الخميس 2 مايو 2024 مـ 05:14 مـ 23 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وصفة عضوية وحيوية لصيانة الأرض المجهدة بفعل الأسمدة الكيماوية

أكد علماء زراعة متخصصين في علم الأراضي وأمراض النبات، أن التربة المصرية في عموم الوادي والدلتا، أو الأراضي المستصلحة في الصحراء، في حاجة ماسة إلى مشروع لصانتها، بعد إجهادها بفعل الأسمدة الكيماوية، وذلك من خلال تطبيق برنامج مختصر وغير مكلف للزراعة العضوية.

وقال الدكتور جمال عبد الفتاح أستاذ الميكروبيولجيا، والمدير التنفيذي لوحدة إنتاج المخصبات الحيوية، في معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، التابع لمركز البحوث الزراعية، إن التربة المصرية تعرضت لإجهاد شديد بفعل الإسراف في استخدام الأسمدة الكيماوية، خاصة "النترات واليوريا"، وأيضا المبيدات الكيماوية، في ظل ميل الأرض للصفة القلوية، وبالتالي يصبح علاجها بيولوجيا أمرا لا مفر منه.

وأكد عبد الفتاح أن العلاج البيولوجي للتربة، يكمن في إعادة الحياة للأحياء الدقيقة النافعة في التربة، من خلال الاهتمام ببرنامج للزراعة العضوية، والحيوية، شرط خلو الأسمدة العضوية من أي مصادر للفطريات الضارة، والنيماتودا، وبذور الحشائش، إلى جانب الحصول على الأسمدة الحيوية التي تحتوي على سلالات بكتيرية نافعة، من مصادر موثوق فيها علميا.

من جهته، قال الدكتور محمد فتحي سالم استاذ أمراض النبات المساعد في معهد الهندسة الوراثية ـ جامعة مدينة السادات، إن الأسمدة الحيوية والعضوية تجسد برنامجا متكاملا لإعادة الحيوية إلى التربة، بمعنى إعادة الجيوش الطبيعية من البكتيريا النافعة، المختصة بتثبيت الأزوت الجوي الطبيعي، وتيسير الفوسوفور والبوتاسيوم من معادن التربة الطبيعية، بدلا من إضافة الأزوت المصنع من الأمونيا، لما في الأخير من أضرار كيماوية للتربة، كما تنتقل إلى جسم الإنسان من خلال تناول أغذية تم تسميدها باليوريا، المسببة للسرطان.

وأهاب سالم بالمزارعين، ضرورة الوثوق ببرامج الزراعة العضوية، أو المستدامة الآمنة، من خلال استخدام الأسمدة العضوية والحيوية، لما فيها من صيانة للأرض، وما يتبعه من إنتاجية عالية، منخفضة التكاليف، مقارنة بالزراعة الكيماوية التقليدية.

في الإطار ذاته، قال المهندس أحمد الغازي مدير مبيعات مصنع الخمائر الخاصة بشركة "لو سافر" الفرنسية في النوبارية، إن الشركة نجحت في تسويق المنتج الثانوي الخاص بصناعة الخمائر من مولاس بنجر السكر، ويعرف باسم "فيناس" أو "سي إم إس"، وهو عبارة عن سماد عضوي يحتوي على أكثر من 50 % مادة عضوية نقية خالية من أي مصادر للأعفان أو الفطريات الضارة بالتربة، مفيدا أنها كاملة التحلل، كون مصدرها نباتي من خلاصة ثمرة بنجر السكر.

وأكد الغازي أن الـ "فيناس" المتخلف عن صناعة الخمائر، يحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية الطبيعية التي يحتاجها النبات في جميع مراحله، مثل: النيتروجين العضوي، الأحماض الأمينية، البوتاسيوم، الحديد، الزنك، المنجنيز، الكبريت، إضافة إلى الكالسيوم والماغنسيوم، وقليل من منظمات النمو الطبيعية، مفيدا أن هذا المنتج تم تحليل مكوناته في معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، وفي المركز الإقليمي للرقابة على الأغذية والأعلاف في وزارة الزراعة.

وينصح الدكتور محمد فتحي سالم بضرورة معالجة الـ "فيناس" بالبكتيريا الحيوية والأحماض العضوية الطبيعية قبل استخدامه في التسميد، وذلك لتكسير روابط بعض الأملاح الذائبة فيه، وتحسين صفاته الفيزيقية والكميائية أيضا، ما يجعله مفيدا للنبات بما قيمته عشرة أضعاف القيمة المتحصلة من الأسمدة العضوية التقليدية، ومنها: سبلة الدواجن، السماد البلدي، والكموبست مجهول المصدر.

وأفاد سالم أن معظم الكمبوست المصنع في مصر، يتم إنتاجه دون الارتباط بالمواصفات العلمية في تجهيز سماد عضوي كامل التحلل، وخال من النيماتودا والأعفان وبذور الحشائش.