الأرض
الأحد 6 أكتوبر 2024 مـ 08:13 مـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

سماد من بول البشر

يسعى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة إلى إقناع الفلاحين الفقراء بمشروع جديد لزيادة المحصول.

وقد وصل عدد المستفيدين من المشروع حتى الآن إلى ثلاثين ألفا من صغار الفلاحين في الهند ومدغشقر ونيكاراغوا وغواتيمالا. وتريد الأمم المتحدة ترويج مشروعها في عدد آخر من الدول الفقيرة وخاصة في قارة إفريقيا.

وقال الفرنسي لورون سترافاتو وهو أحد الباحثين القائمين على المشروع: "نحن نستخدم نظاماً لا يكلف كثيراً ويقوم على الري بنظام التنقيط وعلى استخدام السماد العضوي السائل".

لكن هناك مشكلة في نظام الري هذا، فهو يختلف عن باقي أنظمة الري الأخرى المعروفة حتى الآن، لأن المقصود بـ"السماد العضوي السائل" هو بول الفلاح وأفراد عائلته.

_البول ثروة سمادية

وصل خبراء الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إلى هذه الفكرة لأن أبحاثهم أكدت وجود مشكلة لدى الفلاحين تتعلق بالسماد كما يقول سترافاتو، والنظام الجديد يحل أهم مشكلتين يمكن أن تواجها المزارعين، وهما الري والسماد.

وأوضح الباحثين، تتخلص أجسامنا من أربعة أخماس النيتروجين والكاليوم الذي نتناوله عبر الطعام.

وهذا يعني سنويا أن بول إنسان واحد يحتوي على ثلاثة كيلوغرامات نيتروجين وكيلو غرام ونصف كيلوغرام من الكاليوم وحوالي 500 غرام من الفسفور.

ويريد سترافاتو أن تستفيد حقول الفلاحين من هذه الثروة السمادية كما تتم الاستفادة من روث الحيوانات لزيادة إنتاج الحقول في الدول النامية التي لا يملك صغار فلاحيها ثمن السماد الكيماوي.

_الطماطم تحتاج إلى 20 لتر بول

يسعى استرافاتو لإقناع الفلاحين في عشر دول إفريقية بإستخدام البول كأسمدة.

لا يعني هذا أن يكف الفلاحون عن التبول في المراحيض والتوجه إلى حقولهم لقضاء "حاجتهم" فيها، فالصندوق الدولي للتنمية الزراعية قام بتزويد الفلاحين المشاركين في المشروع بقفازات صحية وبزجاجات يمكن إغلاقها لتجميع البول فيها، ويحتاج الفلاحون إلى القيام بهذه العملية ثلاث مرات سنويا فقط أي حين يتم تسميد الحقول.

ويقول سترافاتو إن "بول عائلة واحدة يكفي لتسميد حقل مساحته عشرون إلى ثلاثين متراً مربعاً. والطماطم مثلاً تحتاج إلى عشرين لتراً في الموسم، أما الكرنب فيحتاج إلى أربعين لتراً".

يتم خلط البول بالماء بنسبة واحد إلى خمسة، ويتولى نظام الري توزيع السماد العضوي السائل على النباتات بطريقة التنقيط. وكلما ازدادت مساحة الحقل، كلما ازدادت كمية البول البشري اللازمة لتسميده، لذلك لا بد من إيجاد آلية لتجميع البول أو حتى لتسويقه.

وأكد أن مدغشقر كانت أول دولة إفريقية تستخدم البول البشري كسماد عضوي، ويقول سترافاتو إن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يروج لنشر المشروع في عشر دول افريقية أخرى من بينها مالي والنيجر وبنين وتوغو وساحل العاج.