نقص التلقيح يهدد جدوى زراعة دوار الشمس

حذّر المهندس جمعة محمد عطا، الخبير الزراعي، من ظاهرة مقلقة تتكرر في زراعات دوار الشمس، وهي عدم إتمام عملية التلقيح والإخصاب في الأزهار، مما يؤدي إلى تكوّن بذور فارغة تُضعف من المحصول وتقلل من جدواه الاقتصادية.
وأرجع الخبير هذه الظاهرة إلى عدة أسباب زراعية ومناخية وبيئية متداخلة، داعيًا المزارعين إلى ضرورة الوعي بها لتفادي الخسائر.
أسباب فشل التلقيح وتكوّن البذور الفارغة
أوضح عطا أن من أبرز الأسباب المؤدية إلى فشل التلقيح والإخصاب في أزهار دوار الشمس:
تعطيش النبات خلال فترة التزهير الحساسة.
التأخير في الزراعة، ما يؤدي إلى مصادفة التلقيح مع ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي موت حبوب اللقاح.
الري وقت الظهيرة أو بشكل مفرط، ما يسبب إصابة الجذور بعفن فطري.
إصابة الأوراق بمرض البياض الدقيقي، مما يُضعف عملية التمثيل الغذائي ويقلل من التغذية الواصلة للأزهار.
الخلل الهرموني داخل النبات بسبب التغيرات المناخية، ونقص بعض العناصر والإنزيمات.
نقص عناصر البورون والمولبدنم، خاصة في الأراضي الجديدة.
الكثافة النباتية غير المناسبة، سواء بالزيادة أو النقص، ما يؤثر على التلقيح وحجم القرص.
ندرة الحشرات الملقحة، مثل النحل، والتي تلعب دورًا حيويًا في نقل حبوب اللقاح.
ملوحة مياه الري أو قلوية التربة الزائدة عن الحد المسموح (3000 جزء في المليون).
حلول عملية لتفادي البذور الفارغة وزيادة الإنتاج
وشدّد الخبير الزراعي على ضرورة اتباع إرشادات دقيقة في الممارسات الزراعية لضمان نجاح عملية التلقيح، وتفادي تكوّن البذور الفارغة، وتشمل هذه التوصيات:
الزراعة في التوقيت المناسب وعدم التأخر عن شهر مايو.
الالتزام بري النبات بشكل منتظم، خاصة أثناء التزهير، وتجنب الري وقت الظهيرة أو الإسراف في المياه.
مكافحة الأمراض الفطرية، خصوصًا البياض الدقيقي.
تحقيق الكثافة النباتية المثالية، بتخطيط الأرض على خطوط بعرض 70 سم، والمسافة بين الجور من 25 إلى 30 سم، مع ترك نبات واحد في كل جورة.
عدم الزراعة في أراضٍ شديدة الملوحة أو سيئة الصرف.
استخدام خلايا نحل في الحقول بواقع خلية واحدة لكل فدان، لتعزيز عملية التلقيح.
التغذية السليمة للنباتات من خلال تسميد متوازن بعناصر NPK والعناصر الصغرى في المواعيد المحددة.
الرش الورقي بخليط العناصر الدقيقة (ميكروميكس، بورون، ماغنسيوم، مولبدنم، أمكتون) على 200 لتر ماء للفدان مع بداية التزهير.
رش الكالسيوم بورون بمعدل 1.5 لتر للفدان، مع التكرار بعد 10 أيام.
رسالة للمزارعين: الوقاية تبدأ من الحقل
وشدد المهندس جمعة عطا على أن نجاح موسم دوار الشمس يبدأ بالإدارة الصحيحة من الزراعة حتى التزهير، مؤكدًا أن الالتزام بالتوصيات السابقة لا يحمي فقط المحصول، بل يزيد من الإنتاجية وجودة البذور، ما ينعكس على العائد الاقتصادي بشكل مباشر.