الأرض
الأربعاء 27 أغسطس 2025 مـ 03:36 مـ 3 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تفاصيل خطيرة عن تأثير الحرارة على البويضة النباتية

أوضح الدكتور فيصل يوسف، أستاذ المحاصيل الحقلية وتكنولوجيا علم البذور بمركز البحوث الزراعية، أنه في ظل تصاعد التغيرات المناخية، يبرز تأثير الإجهاد الحراري كأحد أخطر العوامل التي تهدد عملية الإخصاب في النباتات، ما ينعكس مباشرة على إنتاجية المحاصيل وجودة البذور، وهو ما يستدعي فهماً دقيقاً لتأثير الحرارة المرتفعة ليس فقط على الأعضاء الذكرية في الزهرة، ولكن أيضًا، وهذا هو الأهم على العضو الأنثوي.

العضو الأنثوي أكثر تحمّلًا.. لكن ليس بمنأى عن الخطر

وقال الدكتور فيصل يوسف، إن معظم الدراسات التي تتناول تأثير الإجهاد الحراري على الإخصاب تركز عادة على حبوب اللقاح وأنبوب اللقاح والأعضاء الذكرية بشكل عام، دون إيلاء الاهتمام الكافي لتأثير الحرارة على عضو التأنيث في الزهرة.

وأكد يوسف، أن العضو الأنثوي بالفعل أكثر تحمّلًا للإجهاد الحراري مقارنة بالعضو الذكري، إلا أن هذا لا يعني عدم تأثره أو تعرضه لأضرار قد تكون قاتلة لنجاح عملية الإخصاب، ومن ثم إنتاج البذور.

البويضة.. قلب العملية التناسلية النباتية

وشرح يوسف أن البويضة النباتية، التي تتحول إلى بذرة عند الإخصاب، تحتوي على ثمانية أنوية:

نواة خلية البيضة

نواتان للخليتين المساعدتين

نواتان قطبيتان

ثلاث نوى للخلايا السمتية

من بين هذه الأنوية، ثلاث فقط تشارك في عملية الإخصاب بشكل مباشر:

نواة خلية البيضة: تتحد مع إحدى النواتين الذكريتين لتكوين الجنين.

النواتان القطبيتان: تتحدان مع النواة الذكرية الثانية لتكوين ما يعرف بـ"الإندوسبرم"، المسؤول عن تغذية الجنين داخل البذرة.

الإخصاب المزدوج.. معجزة نباتية دقيقة

وأضاف يوسف أن هذه العملية الدقيقة تسمى بـالإخصاب المزدوج، نظرًا لحدوث تفاعلَين منفصلَين داخل البويضة:

نواة ذكرية + نواة بيضة = جنين

نواة ذكرية + نواتان قطبيتان = إندوسبرم

أي خلل في هذه التركيبة المعقدة يُفقد الزهرة قدرتها على الإخصاب، ومن ثم يتوقف إنتاج البذور، وهو ما يحدث في عدة سيناريوهات تؤثر على سلامة البويضة.

متى تفشل الزهرة في الإخصاب؟

يعدد الدكتور فيصل يوسف الأسباب المحتملة لفشل الإخصاب في الزهرة، قائلًا إن غياب أي من العناصر الأساسية التالية يؤدي إلى تعطل العملية:

غياب نواة خلية البيضة داخل البويضة

فقدان النواتين القطبيتين

تغيّر موقع البيضة داخل البويضة (كمثال: تموضعها مكان الخلايا السمتية)

غياب الخلايا المساعدة المسؤولة عن جذب أنبوبة اللقاح

الإجهاد الحراري ليس السبب الوحيد.. عوامل أخرى تزيد الطين بلّة

وتابع يوسف أن هذه الأضرار قد تنجم ليس فقط عن الإجهاد الحراري، بل أيضًا عن:

الرش بالمبيدات أو المواد الكيماوية خلال فترة التزهير

الضرر الميكانيكي الناتج عن التعامل العشوائي مع النبات

أو حتى السمية الكيميائية في توقيتات حساسة من نمو الزهرة

ولهذا، يوصي الخبراء، خاصة في محصول الأرز، بعدم القيام بأي عمليات رش خلال مرحلة التزهير، وتحديدًا أثناء تفتح العصافات، حيث تكون جميع الأعضاء التناسلية للزهرة مكشوفة وأكثر عرضة للتلف.

رسالة للمزارعين والمختصين: راقبوا حرارة الزهرة!

التعامل مع النبات خلال المراحل الحساسة من نمو الزهرة يجب أن يتم بحذر بالغ. فكما أن حرارة الجو تؤثر على الإنسان، فإن لها تأثيرًا بالغًا على خصوبة الزهرة، ما قد يحكم على المحصول بالإخفاق قبل أن يُثمر.

إن فهم التفاعل الدقيق بين الحرارة، والمكونات المجهرية للزهرة، والمواد المستخدمة في الحقل، هو المفتاح لتأمين محصول وفير وجودة عالية للبذور.