحباب هؤلاء الشهداء، الذي دفعوا حياتهم ودمائهم الطاهرة دفاعًا عن تراب هذه البلاد.

ولا أعتقد أن يكون الحداد على فراق شهيد فقط بمنشور نكتبه على صفحات التواصل الاجتماعي، أو «شارة» سوداء نضعها على شاشات التليفزيون أو على موقع إخباري لصحيفة، بل يكون الحداد بوسائل كثيرة تكون أكثر واقعية، وتصب جميعها في مصطلح واحد، وهو إعلاء دولة القانون واحترامه من الجميع بدون استثناء.

تصرفات كثيرة غير مقبولة، نراها كل يوم في مجتمعنا، كانت بمثابة تجاوزًا صريحًا وخطيرًا للدستور واختراقًا واضحًا للقانون، بل كانت مثالًا على غياب دعمنا ومساندتنا لأجهزتنا الأمنية التي نريدها أن تحارب الإرهاب، ارتكبها ومع الأسف من يعتقدون أنهم «صفوة» المجتمع، الذين تجاهلوا تمامًا دورهم في إعلاء مصلحة الوطن والحفاظ على دولة القانون. 

فلا أرى مبررًا لغضب هذا الذي استوقفه ضابط قسم شرطة مدينة نصر للتحري على هويته الشخصية، ولا ذلك الذي اختلق مشادة كلامية مع ضابط مرور بوسط القاهرة بعد أن حرر له مخالفة «وقوف في الممنوع»، ولا ذاك الذي هاجم على «فيس بوك» مأمور قسم شرطة العمرانية بعد أن رفض وساطته للإفراج عن متهم، سوى أننا نعيش في مجتمع يرفض العيش بدون الوساطة والمحسوبية.

ولا أقول إن المساندة تكون بحمل «البندقية» والتوجه بها إلى ساحة المعركة لمقاتلة الإرهابيين، لأننا وببساطة لا نملك ذلك، كما أن هناك معاييرا وأصولا للإقدام على هذه الخطوة، ولا أستثني أيضًا في كلامي هذا بعض رجال الأمن من هذه التجاوزات –وإن كانت فردية– فمنهم من يسمح باختراق القانون بطرق عديدة، لكننا الحقيقية نحتاج إلى تغيير في السياسة العقلية التي نسير على خطاها، والتي رسخت لدينا مبدأ اختراق القانون، والميل إلى الوساطة والمحسوبية واستغلال النفوذ.

مصر دولة كبيرة وقادرة -بإذن الله- على دحر الإرهاب وإعادة عناصره للجحور مرة أخرى، ورغم دماء شهدائنا التي تسيل كل يوم على رمالها، فهناك المئات من الإرهابيين يسقطون يوميًا أيضًا على أيدي رجال قواتنا المسلحة ورجال الشرطة بكافة ربوع الوطن، لكن علينا أن نعي أن المعركة مع الإرهاب تحتاج إلى صبر وعزيمة، فالعالم كله يحاربه ودول عظمى كثيرة تأثرت -وما زالت– متأثرة من عملياته الخسيسة على رأسها فرنسا وألمانيا وأمريكا. 

موضوعات متعلقة