رغم قسوتها… فوائد حرارة صيف أغسطس على الإنسان والحيوان والنبات
مع حلول شهر أغسطس، تسجل درجات الحرارة في مصر والمنطقة العربية أعلى مستوياتها خلال العام، في ما يعرف ب"ذروة الصيف"، ورغم أن الكثيرين يعتبرونها مرهقة وقاسية، إلا أن لحرارة أغسطس فوائد طبيعية وصحية عديدة تؤثر إيجاباً على الإنسان، الحيوان، والنبات.
أولًا - فوائد الحرارة العالية للإنسان:
يقول الدكتور حسام عطية، أستاذ فسيولوجيا الإنسان أن الحرارة المرتفعة تنشط عملية التعرق، وهو آلية طبيعية لتنظيم حرارة الجسم وطرد السموم، كما أن التعرق يساعد الكلى على الراحة المؤقتة في التخلص من بعض الفضلات.
كما تحفز حرارة الشمس إنتاج فيتامين "د" عند التعرض الآمن لها، وهو ضروري لتقوية العظام والمناعة وتحسين المزاج.
ثانيا: للحيوانات... دورة بيولوجية ضرورية:
في موسم الصيف تبدأ كثير من الحيوانات في تغيير سلوكها الغذائي، وتدخل في دورة موسمية تساعدها على التكيف
يقول د. محمد عبد القادر، طبيب بيطري، أن بعض أنواع الماشية تتخلص من الفطريات الجلدية في الصيف بفضل أشعة الشمس، كما تقل أمراض الجهاز التنفسي مقارنة بفصل الشتاء.
كما أن أرتفاع الحرارة يقلل من انتشار بعض الحشرات الناقلة للأمراض في المناطق الجافة.
ثالثا: للنباتات… نمو وتسريع النضج:
تعد حرارة أغسطس مثالية لنضج كثير من المحاصيل الصيفية مثل العنب والبلح والذرة وكذلك النباتات الطبية والعطرية مثل النعناع والريحان والزعتر.
يؤكد المهندس الزراعي ياسر عطيه أن حرارة الصيف، خاصة في أغسطس، تلعب دورا مهما في تعزيز النمو السريع لبعض النباتات، وتقليل نسبة الرطوبة في التربة، ما يساعد في وقاية المحاصيل من التعفن والأمراض الفطرية.
كما تساهم درجات الحرارة العالية في تجفيف بعض المحاصيل كالنعناع والزعتر والريحان بطريقة طبيعية، دون الحاجة لأفران أو آلات.
ورغم التحديات الصحية التي قد ترتبط بحرارة أغسطس، فإن لهذه الحرارة وجها آخر لا يراه الكثيرون، فهي عنصر طبيعي مهم في توازن الحياة البيئية، وتحمل فوائد واضحة للصحة العامة، والإنتاج الزراعي، والحياة الحيوانية، شرط أن نعرف كيف نتعايش معها بشكل آمن ومدروس.
