الجمعة 10 مايو 2024 مـ 08:14 مـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

ما لا تعرفه عن ”الزراعة القمرية”

كشف الدكتور محمد علي فهيم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، عن أن مصطلح الزراعة القمرية يقصد به الإسترشاد بالقمر في تحديد مواقيت العمليات الزراعية، فعلى الرغم من أن الإتجاه الرسمى فى الزراعة فى عصرنا الحديث يعتمد فقط على الشمس ومواقعها (مواعيد العروات) ولا يأبه بالقمر ومراحله ومنازله فى تحديد مواقيت العمليات الزراعية المختلفة، إلا أنه ثمة اهتمام بازغ فى الدول الغربية اليوم بهذه النوع من الزراعة والذى بدأ عدد أنصاره يزداد يوما بعد يوم، وأغلبهم من أنصار الزراعة العضوية، والتي لا تستخدم الكيماويات.

وأضاف "فهيم"، أنه على مدار السنة الشمسية تتحرك الشمس من موقع إلى موقع فى السماء وبذلك تقترب أو تبتعد عن الأرض مسببة بذلك فصول السنة المختلفة والتى تختلف فيها درجة الحرارة والرياح والمناخ بصفة عامة وبهذا تؤثر على النباتات حيث تحتاج النباتات إلى ظروف مناخية معينة للإنبات والإزهار وكسر طور الكمون وإعطاء الثمار، أما بالنسبة للقمر، فتأثيره على النبات يتخذ شكلاً آخر أقل وضوحاً من تأثير الشمس عليه.

وأشار "فهيم"، إلى أنه عندما ينتهى شهر قمرى يكون القمر فى المحاق ولا يظهر منه شيء، وعندما يبدأ شهراً قمرياً جديداً يبدأ القمر فى البزوغ مرة أخرى فينمو حتى يصير هلالاً ثم يصل إلى مرحلة البدر فى ليلة 14 من الشهر القمرى، وفى النصف الثانى من الشهر القمرى يبدأ القمر فى التناقص مرة أخرى حتى يصير هلالاً ويستمر فى التناقص حتى يصل إلى مرحلة المحاق فى نهاية الشهر القمرى، وأثناء هذه المراحل التى يمر بها القمر خلال الشهر القمرى يختلف تأثيره على الأرض وعلى المياه الموجودة بالأرض فيتزايد أو يتناقص جذبه للمياه الموجودة فى الأرض بحسب الحجم الظاهر من القمر وبحسب إتجاهه صعودا أو هبوطا أى هل هو يتزايد أم يتناقص.

ولفت "فهيم"، إلى أنه للأغراض الزراعية، نقوم بتقسيم الشهر القمرى إلى أربعة أجزاء فقط، الربع الأول ينمو فيه القمر حتى يصبح هلالاً، والربع الثانى يستمر الهلال فى النمو حتى يصل إلى مرحلة البدر التام، أما فى الربع الثالث من الشهر القمرى فيبدأ القمر فى التناقص مرة ثانية حتى يصير بدراً ويستمر فى التناقص فى الربع الرابع والأخير حتى يصل إلى مرحلة المحاق مرة أخرى، وتسمى مرحلة الربع الأول والثانى بمرحلة الصعود ومرحلة الربع الثالث والرابع بمرحلة الهبوط، ولكل مرحلة تأثيرها واستخداماتها فى مجال الزراعة.

وأوضح "فهيم" انه في مرحلة الصعود ترتفع المياه فى التربة ولذا تكون هذه المرحلة مناسبة لإنبات المحاصيل وتصلح لزراعة المحاصيل الجديدة، وفى مرحلة الهبوط تنحسر المياه عن التربة فلا تستفيد منها إلا النباتات التى عندها بالفعل جذور عميقة بعض الشئ بداخل التربة، وفي الربع الثالث يفضل زراعة المحاصيل الجذرية مثل الجزر والبطاطس حيث أن الجذور تأخذ فى الامتداد داخل التربة بعمق متتبعة للمياه التى تبدأ فى الهبوط داخل التربة مع تناقص القمر أثناء فترة الهبوط، أما خلال الربع الرابع فتكون المياه قد إنخفضت كثيراً عن سطح التربة ولذا لا يفضل القيام بزراعة محاصيل جديدة ويمكن استثمار هذه الفترة فى إزالة الحشائش الزائدة والتى يمكن أن تكون قد نمت خلال فترة الربع الثالث أو ما قبله كما يمكن بدء عمل أكوام الكومبوست فى هذه الفترة الرابعة أيضاً، أما فى الربع الأول والثانى فيمكن البدء فى زراعة المحاصيل التى تكون فوق التربة (المحاصيل الورقية والثمرية أى ليست محاصيل جذرية).

وأضاف "فهيم" أن استخدام مراحل القمر من المحاق إلى الهلال ثم إلى البدر الكامل ثم إلى الهلال ثم المحاق مرة أخرى خلال الشهر القمرى للاسترشاد بها فى تحديد مواقيت الزراعة أمر يسير وليس به أي تعقيد.

وبيّن انه حين تمر الشمس بالأبراج السماوية الإثنى عشر خلال العام الشمسى، يمر القمر خلال تلك الأبراج السماوية خلال شهر فقط، وبينما تحتاج الشمس إلى شهر كامل كى تنتقل من برج إلى آخر، يمكث القمر فى كل برج لمدة حوالى يومين ونصف اليوم فقط فى كل برج من الأبراج الإثنى عشر، وبمرور الشمس خلال تلك الأبراج على مدار العام، تتحدد فصول السنة ومواسم الزراعة والمناخ على الأرض، وكذلك بمرور القمر خلال تلك الأبراج الإثنى عشر يختلف تأثيره على النباتات فى الأرض، فهناك أبراجاً إذا نزل القمر بها يكون له تأثير إيجابى جداً على نمو المحاصيل وهناك أبراج أخرى لا ينصح بالزراعة خلالها حيث أن تأثير القمر فى هذه الأونة لا يكون موائماً لإنبات البذور أو نمو النباتات، وكل برج من هذه الأبراج الإثنى عشره له خصائصه التى تملى علينا نوع النبات الذى يزرع أثناءه أو نوع العمليات الزراعية التى تجرى خلاله مثل إزالة الحشائش أو بدء كومة الكومبوست أو إنبات البذور أو الامتناع عن الزراعة خلاله.