الأرض
الجمعة 6 يونيو 2025 مـ 06:56 مـ 9 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
«الزراعة»: المجازر الحكومية تستقبل 9800 أضحية خلال أول أيام العيد تراجع صادرات زيت النخيل الإندونيسي بأكثر من 5% رغم ارتفاع العائدات «المبيدات» يستقبل 2500 عينة خلال «الأضحى» لسلامة المنتجات الزراعية والغذائية متابعة أسواق اللحوم والمجازر وتوريد القمح.. إجراءات واسعة من «الزراعة» خلال اجازة العيد اليوم العالمي للآفات.. وخبراء: تغير المناخ يزيد من خطورة انتشار الحشرات الضارة روسيا تتوقع حصادا قياسيا للبذور الزيتية في 2025 صادرات البطاطا الحلوة المصرية إلى المملكة المتحدة تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا خلطه الممبار الجبارة طريقك للاستمتاع بغداء أول أيام العيد باحث مصري يعلن عن تركيبة كيميائية لطرد القطط غير المستأنسة تراجع واردات الصين من الذرة الأمريكية يعيد توجيه الإمدادات نحو آسيا المغرب يحطم الرقم القياسي لصادرات الأفوكادو وسط وفرة عالمية وتحديات تسعيرية الصين توقع اتفاقية لاستيراد بذور اللفت وفول الصويا من أوروجواي

* المصريون وسورة مريم *

رغم قسوة بعض المصريين على الفتاة التى تحمل سفاحا ، ونزع فضيلة الشرف عنها ، والميل إلى تجريسها ، إلا أن غالبيتهم يتعاطفون معها ، ويحنون عليها ، ويلتمسون لها الأعذار ؛ فإن كانت عاشقة ، فعذرها أنها سلمت نفسها لعشيقها فى لحظة جنون ، وإن كانت مغتصبة فقد كتفها الشيطان ، وهد قواها ، شيطان الإنس أو شيطان الجن ، أو كلهما معا ! . وكانت أمى يرحمها الله ، حين تسمع عن حادثة مشابهة لفتاة ما ؛ فإنها تدعو لها بالستر ، وتطالب العارفين بالحنو عليها ، ثم تقول مقولة عجيبة ( * ولا حباية ، إلا مالطشها حجر الرحاية * ) ! . بل ان بعض المصريين قد يرفعون من شأنها إلى حد التقديس ، كما فعل عمنا " يوسف إدريس " فى روايته " الحرام " حيث جعل من الشجرة التى ماتت تحتها " عزيزة " مزارا مباركا للباحثات عن الانجاب ، فى الحلال ! .

ولأن الموروث الحضارى المصرى الوفير قد جعل من " إيزيس " الهة ، رغم حملها من " اوزوريس " زوجها الميت ، وانجاب " حورس " طفلها الذى حارب الشر وانتصر عليه ، فقد انعكس هذا الموروث على الموقف النفسى للمصريين من السيدة " مريم " التى يصرون على نعتها بالعذراء والبتول ! .

وقد خصص الله سبحانه سورة بديعة تحمل اسمها ، رغم ورود أنبياء كبار فى سياق السورة ؛ ابراهيم وموسى ونوح ، إلا أن الله الذى اصطفى مريم على نساء العالمين قد أفرد لها ست عشرة آية فى صلب السورة الكريمة ، يحكى فيهن معاناتها ، وصبرها واستسلامها لقدر الله فيها ، والذى أراد أن يجعل منها وابنها آية للعالمين على طول الزمان ، بل لقد خلا القرآن الكريم كله من سورة واحدة تحمل اسم سيدة ، أو حتى مجرد ذكر اسمها ، بما في ذلك أمهات المؤمنين ! .

لقد أحب المصريون مريم ، وصدقوها ، ومصمصوا شفاههم على حالها ، وتدفقت دموعهم على ألمها النفسى والجسدي ، وهى وحيدة حين تضع حملها المقدس ، وحيدة وهى تجابه غلاة اليهود غلاظ القلوب ، كما أحبوا السورة الجميلة تلاوة وترتيلا ، وما من مقرىء مصرى إلا وشدا بتلك الآيات المبهرات ، والتى شاء لها الله قافية شجية ، تناسب النفس الحزين ، والتى تنتهى بالياء الممدودة على قدر استطاعة صوت من يقرأها " شرقيا ، سويا ، تقيا ، بغيا " ! .

فسلام على الشعب الطيب الحنون رقيق القلب ، الذواقة العاشق لجمال القرآن الكريم ، وسلام على " مريم ابنة عمران " ، التى جعل الله من رحمها وعاء لكلمته المقدسة ، فى معجزة متفردة ، لم تتكرر ، منذ خلق الله آدم ، وإلى أن تقوم الساعة ! .