الأرض
الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 مـ 12:29 مـ 18 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الخدمة الشتوية لأشجار المانجو تحمي البراعم من أضرار البرد

تكتسب الخدمة الشتوية لأشجار المانجو أهمية كبيرة خلال هذه الفترة من العام، إذ تعد الخطوة الأبرز في تحديد قوة الأشجار وقدرتها على الإنتاج في الموسم التالي. وفي هذا السياق، قدّم الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد البساتين بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، مجموعة من التوضيحات المهمة لمزارعي المانجو حول أفضل أساليب إدارة الأشجار، وكيفية التعامل مع الأخطاء الشائعة التي قد تهدد المحصول.

خدمة المانجو بتقنيات شتوية دقيقة

أولاً: أسس الخدمة الشتوية ومكوناتها

يؤكد الدكتور جمعة أن أساس الخدمة الشتوية يعتمد على إضافة عشرة أمتار مكعبة من السماد البلدي المتحلل، على أن تُستكمل بخلطة من العناصر تشمل:

3 إلى 5 شكاير من السوبر فوسفات، وشيكارة إلى اثنتين من الكبريت الزراعي، وشيكارة سلفات نشادر، وأخرى من سلفات الماغنسيوم.

وتُقلب هذه المكونات جيدًا مع ناتج الحفر لتسريع التحلل ورفع الاستفادة، على أن تتم الإضافة بعد منتصف ديسمبر مع رية خفيفة، اعتمادًا على أمطار الشتاء لاستكمال الترطيب.

آلية التطبيق حسب عمر الأشجار

ويوضح جمعة طرق توزيع الخدمة بدقة وفق عمر الأشجار:

الأشجار الصغيرة: توضع الخدمة في شكل نصف دائرة (هلال) عند نهاية الظل لضمان وصولها إلى الشعيرات الجذرية الفعّالة.

الأشجار أكبر من 10 سنوات: يُنشأ نفق يمتد من محيط الجذع وحتى نهاية الظل، وتخلط الخدمة بناتج الحفر.

الأشجار المتلاصقة فوق 20 عامًا: يتم عمل خندقين بعرض متر على جانبي الشجرة، لوضع الخدمة بطريقة تحقق توزيعًا متوازنًا.

الأشجار الكبيرة المتباعدة: يحفر خندق بسيط نصفه داخل دائرة الشجرة والنصف الآخر خارجها لضمان وصول المغذيات.

الشتلات من سنة إلى 3 سنوات: يمنع حمل الثمار للحفاظ على قوة المجموع الخضري، مع إضافة 20 لترًا من تركيبة التحجيم ثم 10 لترات أسبوعيًا لتكوين مجموع قوي قادر على الإنتاج مستقبلًا.

ثانياً: التحذير من دهان السيقان بالبلاستيك

يشدد الدكتور جمعة على خطورة دهان ساق الشجرة بالمواد البلاستيكية، مؤكدًا أن هذا السلوك يضر بالأشجار ويجب التخلص منه، واستبداله بـ"عجينة بردو" التي تعمل كدرع طبيعي يحمي السيقان من الفطريات والبكتيريا ويعزز قدرتها على تحمل الظروف المناخية.

ثالثاً: مخاطر التبكير في الخدمة الشتوية وكيفية العلاج

يرى جمعة أن أخطر الأخطاء التي وقع فيها بعض المزارعين هذا العام هو تقديم موعد الخدمة الشتوية، الأمر الذي أدى إلى انتفاخ البراعم قبل موجات البرد، ما تسبب في تجمدها وانفجارها لاحقًا. وأدى ذلك لظهور نموات زهرية مبكرة تستنزف مخزون الأشجار دون فائدة، مع تكوين نموات خضرية ضعيفة.

ولعلاج هذه المشكلة، يوصي بالخطوات التالية:

1. رش اليوريا بنسبة 2% (2 كجم لكل 100 لتر ماء) للحد من النموات غير المرغوبة وكبح البراعم الجانبية.

موتور 300 لتر: 6 كجم يوريا

موتور 600 لتر: 12 كجم يوريا

2. التصويم:

في الأراضي الطينية لمدة شهرين حسب قوة الأشجار.

في الأراضي الرملية لمدة شهر مع مدّ الفترات بين الريات.

والهدف الأساسي هو منع حدوث تزهير مبكر مرتبط بتنشيط الخدمة مع توفر الماء.

3. وقف التسميد الآزوتي والأحماض الأمينية، لأنها تنشط النموات الخضرية، والاكتفاء برش العناصر الصغرى ثم الكالسيوم بورون لرفع قوة الأنسجة وتحسين تحمل الأشجار لبرودة الشتاء.

ختامًا

تؤكد هذه الإرشادات العلمية أن الخدمة الشتوية ليست مجرد عملية تسميد، بل هي خطوة استراتيجية تحدد قوة الشجرة وإنتاجيتها. وجاهزية الأشجار للموسم المقبل تعتمد على دقة تطبيق هذه الخطوات في توقيتها الصحيح، بعيدًا عن الممارسات العشوائية التي أثبتت ضررها في الحقول. هل ترغب في نسخة أقصر للتواصل الاجتماعي أو تنسيق HTML للنشر؟