الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 03:04 مـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تعرف على وسائل وطرق مكافحة ذبابة الفاكهة والخوخ

تعتبر محاصيل الفاكهة من أهم المحاصيل في جميع أنحاء العالم نظراً لأهميتها الغذائية والاقتصادية سواء علي مستوي الاستهلاك المحلي أو التصدير، وفي مصر تشغل مساحات بساتين الفاكهة بمختلف أنواعها حوالي مليون فدان من إجمالي المساحة الخضراء حيث تنتشر بساتين الفاكهة في كل محافظات مصر، وتصاب أشجار الفاكهة ببعض الآفات الضارة التي تؤثر سلباً علي إنتاجيتها مثل بعض أنواع الأكاروس والبق الدقيقي وغيرها من الحشرات، ويعتبر ذباب الفاكهة من الحشرات ذات الأهمية الاقتصادية في مصر حيث أن تلك الحشرات تصيب الثمار مسببة لها أضرار جسيمة، ومن أهمها ذبابة فاكهة البحر المتوسط وذبابة ثمار الخوخ وهما تتبعان الحشرات من عائلة تيفريتيدي رتبة ثنائية الأجنحة وفيما يلي نستعر للتعرف علي هاتين الحشرتين ومظاهر الإصابة بهما وكيفية مكافحتهما وفقا لتقرير من المجلس التصديري للحاصلات الزراعية.

المصائد

تعتبر المصائد من أهم الوسائل المتبعة للتعرف علي وجود أي من الحشرتين وكذا تتبع تعدادها علي العوائل المختلفة وأهم أنواع المصائد المستخدمة لذلك :

مصيدة جاكسون :

وهي مصيدة مصنوعة من الورق المقوي (الكرتون) المغطي بمادة شمعية لمنع تلف الورق سريعاً ويتم ثنيها علي شكل هرمي وتوضع علي القاعدة من الداخل قطعة أخري من الورق المقوي مغطاة بمادة لاصقة قوية ويعلق في أعلاها من الداخل فتيل قطني مشبع بالمادة الجاذبة الجنسية (والتي تجذب الذكور فقط ) مخلوطاً بمادة سامة (الملاثيون الخام أو مادة DDVP) .

- وتستخدم مادة الميثيل إيوجينول في جذب ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ .

- بينما تستخدم مادة الترايميدلور لجذب ذكور حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط .

مصيدة نادل :

مصيدة بلاستيكية ذات تجويف داخلي يوضع فيه الجاذب الجنسي المخلوط بالمادة السامة (الملاثيون الخام في حال استخدام الميثيل ايجينول ومادة DDVP في حال استخدام مادة الترايميدلور) وهذه المصيدة تجذب الذكور فقط ولا تستخدم معهل مادة لاصقة وتموت الحشرة داخل الجزء الأخير من المصيدة نتيجة لتأثير المادة السامة عليها.

- وتستخدم مادة الميثيل ايجينول في جذب ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ .

- بينما تستخدم مادة الترايميد لور لجذب ذكور حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط .

مصيدة ماكفيل :

وتستخدم الجاذبات الغذائية في هذا النوع من المصائد وتقوم بجذب كلا من الذكور والإناث . وتستخدم إما زجاجية أو بلاستيكية ويوضع بداخلها مادة الداي أمونيوم فوسفات بتركيز 3 % وذلك لجذب حشرة ذبابة ثمار الخوخ ، أما في حالة حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط يستخدم ذات المركب بتركيز 2 % فقط .

ملاحظات هامة :

* يتم تعليق المصائد في الأماكن المتوقع حدوث الإصابة بها قبل بدء تحولات النضج بحوالي خمسة عشر يوماً ويجب أن يتم الفحص دورياً . وعند ظهور الذباب بالمصائد يبدأ العلاج بوسائل المكافحة فوراً وقبل الإصابة .

* للحصول علي أعلي كفاءة للمصائد، يجب تعليقها داخل الشجرة (المنطقة الظليلة) حيث تتواجد الحشرات .

* في حالة استخدام المصائد لمتابعة تعداد الحشرة في الحقل تستخدم الجاذبات الجنسية وأيضاً الجاذبات الغذائية في المصائد المخصصة لهما ومن ثم يتم تقدير عدد الذكور والاناث والنسبة بينهما .

* ويتم توزيع المصائد المحتوية علي مادة الميثيل ايوجينول بعدد مصيدتان لكل فدان (كل مصيدة في دائرة نصف قطرها 25 متر) .

* المصائد المحتوية علي مادة الترايميدلور توزع كل مصيدة في دائرة نصف قطرها 50متر.

وسائل المكافحة :

لما كان لاستخدام المبيدات آثاره الضارة علي البيئة من حولنا ومنها :

- الآثار السامة لمتبقيات المبيدات علي الثمار والتي تصل بطبيعة الحال إلي المستهلك .

- ظهور بعض سلالات الآفات المقاومة للمبيدات الكيمائية .

- الإخلال بالتوازن البيئي البيولوجي (طفيليات ومفترسات) .

- التلوث البيئي .

فكان من المحتم اللجوء إلي وسائل أخري للحد من الاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية ومن أهمها :
1- المكافحة التشريعية

- لابد من إصدار القرارات تأتي من شأنها أن تلزم المزارعين بإتباع الوسائل التي لا تضر بالبيئة وتحافظ علي المحصول من التلوث أو العدوى ، مثل عدم ترك الثمار المتساقطة علي الأرض ، والتي تؤدي إلي انتشار الآفات .

- حظر استخدام المبيدات المحظور استخدامها من قبل الوزارة .

- منع استخدام الرش الكلي كوسيلة للمكافحة .

- إلزام المزارعين بالمكافحة الجماعية في حالة انتشار الآفة علي مستوي المركز أو المحافظة .
2- المكافحة الميكانيكية

- وضع الثمار المصابة في أكياس بلاستيكية وإغلاقها بإحكام ووضعها تحت أشعة الشمس وذلك حتي تقتل جميع الأطوار الحية داخل الثمار ويمكن استخدام الثمار المتحللة بعد أسبوع كمادة عضوية بخلطها مع سماد عضوي للتربة الزراعية .

- جميع الثمار المتساقطة والمصابة وإعدامها بدفنها في حفر عميقة وتغطي بالتربة بسمك 30سم في الأراضي الثقيلة و 50سم في الأراضي الخفيفة مما يؤدي إلي قتل الأطوار الموجودة داخل الثمار مثل البيض واليرقات والعذاري ، ولا يمكن للحشرة الكاملة التي تخرج من العذارى أن تنجح في عبور هذا السمك من التربة دون أن تموت .

- الجمع المبكر لبعض العوائل يمنع إصابتها بالآفات .

- عدم زراعة عوائل مختلطة قابلة للإصابة في مكان واحد حتي لا تتوفر العوائل علي مدار العام .
3- المكافحة الزراعية

ويراعي فيها :

- الاهتمام بالتقليم المناسب لكل شجرة يحد من إصابتها بالآفات .

- إزالة الحشائش الضارة والتي تمثل ملجأ جيداً للآفات .

- تجنب الري الغزير بعد الحصاد لأنه يتسبب في معظم أمراض التصمغ وكذلك أعفان الجذور والأشنان .

- عدم زراعة أشجار الفاكهة المختلفة مختلطة في بستان واحد حتي يمكن قطع دورة حياة الحشرة والتي يمكنها التكاثر علي أكثر من عائل .
4- المكافحة الطبيعية :

تتم المكافحة في هذه الطريقة باستخدام الحرارة سواء مرتفعة أو منخفضة وتستخدم تلك الطريقة لقتل الأطوار الحية داخل الثمار .
الحرارة المرتفعة

تعرض الثمار لدرجة 45ْم لمدة 8 ساعات لتقضي علي الأطوار الحية داخل الثمار إلا أن هذه الطريقة تؤثر سلباً علي صفات الثمرة في حالة الموالح وذلك نظراً لتمدد العصير داخل الثمرة ، ولكن تستخدم هذه الطريقة بخاصة مع ثمار المانجو لطبيعة قشرة الثمرة الجلدية .

وفيها تعرض الثمار لدرجة 1.7ْم لمدة خمسة عشر يوماً لنتمكن من القضاء علي أي طور حي للآفة داخل الثمرة ، علماً بأن أطوار ذبابة ثمار الخوخ أكثر حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة عنها في أطوار ذبابة الفاكهة حيث تحتاج الأولي إلي 4ْم لمدة عشرة أيام أما الثانية فتحتاج إلي 1.7م لمدة أسبوعين . وتتميز هذه الطريقة بالحفاظ علي الصفات الطبيعية للثمرة ، ولكن يجب عدم استخدام درجة الصفر المئوي لتجنب تكوين بلورات ثلجية داخل الثمار مما يفسد خواصها الطبيعية ويقلل من جودتها وهذه الطريقة هي الطريقة السائدة والموصي بها .
5- المكافحة البيولجية

- من المعروف أن هناك توازناً بيولوجيا في البيئة الزراعية وغير الزراعية وأن لكل آفة يوجد إما طفيل أو مفترس سواء كان محدد العائل أو متعدد العوائل ، وقد أدي الاستخدام المفرط للمبيدات في السنوات الأخيرة إلي اختلال هذا التوازن فإذا تمكنا من إيقاف استخدام المبيدات قد يؤدي ذلك إلي ظهور تلك الأعداء الحيوية في البيئة مرة أخري أو بتربيتها داخل المعامل وإطلاقها في الحقول مما يؤدي إلي الإقلال من الآفة بصورة طبيعية أو تواجدها بأعداد متوازنة مع عوائلها .

- وقد تم تسجيل بعض أنواع الطفيليات والمفترسات عليها إلا أنه مازالت عملية الإطلاق تحت الدراسة البحثية .

6- المكافحة الكيمائية
1- الرش الجزئي وتطبيق الطعوم السامة (BAT)

- عند ارتفاع تعداد الآفة يمكن اللجوء إلي المكافحة الكيميائية للحد من الضرر الناجم عن الإصابة ويتم ذلك بعمل محلول مكون من 500سم ملاثيون + 1 لتر مادة جاذبة (بومينال) ثم استكمال الرشاشة إلي 20 لتر ( 18.5 من الماء) ويستخدم هذا المحلول إما في الرش الجزئي وذلك برش الأفرع الرئيسية وجذوع الأشجار بحوالي 100 -200 سم لكل شجرة حسب حجم الشجرة (صـورة ، أو بغمس الحزم القاتلة (أكياس مصنوعة من الخيش وتملأ من الداخل بقطع الخيش أو قش الأرز ) وتغمس هذه الأكياس لمدة 4 ساعات في المحلول ثم تعلق داخل الشجرة (في الظل) ويعاد غمس هذه الأكياس في المحلول السابق كل 7 أو 10 أيام عند ظهور الآفة وحتى جمع الثمار (صــورة) .
ب - طريقة إفناء الذكور (MAT)

- وتعتمد هذه الطريقة علي غمس مكعبات من مادة اللباد أو الكرتون (5سم 5سم 0.3 سم ) في مخلوط من مادة الميثيل أيو جينول بنسبة 90 % + 10 % من مبيد الملاثيون الخام وتعلق هذه المكعبات داخل الأشجار بحيث تكون المسافة 50 متر من كل الاتجاهات أي بمعدل 2- 3 مكعب لكل فدان ويتم تكرار هذه الطريقة كل 8 أسابيع ، ويستخدم الطريقة مع ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ .

- ويمكن تطبيق نفس الطريقة ضد ذبابة فاكهة البحر المتوسط وذلك باستخدام مادة الترايميدلور بدلا من الميثيل أيو جينول أو تكون المسافة بين المكعب والأخر 100 متر أي أن المكعب الواحد يكفي 2 فدان .

7- إطلاق الذكور العقيمة (SIT)

ويتم إطلاق الحشرات العقيمة بعد تعريضها لأشعة جاما في الحقل وتتلخص هذه الطريقة فيما يلي :

- تربية الحشرة معملياً بأعداد كبيرة .

- يتم تجميع العذاري وتعريضها إلي جرعة محددة من الأشعة وذلك قبل موعد خروج الحشرة الكاملة بيوم أو أقل .

- خلط العذاري بنوع محدد من الألوان الفلورسنتية حتي نستطيع تمييز الحشرات العقيمة وتلك الموجودة في الحقل بعد الإطلاق .

- إطلاق الحشرات بنسبة 50 : 1 من الحشرات الموجودة في الحقل حيث تتزاوج الحشرات العقيمة مع تلك الطبيعية مما يؤدي إلي إنتاج بيض غير مخصب وبذلك ينخفض تعداد الآفة تدريجياً ويتم السيطرة عليها .

- إجراء عمليات التقييم الحقلي وذلك من خلال قراءة التعداد الحشري داخل المصائد الموجودة في الحقل وكذا بتشريح الثمار القابلة للإصابة من عدم وجود أي من الأطوار الحية للحشرة بداخلها .


8- المكافحة المتكاملة (integrated Pest Management IPM )

وهي عبارة عن استخدام بعض الطرق السابقة أو معظمها وذلك للحد من الإصابة بالحشرات أو خفض تعدادها دون الحد الحرج للإصابة وإمكانية السيطرة عليها سواء ضد حشرة بعينها أو ضد أكثر من حشرة ، لذا يجب استخدام الطرق السابق ذكرها في منظومة متكاملة بحيث لا تتعارض طريقة مع أخري .

ويجب مراعاة إجراء اختبارات الكفاءة النوعية لكل طريقة منفردة وعندما تستخدم مع الطرق الأخرى للتأكد من عدم تأثير طريقة علي الأخرى .

تخرج الحشرات الكاملة وتبدأ في التزاوج، وتضع الأنثي علي مدار حياتها من 250-450 بيضة ويتراوح عمر الأنثي من 50 -70 يوم والذكر من 30 - 45 يوم ، وللحشرة من 7 -10 أجيال في السنة .