الثلاثاء 19 مارس 2024 مـ 01:24 مـ 9 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

عوامل قيام حضارة المايا

هناك العديد من الأسئلة التي انتشرت على محركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي، عن كل ما يخص حضارة المايا، التي شهدت تقدم كبير على المستوى المعماري، الزراعي، الاقتصادي بشكل جعلها من أولى الحضارات التي اعتمدت نظام الاكتفاء الذاتي، وخلال السطور القادمة سنتعرف بشكل مُفصل عن عوامل قيام حضارة المايا، وسنحاول التعرف عليها عن قرب.

حضارة المايا

كثيرًا لا يعرفوا أن حضارة المايا هي التي كانت متواجدة في جزء كبير من وسط الأمريكاتين، وتحديدًا في مناطق جواتيمالا، هندوراس، بليز، المكسيك، والسلفادور، وبدأت حضارة المايا في القيام بدايًة من العام 3114 ق.م.، واستمرت حتى 250م.

ووصلت حضارة المايا في كثير من فترات تواجدها إلى تقدم وتطور على أصعدة مختلفة، مثل التطور في مجال الزراعة، والمجال الاقتصادي بشكل جعلها تستمر لفترات طويلة معتمدة على الاكتفاء ذاتيًا على مواردها.

وكذلك تعتبر حضارة المايا هي الوحيدة التي شهدت تطور لغوي، ففي خلال فترتها الكلاسيكية التي شهدت احتلال الإسبان أراضيها، وحصل المزج الحضاري، فنظرًا لكون شعب المايا كان يغطي كما ذكرنا أجزاء كبيرة للأمريكتين، وصل بذلك إلى تحدث شعب المايا إلى 44 لغة، إلى أن التطور تم على صعيد التسجيل للأحداث بشكل كتابي بلغة موحدة، وتعتبر الحضارة الغربية الوحيدة التي طبقت توحيد اللغة في الكتابة.

وفي السياق ذاته يعتبر كثيرًا من المؤرخين، أن ثقافة أمريكا الوسطى شهدت تطورات على الصعيدين العلمي والفلكي، ولا علاقًة لهذا التطور بدخول كولومبوس واكتشافه أمريكا، ولكن يعود الفضل في ذلك إلى الموروثات التي تناقلتها السكان الأصليين عن شعب المايا.

والجدير بالذكر أن هناك الكثير من شعب المايا الأصليين مازالوا متواجدين حتى يومنا الحالي، فحسب المؤرخين بأن أكثرية السكان المنتمين لحضارة المايا بشكل توارثي، مازالوا يعيشوا في المناطق ذاتها كما أنهم مازالوا محافظين على عادات والتقاليد القديمة، التي تعود لفترة ما قبل كولومبوس.

عوامل قيام حضارة المايا

كشفت عمليات التنقيب عن الأثار في أراضي الأمريكتين، على العديد من الأثار، وبقايا للمدن التي يعود تاريخها إلى حضارة المايا في فترات تاريخية مختلفة، تدل على تقدمها، ونجحت تلك الاكتشافات لكشف عوامل قيام حضارة المايا، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

× الاعتماد على الزراعة

اعتمدت حضارة المايا في تكوينها وقيامها على الزراعة، التي ساهمت في بناء المدن المسورة التي ساعدت لبقاء شعب المايا لفترات زمنية طويلة، فاعتمد أهل المايا على زراعة محاصيل الذرة كمصدر أساسي للغذاء، إضافة إلى كونهم أوائل الحضارات التي اهتمت بزراعة الكاكاو، الفانيلا، الفول، وكذلك اعتمدوا على تربية النحل والاستفادة من العسل كمشروب روحاني.

× الفلك والتقويم

يعد شعب المايا من أقدم الحضارات التي اعتمدت تقويمًا شمسيًا، سمي بتقويم الروزنامة ضم فيما بينه 18 شهرًا، على أن يكون كل شهر مكون من 20 يوم ماعدا شهر واحد كان 5 أيام فقط، وعرف قديمًا بالشهر المقدس، وبدأ استخدام تقويم الروزنامة بدايًة من 3114 ق.م.، واعتمدوا عليه في معرفة مواقيت السنة والمواسم، واستخدامه ليعود بالفائدة على الزراعة.

× العمارة

تميزت حضارة المايا بالمسلات والأهرامات المدرجة الضخمة، التي يظن بعض العلماء الأثريين بأنهم كانوا يستخدموها في الري، وإقامة الشعائر الدينية، وتقديم الأضاحي للآلهة، ومازال هناك الكثير من المواقع الأثرية، وبقايا المدن المندثرة التي تعود إلى أهل المايا، ولعل أبرز هذه المدن هي مدينة بالينكي في المكسيك.

× اللغة

تحدث كما ذكرنا شعب المايا العديد من اللغات المختلفة، والتي اختلفت باختلاف المنطقة المأهولة وصلت حتى التحدث بـ36 لغة، ولكن ما ميز هؤلاء القوم هو اعتمادهم لغة واحدة لتسجيل حياتهم اليومية وتاريخهم، إضافة لنقل العديد من القصص والأساطير، والكتاب المقدس لديهم باللغة ذاتها.

في الختام لا نستطيع أن نخفي مدى التطور والتقدم الذي عاشه شعب المايا القديم، مما آهلها لاعترافنا بها لكونها حضارة عظيمة، شهدت تطورًا في النمو المجتمعي، والمعارك وفنون القتال، واختراع طريقة الضرب والقسمة في الرياضيات سابقة لعصرها، وجعلها تكون ضمن الحضارات العظيمة للشعوب الأوائل.