اكتشف أسرار تقليم التين لثمار أغنى إنتاجًا

تُقص شتلة التين فور زراعتها في الموقع الدائم على ارتفاع يتراوح بين 60 إلى 100 سم عن سطح الأرض، وفقًا لتوصيات الخبراء في الزراعة. وفي الشتاء التالي، يُنتقى من 3 إلى 5 أفرع قوية موزعة بشكل متوازن حول الساق، وتُقصّر إلى طول يتراوح بين 50 و60 سم، مع إزالة الفروع الأخرى بشكل كامل.
ويستمر هذا النظام التقني في العام التالي باختيار فرعين إلى ثلاثة على كل فرع رئيسي سابق، وتقليمهما بطول 40 إلى 50 سم، لتشكيل ما يُعرف بالفروع نصف الهيكلية. وفي السنة الثالثة، تُنتقى فروع من المرتبة الثالثة على كل فرع نصف هيكلي، بعدد يتراوح أيضًا بين فرعين وثلاثة، وتُقصّر بطول 25 إلى 30 سم، ليكتمل بذلك الهيكل البنيوي المتوازن لتاج الشجرة، والذي يُعد مفتاحًا رئيسيًا في تحقيق إنتاجية مستقرة وجودة عالية للثمار، بحسب توصيات مختصي الزراعة.
يُعد تقليم الإثمار مرحلة ضرورية لا تقل أهمية عن تقليم التشكيل، حيث يؤكد الخبراء أن إهمال هذه العملية يؤدي إلى تدهور تدريجي في الشجرة وانخفاض في جودة وكمية الإنتاج. ويُطبّق التقليم الخفيف على الأشجار النامية بتقصير الرؤوس النشطة وخف الفروع المتشابكة والمتزاحمة داخل التاج، مما يُسهم في تحسين التهوية والإضاءة الداخلية.
ولا يُستخدم التقليم الجائر إلا في حالات محددة، كإعادة تجديد الأشجار المسنّة، إذ إنه قد يتسبب بضرر كبير للأشجار الفتية أو ذات النمو القوي، ويؤثر سلبًا على توازنها الحيوي. وبحسب نوع الصنف، تختلف طريقة التقليم؛ فالأصناف ذات السلاميات القصيرة تُقص أفرعها إلى 15–20 سم، بينما تُقصر الأفرع في الأصناف طويلة السلاميات بإزالة قممها فقط، بهدف الحد من النمو الخضري الزائد وتحفيز الشجرة على التزهير والإثمار بدلًا من التمدد العشوائي.
ترتبط جميع مراحل تقليم أشجار التين ببعضها كحلقة مترابطة لا يمكن إغفال أي جزء منها، بدءًا من التشكيل البنيوي في السنوات الأولى، ووصولًا إلى إدارة الإثمار في مراحل الإنتاج. ويُعد هذا النظام الدقيق في العناية بالأفرع أداة فعالة في تعزيز القدرة الإنتاجية للشجرة، ورفع القيمة التسويقية للثمار.
فكل عملية تقليم مدروسة تفتح المجال أمام تغلغل الضوء والهواء داخل التاج، وتمنع تكوّن بيئة مثالية لانتشار الأمراض، كما تُسهّل من عملية الجني وتحافظ على حيوية الشجرة لسنوات طويلة، وهو ما يؤكد أهمية هذه الممارسة ضمن الخطة السنوية لإدارة بساتين التين.
