تعرف على أعراض الإصابة بالفاشيولا وطرق الوقاية منها

الفاشيولا أو "داء المتورقات"، هو مرض معدي يصيب الإنسان وبعض الحيوانات، وتسبب هذا المرض دودة كبدية تسمى الفاشيولا، وهي من الطفيليات الخطيرة المنتشرة في الكثير من دول العالم، ومنها بعض الدول العربية.

وتوضح الدكتور سالي الفقي، رئيس قسم الإرشاد بمديرية الطب البيطري بالغربية، أن الدودة تهاجم الحيوانات التي تتغذى على الحشائش والأعشاب والنباتات، مثل الأبقار، والجاموس، والجمال، والخيول، والحمير، والأغنام، والماعز، والأرانب، وتستوطن الديدان مكتملة النمو القنوات المرارية في كبد الإنسان والحيوان، وتتكاثر وتنتشر في جميع أنسجته، وتسبب العديد من الأضرار والمخاطر على الصحة العامة، وخسائر كبيرة في الإنتاج الحيواني.

وتشير إلى أن الإننسان يصاب بالفاشيولا إذا تناول بعض أنواع الخضراوات، وبشكل خاص الخضراوات الورقية مثل الجرجير والخس، أو عن طريق وضع بعض الباعة الجائلين مياه الترع على الترمس والحمص أو على الحلبة، كما يقومون ببيع الحلبة الخضراء المنبتة فى فخار ويقوم كثير من الناس بأكل تلك الحلبة المنبتة، والتي قد تكون مصابة بالدودة على شكل السركاريا المتحوصلة، حيث تصل هذه السركاريا إلى معدة الشخص المصاب وتتمكن من الخروج من حوصلتها عن طريق عصارة المعدة.

تبدأ بعدها السركاريا برحلتها إلى الإثنى عشر ثم تنتقل إلى القنوات المرارية وصولا إلى الكبد، و هذه الرحلة تكون خلال المدة من 4 إلى 8 أسابيع عن طريق الوريد البابي، وتستطيع السركاريا الدخول إلى خلايا الكبد لتعيش فيه مكملة حياتها، وتحتاج إلى مدة تصل إلى 8 أسابيع حتى تتمكن من التحول إلى دودة بالغة تستكمل دورة حياتها داخل جسم الإنسان .

وتضيف أنه أثناء هجرة الدودة من الإثنى عشر ومهاجمتها للكبد ، يصاب الإنسان بحمى وآلام في الجانب الأيمن وبعض أعراض القئ وزيادة في التعرق، وتعيش الدودة البالغة في القنوات المرارية والكبد لمدة تصل إلى عدة سنوات مسببة انسداد هذه القنوات وتضخم الكبد مما يؤدى إلى ظهور العديد من الأعراض الأخرى التي تصاحب الأمراض الكبدية .

وتؤكد أن دخول الفاشيولا الكبد من أخطر المراحل وذلك لأنها تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأعراض الحادة والمزمنة، لافتة إلى أن الإصابة بالفاشيولا تؤدي إلى انسداد القنوات المرارية وزيادة معدل إنتاج العصارة الصفراوية في الجسم، وبالتالي تؤدي للاصابة بمرض الصفراء، كما تؤدي إلى فقدان الشهية بشكل عام مما يتسبب فى الشعور بالكسل والإصابة بفقر الدم، بالإضافة إلى أن الدودة يمكنها التكاثر وزيادة عددها بشكل سريع مما يؤدى إلى إنهاك أنسجة الكبد، وأحيانًا يصل الأمر إلى حد التهتك، وتتسبب أيضًا في حدوث إسهال مائي بشكل زائد مما يجعلها تشكل خطورة بالغة على صغار السن والأطفال، ويصاب مريض الفاشيولا بهزال واضح ونقصان في الوزن، إلى جانب حدوث تورم في الكبد وثقوب في الغشاء الذي يغطيه، كما أنها قد تؤدي لحدوث نزيف تحت هذا الغشاء، وتؤدي الإصابة بالفاشيولا لحدوث استسقاء فى بطن المريض وبشكل خاص إذا لم يتم العلاج السريع، كما تؤدي إلى تليف الكبد وحدوث انتفاخ وانسداد فى القنوات المرارية .

وتنوه إلى أن تناول الإنسان لكبد الحيوان المصاب بالديدان الكبدية لا ينقل العدوى بمرض فاشيولا الكبد، ولكن تناول الكبد النيئ المصاب بالديدان الكبدية الحية ينتج عنه مرض يسمى الهالزون، حيث تتعلق الديدان البالغة الحية بالحلق وتسبب ورم أوديمي حول منطقة الحلق والزور يؤدي إلى الإختناق .

وتذكر أن إصابة الحيوان بالفاشيولا، تنقسم إلى ثلاثة أنواع، أولهم الإصابة الحادة، وتحدث عادة نتيجة تناول كمية كبيرة من الميتاسركاريا المتحوصلة وتظهر على الحيوان أعراض ضعف وورم أوديمي بجفون العين وألم عند منطقة البطن عند الضغط عليها، وقد يحدث نفوق بسرعة خلال 48 ساعة ومن الممكن أن يكون مصحوبًا بإفرازات دموية من فتحتي الأنف والشرج .

والإصابة تحت الحادة تحدث نتيجة تناول كمية كبيرة من الميتاسركاريا المتحوصلة في فترة طويلة والأعراض عبارة عن نقص في الوزن، وبهتان في الأغشية المخاطية وورم أوديمي تحت الفك في بعض الحالات القليلة .

أما الإصابة المزمنة، تحدث نتيجة تناول عدد قليل من الميتاسركاريا المتحوصلة في فترة زمنية طويلة والأعراض عبارة عن نقص في الوزن وورم أوديمي تحت الفك وجفاف في الصوف والشعر ونقص في إدرار اللبن والأنيميا .

وللوقاية من المرض بالنسبة للإنسان، شددت رئيس قسم الإرشاد على غسيل الخضروات الورقية التى تؤكل طازجة مثل الخس والجرجير والبقدونس والفجل وغيرها بوضعها فى محلول ليمون أو خل لمدة 10 دقائق لفصل حويصلات الفاشيولا، ثم غسيل الخضراوات بالماء الجارى النقى والأفضل وضع الخضراوات فى محلول برمنجنات البوتاسيوم 24 مجم/ لتر لمدة 15 دقيقة، حيث يقتل الحويصلات نهائيًا ويغسل بالماء الجارى، وعدم أكل كبد الماشية والأغنام والماعز نيئة مع ضرورة طهيها جيدا .

وبالنسبة للحيوان، يراعى تغذية الحيوان بالأعلاف العالية التركيز والقيمة الغذائية والإبتعاد عن الحشائش التي تجمع من أماكن قريبة من المجاري المائية، واستخدام مياه نظيفة لشرب الحيوانات وتجنب رعي الأغنام والحيوانات الأخرى بالقرب من حواف الترع والمصارف ، والفحص والتشخيص المبكر للإصابة بالحيوانات الصغيرة وقبل ظهور البويضات .