الخميس 25 أبريل 2024 مـ 07:14 مـ 16 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

القمح المبرد....كلام جديد أم فرقعة إعلامية

الري شغال زراعة وبيجهز مقالات مفرقعة في القمح والأرز وقريبًا البنجر والقصب والقطن وكما لو أننا في صراع مع الزمن ويغفل أصحاب العلم والخبرة.

لذا الرجاء احترام العلم والعلماء، مش كل اللى يعرف معلومة يضخمها بأكثر من حجمها، ومن هنا أطالب أساتذتي وزملائي وطلابنا أن يقوموا بإجراء أبحاث في هذا السياق والرد العلمي الممنهج، خاصة الجامعات والمعاهد البحثية المختلفة، وأخص بالذكر وزارة الزراعة؛ لأنها هي الجهة التنفيذية المنوطة بإرشاد المزارع بالتوصيات الفنية للمحاصيل.

من هنا، أود أن تكونوا على أهبة الاستعداد من العام المقبل كقسم بحوث القمح بمعهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، إما لتأكيد المعاملة أو نفيها، لكي يكون ردًا علميًا مقنعًا من الجهة التنفيذية في الزراعة المصرية، ويكون الرد بمانشيت علمي في الصحافة والأبحاث العلمية، ولا يجب التوصية وتعميمه على المستوى القومي؛ لزيادة الإنتاجية لأصناف القمح المحلية، قبل التأكد بما لا يدع مجالا للتشكيك العلمي والبحثي.

كذلك وجب التنويه إلى أن زراعة القمح مرتين متتاليتين على نفس المساحة وفقا للتوصيات الفنية للمركز القومي للمياه، لا تغطي التكاليف، وتؤدي إلى ظهور سلالات فسيولوجية جديدة من الأصداء، وهذا كاف لتدمير زراعة القمح المصري مستقبلا، بالإضافة إلى إجهاد الترية الزراعية وتدهورها وتأخر زراعة المحاصيل الصيفية عن ميعادها المناسب بعد حصاد العروة الثانية للقمح.

فمن المعروف، أن أي محصول له احتياجات حرارية من البرودة، ولذا فمن الممكن أن تنجح العروة الأولى؛ لأن الأرض لا يمكنها تحمل زراعة محصولين نجيليين متتاليين، لذا كعلماء زراعة ننادي بما يسمى رجوع الدورة الزراعية والقطن المحصول الرئيسى لها.

ومن خبرتي في إجراء التهجينات واستنباط الأصناف الجديدة في المحاصيل وعلى رأسها القمح، نزرع ثلاث إلى أربع عروات منها، أول نوفمبر ثم نصف نوفمبر ثم أخر نوفمبر ثم نصف ديسمبر، فنجد السنابل تقل في الطول إلى نصف طولها، ما يبشر بتراجع الإنتاجية والمحصول في العروة الثانية بمعدل النصف.

وفي العروة الأولى وكمتخصص، نرى صور سنابل العروة الأولى قد وصلت إلى طور النضج ولازالت قائمة، مما يدل على ضعف الإنتاجية، وأن السنابل لم تمر بأطوار النضج المختلفة من طور نضج لبني وعجيني وأصفر والنضج التام، وهذا يعلمه المتخصصون في المحاصيل.

إن التجارب التي تنفذها وزارة الموارد المائية والري ممثلة في المركز القومي لبحوث المياه، والتي فاجئتنا بأن لديها الجديد في زراعة أحد المحاصيل الاستراتيجية، وهو القمح مرتين سنويًا خلال فترة نمو القمح الربيعي، وذلك بإجراء معاملة برودة للتقاوي قبل الزراعة، والتي يطلق عليها علميا بظاهرة الارتباع، هي معاملة تجرى على الأقماح الشتوية فقط، مع العلم أن أقماحنا "ربيعية" وليست "شتوية"، وأن الفكرة نمت لدى أحد الباحثين أثناء زيارة قام بها إلى أوروبا  وأنني عشت وعملت ودرست في ألمانيا وبأحد المعاهد العلمية والبحثية المميزة في ألمانيا وببعثة حكومية وممولة من الدولة وزرعت القمح أربع سنوات بمعدل مرتين في العام الواحد قمح شتوي وربيعي في المزرعة والصوب بأنواعها المختلفة والمتحكم بها بالكمبيوتر والبلاستيك بألمانيا، وأعرف ماهو القمح المبرد وكيفية التغلب على الارتباع للقمح الشتوي، ولم نقوم بعمل نفس المعاملة على القمح الربيعي، لأنه ليس لدية مشاكل داخل الصوبة أو في التزهير مثل القمح الشتوي.

لم أصيح لنفسي بأنني أستاذ قمح عالمي وأملك فكر أو تجارب، ولكن أتمنى أن يكون هناك احترام للعلماء وللعلم.

جاء الوقت الذي نُفيد مصر إذا طُلب منا النهوض بالمحاصيل الاستراتيجية القومية، وهو تخصص أصيل لي،  وكذلك للقضاء على الأفكار الهدامة للزراعة المصرية وللمحاصيل الاستراتيجية.

أيضا أفاد التقرير المقدم من وزارة الري بأن التجارب الجارية للعروتين المزمع التوصية بزراعتهما لا تحقق زيادة ملموسة عن متوسط الإنتاجية خلال موسم زراعة القمح، والذي يبلغ 18 أردب/ فدان ويمكن زيادة الإنتاجية إلى أكثر من  28 أردب/فدان باتباع التوصيات الفنية لمحصول القمح، ولزيادة الإنتاجية وتقليل الفجوة بين قدرة الصنف على الإنتاج تحت الظروف البحثية بالمقارنة لدى المزارع، لابد من اتباع حزمة التوصيات الفنية، وكذلك يجب تدريب المرشدين الزراعيين على كيفية التعامل مع المزارع؛ لاتباع حزمة التوصيات الفنية والتي تبدأ:

أولا: اختيار الصنف الملائم لمنطقة الزراعة من التقاوي الجديدة الجيدة والمحسنة والمعاملة فطريًا، وعدم زراعة الأصناف القديمة التي تدهورت صفاتها والغير مقاومة للأصداء والتفحمات.

ثانيًا: الزراعة في الميعاد المناسب؛ لأن الزراعة المبكرة لها أضرار تتمثل في قلة عدد الفروع، وقلة عدد السنابل، وقصر السنبلة، وعدم امتلاء الحبوب جيدًا، وبالتالي انخفاض المحصول، وكذلك الزراعة المتأخرة لها أضرار أخرى، تتمثل في قصر الفترة اللازمة للنمو الخضري، وبالتالي قلة عدد الفروع، وقلة عدد السنابل، وقصر السنبلة، وعدم امتلاء الحبوب جيدًا؛ لتعرضها لدرجات الحرارة العالية والجفاف أثناء النضج.

ثالثًا: خدمة الأرض لزراعة القمح، على أن يتم ذلك بوقت كافي قبل زراعة محصول القمح.

رابعًا طريقة زراعة القمح: يوجد عدة طرق لزراعة القمح، منها الزراعة العفير، والحراتي، والزراعة بالتسطير، وأفضلها هي الزراعة بالسطارة لما لها من مميزات عديدة تتمثل في توفير كمية التقاوي المطلوبة للزراعة، وبالتالي ترشيد النفقات على المزارع، وتوفير التقاوي لأكبر عدد من المزارعين، وتقليل العبء على وزارة الزراعة في إنتاج كميات كبيرة من التقاوي اللازمة كل عام، وتوفير العدد المناسب من النباتات في وحدة المساحة، والتى من خلاله سيتحدد كمية المحصول، وانتظام توزيع النباتات وزيادة المحصول، وعدم منافسة النباتات لبعضها البعض؛ لأن كل نبات لدية مساحة مناسبة يشغلها من وحدة المساحة، ولكن لابد من تدريب المرشدين الزراعيين على كيفية التعامل مع هذه الآلات من معايرة وغيرها، وتوفيرها للمزارعين بأسعار رمزية، كذلك إقناع المزارع بها من خلال الحقول الإرشادية، وكذلك من خلال تجمعات مزروعة؛ حتى يتم التغلب على تفتت الحيازة الزراعية.

خامسًا: معدلات التقاوي، حيث تختلف كمية التقاوي على حسب نوع الزراعة كما ذكر سابقًا، فالزراعة العفير تحتاج 60-70 كيلو جرام/الفدان، والزراعة الحراتي تحتاج 70-80 كيلو جرام/الفدان، والزراعة بالسطارة تحتاج 50 كيلو جرام/الفدان.

سادسًا الري: لابد من إعطاء الري في الميعاد المناسب وعلى حسب احتياج النبات، ويحتاج القمح من 5-6 ريات في الموسم، ويراعى الرياح وارتفاع درجات الحرارة عند فترة امتلاء الحبوب والنضج.

والري يتم تحديدة ليس بشكل النبات، ولكن حسب حالة التربة إذا أخذت عينة من التربة وفرقتها بيدك وكونت عجينة أصبحت الأرض بها نسبة رطوبة تكفي تمد النبات باحتياجات في الأراضي الطينية الثقيلة والموجودة بالدلتا، بينما الأراضي الحديثة الاستصلاح تحتاج ري متواصل، حيث الفصل الشتوي أو الصيفي، وللمزارع نظرة وهو المحدد لعمليات الرى، ثانيًا الري مرتبط بمراحل النضج المختلفة التي يمر بها النبات، ومنها النضج اللبني والعجيني والأصفر، وهي أحرج فترات النبات، والتي يتم انتقال الكربوهيدرات الناتجة من عملية البناء الضوئي بواسطة ورقة العلم، وتمثل ٨٠℅ من الكربوهيدرات المكونة للحبوب، والباقي يأتي من الكربوهيدرات المكونة في الساق، لذا لا تفرح بالتوقف المبكر طالما النبات يقوم بملئ الحبوب بزيادة الإنتاجية وجودة المحصول.

سابعًا التسميد: يحتاج القمح إلى ثلاثة عناصر أساسية، وهي الفوسفور ويضاف بمعدل 100 كيلو جرام/الفدان في صورة سماد سوبر فوسفات الجير الأحادي (15 % فو2أ5) أثناء خدمة الأرض والنيتروجين، ويضاف بمعدل 150 كيلو جرام/الفدان في صورة سماد يوريا 46% أو أي صورة أخرى من صور النيتروجين، ويضاف على ثلاثة دفعات خلال موسم نمو النبات، والبوتاسيوم ويضاف بمعدل 50 كيلو جرام/الفدان في صورة سماد سلفات البوتاسيوم (48 % بو2أ) أثناء خدمة الأرض، لذا يجب مراعاة الإضافة في الميعاد والكمية المناسبة، وكذلك تحتاج بعض الأراضي التي بها نقص العناصر الصغرى إلى التسميد ببعض العناصر الصغرى مثل الحديد والزنك والمنجنيز، ولذلك يجب رشها بالأسمدة الورقية بهذه العناصر الصغرى.

ثامنًا الحصاد:  القمح من الزراعات السهلة لدى المزارع خلال الموسم الشتوي، ولكن يشكل الحصاد العبء الأكبر على المزارع من حيث تكلفة الضم والدراس، لذا يجب على الدولة دعم المزارع، وذلك من خلال توفير ماكينات الحصاد الآلي التي تتناسب مع المساحات الصغيرة والكبيرة، وذلك لتقليل التكلفة وتقليل الفاقد في المحصول الناتج عن الضم اليدوي، وتقليب القمح حتى الجفاف وتربيط وتجميع القمح قبل الدراس.

 القمح المبرد....كلام جديد أم قديم؟ .. القمح المبرد بين الحقيقه والخيال

كمتخصص ولى بصمات واضحة في مجال تخصصي ألا وهو المحاصيل، أود الإشارة إلى الآتي:

أولاً: لقد تعلمت ودرست في ألمانيا، وحصلت على الدكتوراة في الهندسة الوراثية ببعثة خارجية ممولة من الدولة، وهذا أعرفة تماما، ولم نطبل ونظهر إعلاميًا، وددت أن أُظهر الحقائق حول  هذا الموضوع، ومدى حقيقة تجارب وزارة الري، وعزمها زراعة القمح مرتين سنويًا، وعلى نفس قطعة الأرض المنزرعة قمح.

الكلام ممتاز، لكن عند دراستي للدكتوراة بألمانيا منذ 16 عام تقريبًا، وبالتأكيد على محصول القمح الشتوي والربيعي لتحديد الجينات المرتبطة بالجفاف أو ما يسمي بال QTLs، كنت أزرع في الصوبة وذلك لكي يزهر القمح الشتوي داخل الصوبة فلابد من عمل ما يسمي التبريد المزعوم الأن "وكأنها فكرة جديد تستعص علينا"، وهو علميا يطلق عليه الارتباع، وموجود في محاصيل الفاكهة أيضا هذه الظاهرة، لكن المشكلة تأتي في أن هذه العملية تتم لدفع النبات إلى التزهير، وتتم على:

أولاً: البادرات أو على الحبوب أو التقاوي المستنبتة أي أثناء عملية الإنبات.

ثانياً: ما مدى توفر الإمكانية في عمل هذه المعاملة في الثلاجات

ثالثاً: التكاليف الاقتصادية لهذه العملية باهظة، ومن يتحملها ويتحمل الخلل الذي قد يصيب التقاوي أثناء التنفيذ.

رابعاً: الغرض هو دفع النبات إلى التزهير، وليس لتوفير وقت من موسم النمو، ويجرى علي القمح الشتوي والتجربة هنا علي القمح المصري الربيعي وليس الشتوي، وبالتالي سوف يواجة فترة النمو الخضري للمحصول، وكذلك فترة النمو الثمري في العروة الأولى والثانية مشاكل في عدم توفر الاحيتاجات الحرارية من البرودة وطول النهار حتي يدفع النبات إلي التزهير، بالإضافة إلى الحرارة العالية، والتي ستواجه النمو الزهري والثمري للنبات، والتي تؤدي إلى عدم امتلاء الحبوب أثناء النضج، وهو موضوع رسالة الدكتوراه الخاصة بي منذ أكثر من 16 عام،  والموضوع في حب مصرولابد من إجراء تجارب حتى تطبق على نطاق تجاري واسع لتحقق أعلي إنتاجية.

خامسا: أما وأن وزارة الري وقسم المياة السباق، فالموضوع محتاج أساتذة الجامعات والباحثين بالمراكز البحثية، ومزيدًا من الدراسات من الناحية الفنية والزراعية .