الجمعة 29 مارس 2024 مـ 09:01 صـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة يدعوان إلى إحداث تحول في النظم الغذائية الزراعية

اتفق الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على تعزيز الجهود المشتركة المبذولة بهدف إحداث تحوّل في النظم الغذائية الزراعية من أجل جعل هذه الأخيرة أكثر شمولًا وكفاءة واستدامة وقدرة على الصمود.

وتحدّث المدير العام للمنظمة، السيد شود دونيو، ومفوضو الاتحاد الأوروبي لشؤون الشراكات الدولية،
السيدة Jutta Urpilainen؛ ولشؤون الصحة وسلامة الأغذية، السيدة Stella Kyriakides؛ ولشؤون الزراعة،
السيد Janusz Wojciechowski، خلال حفل إطلاق الحوار الاستراتيجي لعام 2021 بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة.

وقد تبادلوا أيضًا الآراء بخصوص التحديات التي تلقي بظلالها على العالم والتي تتعلق بمكافحة الجوع وسوء التغذية بجميع أشكاله، وضرورة صون التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية، وكذلك أهمية سلامة الأغذية ونهج "صحة واحدة" لاتّقاء شرّ الجائحات.

وصرّحت مفوضة شؤون الشراكات الدولية، السيدة Jutta Urpilainen، قائلة "في سياق تفشي جائحة كوفيد-19
في العالم، بات عدد أكبر من الأشخاص يواجه مستوى متزايدًا من انعدام الأمن الغذائي. وهذه مسألة معقدة وسنواظب على العمل على الصعيد العالمي لمعالجة أسبابها الجذرية. وشراكتنا القائمة منذ أمد طويل مع المنظمة تكتسي أهمية بالغة لمساعدتنا على تذليل التحديات العالمية التي نواجها. وإني أرحب بتعاوننا الوثيق المتواصل في مجالات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي والأزمات الغذائية وسلامة الأغذية".

وأعرب المدير العام للمنظمة قائلًا "نؤكد عزمنا المستمر على دحر الجوع والفقر وتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ونحن، بفضل هذا الحوار الاستراتيجي، نستهل فصلًا جديدًا من علاقتنا يتسم بالحاجة الملحة إلى العمل على نحو منسق لدعم التحوّل الذي تمس إليه الحاجة في النظم الغذائية الزراعية".

وأعلنت السيدة Stella Kyriakides، مفوضة شؤون الصحة وسلامة الأغذية، قائلة: "إن استراتيجية "من المزرعة
إلى مائدة الطعام"، التي تكمن في صلب الاتفاق الأخضر، تحدّد رؤية استراتيجية لتغيير الطريقة التي نقوم من خلالها بإنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها. ويتعين علينا العمل على وجه السرعة وعلى الصعيد العالمي لجعل نظمنا الغذائية مستدامة. وستضطلع المنظمة بدور رائد في العمل الدولي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وأولوياتنا المشتركة تشمل مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وتعزيز النظم الزراعية التي تحترم البيئة والحيلولة دون حدوث الفاقد والمهدر
من الأغذية".

بينما صرحّ السيد Janusz Wojciechowski، مفوض شؤون الزراعة، قائلًا: "أنا مقتنع من أن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة لديهما أولوية مشتركة للنهوض بجداول الأعمال العالمية المتعلقة بالاستدامة والمناخ والرفق بالحيوان.
وإن الأزمة غير المسبوقة التي نتخبط فيها اليوم عززت أهمية العمل يدًا بيد. وكما هو محدّد في استراتيجية "من المزرعة
إلى مائدة الطعام"، ينصب تركيز المفوضية على تمكين الانتقال إلى نظم غذائية مستدامة. فعلى سبيل المثال، ستقدم السياسة الزراعية المشتركة الجديدة الدعم للمزارعين الأوروبيين على امتداد هذه المرحلة الانتقالية. ولكننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا. فإحداث تحوّل في النظم الغذائية الزراعية ينبغي أن يكون على الصعيد العالمي. وإني أتطلّع إلى العمل يدًا بيد بشأن هذا الموضوع الحاسم الأهمية".

وقد ثمّن الاجتماع ما اتخذه الاتحاد الأوروبي من خطوات شجاعة من خلال الاتفاق الأخضر الذي وضعه، ولا سيما
من أجل ضمان نظم غذائية مستدامة عن طريق استراتيجية "من المزرعة إلى مائدة الطعام"، بإبقاء هذا التحوّل الأساسي في صلب سياساته الأساسية.

كما أقرّ المشاركون بالإطار الاستراتيجي الجديد للمنظمة للفترة 2022-2031 باعتباره مسارًا واضح المعالم باتجاه إحداث تحوّل في النظم الغذائية الزراعية بشكل مستدام، وجعلها أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

ونتطلّع إلى قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية القادمة المزمع عقدها في نيويورك في سبتمبر/ أيلول، والقمة التي ستعقد
في روما في يوليو/ تموز قبل انعقاد قمة الأمم المتحدة، والتي ستهدف إلى تحفيز إحداث تغييرات تحولية في الطريقة
التي يقوم بها العالم بإنتاج الأغذية ومناولتها.

الأخذ بنهج عالمي

في ظلّ تفاقم حالة الأمن الغذائي على الصعيد العالمي، يعاني عدد غير مسبوق من الأشخاص من الجوع الحاد ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

وقد اتفق المشاركون على الحاجة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لإقامة نظم غذائية زراعية مستدامة وقادرة على الصمود
في السياقات الهشة، إلى جانب تعزيز الجهود الهادفة إلى الحد من النزاعات التي تدور رحاها في العالم وضمان الحماية الاجتماعية للفئات المستضعفة من السكان.

ففي الكثير من الحالات، تكون أسباب انعدام الأمن الغذائي أسبابًا جيوسياسية، ولا يمكن تسويتها إلّا من خلال التعاون الدولي وتعددية الأطراف.

الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة

ينصب تركيز الحوار الاستراتيجي لعام 2021 على خمسة مجالات ذات أولوية، وهي: النظم الغذائية ونهج "صحة واحدة"؛ وتغير المناخ، والتنوع البيولوجي والموارد الطبيعية؛ والأزمات الغذائية والأمن الغذائي وسبل كسب العيش القادرة
على الصمود؛ والاستثمارات والسياسات المستدامة في سلسلة القيمة الغذائية الزراعية، وإحداث تحوّل في النظم الغذائية عن طريق الرقمنة.

والجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي والمنظمة يتعاونان بشكل وثيق في مجالات الزراعة ومصايد الأسماك والحراجة والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي والأزمات الغذائية وسلامة الأغذية. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تم توقيع اتفاقات تعاون بقيمة تقارب 540 مليون يورو (650 مليون دولار أمريكي)، يتعلق العديد منها بالتعاون الدولي ومواجهة الأزمات الغذائية؛ ويوفر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ما يزيد عن 30 في المائة من الموارد الطوعية للمنظمة.