الثلاثاء 19 مارس 2024 مـ 11:31 صـ 9 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وسيلة عملية لصيانة أراضي الفيوم وكفر الشيخ والوادي الجديد

معهد البساتين يتصدى للمشكلة: أشجار الكافور علاج للأرض سيئة الصرف

أشجار الكافور من نوع الجمفوسيفالا Eucalyptus gomphocephala
أشجار الكافور من نوع الجمفوسيفالا Eucalyptus gomphocephala


كشف أستاذ بحوث في معهد بحوث البساتين - قسم الأشجار الخشبية، أن زراعة نوعين من أشجار الكافور يفيدان في علاج مشكلة الأرض سيئة الصرف، أو التي تعاني من ارتفاع منسوب الماء الأرضي عالي الملوحة.


وقالت الدكتورة مها فاروق رئيس قسم الأشجار الخشبية السابق في المعهد، إنه لا توجد طريقة لعلاج مشكلة الماء الأرضي القريب في معظم أراضي الفيوم وكفر الشيخ والوادي الجديد (سيوة)، إلا الصرف، بطريقتين: إما التقليدي من خلال شبكات مكشوفة أو مغطاه، وإما بما يعرف علميا باسم "الصرف البيولوجي" الذي يعني زراعة أشجار كثيفة الأوراق والمجموع الخضري، تمتص الماء الأرضي، وتتخلص منه بالنتح.

زراعة الكافور تعالج الأراضي الغدقة بالصرف البيولوجي

وأوضحت الباحثة المصرية أن الماء الأرضي المرتفع يهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المنتجة بالتصحر، وذلك لقربه من منطقة انتشار جذور المحاصيل التي لا تتحمل الملوحة، ولا تصلح جذورها للتعايش مع الماء الأرضي الغزير، مخافة الأعفان.
وأضافت الدكتورة مها فاروق أن التحديات التي تواجه الصرف البيولوجي متعددة، منها أن معظم الأشجار الخشبية التي تتحمل اقتراب الماء الأرضي، لا تتحمل الملوحة، مثل: الماهوجني، الحور، البلوط، والتك، وغيرها من الأشجار المفيدة، "كما أن بعضها الذي يتحمل الملوحة لا يستطيع التعايش مع الماء الغزير القريب من جذوره".

الكافور يتحمل الملوحة والماء الأرضي

وحصرت فاروق الحل في نوعين من أشجار الكافور، هما البلدي والكافور الجمفوسيفالا
Eucalyptus gomphocephala، لافتة إلى أن زراعتهما تتطلب الغسيل جيدا من الأملاح قبل الشتل، ثم تُروى الشتلات خلال العام الأول فقط، حتى تصل الجذور إلى مستوى الماء الأرضي، وحتى تصل إلى العمر الذي يقاوم التحديات المخيفة.

أشجار الكافور لها فوائد اقتصادية في صناعة الورق

وأفادت الباحثة المتخصصة أن أشجار الكافور لها فوائد اقتصادية عديدة، حيث تُستخدم أخشابها في صناعة الورق في أستراليا، كما تعتمد عليها دول كثيرة في التدفئة، ما يعني أنها سوف تكون ثنائية الغرض أيضا، "لكن مكافحة التصحر بعلاج مشكلة ارتفاع الماء الأرضي تظل هي الفائدة الأعلى قيمة".
وأشارت فاروق إلى أن "الصرف البيولوجي" مشروع قومي كبير، يجب أن تتبناه الدولة على مستوى واسع، حيث لا يكون ذي جدوى في حالة استخدامه كحل فردي في المساحات الصغيرة، خاصة في أراضي الفيوم والوادي الجديد.
يُذكر أن ارتفاع الماء الأرضي الناتج عن زيادة استخدام مياه الري بالغمر أو بالرش والتنقيط، يتسبب في تصحر مساحات شاسعة سنويا في مصر، خاصة في محافظتي الفيوم وكفر الشيخ، وغيرها من محافظات الدلتا، بسبب الملوحة المرتفعة المصاحبة.

مطلوب مشروع قومي لتعميم الصرف البيولوجي في الأراضي سيئة الصرف

وتتطلب المشكلة مشاريع قومية عملاقة لشق شبكات صرف، إما مكشوفة أو مغطاة، لنقل المياه الأرضية السطحية القريبة إلى مصارف عمومية بعيدة، وتُقدَّر تكاليفها في الوقت الراهن بالمليارات.
وأكدت الدكتورة مها فاروق أن قسم الأشجار الخشبية في معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، لديه القدرة على إكثار وزراعة وإنتاج الكثير من شتلات الكافور بنوعيها المذكورين، وتدريب أصحاب المشاتل الخاصة على إنتاجها، في حالة توجه الدولة لتعميم المشروع.