الثلاثاء 23 أبريل 2024 مـ 11:41 مـ 14 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
«تجارية بورسعيد» تفجر مفاجأة عن حملة مقاطعة الأسماك نجاح حملات مقاطعة الأسماك في بورسعيد.. شوف سعره وصل كام «البحوث الزراعية»: فرق إرشادية لأشجار الموالح الكلامنتين والزيتون والتين والرمان بشمال سيناء «النقد الدولي»: مصر تعهدت بالكف عن الاقتراض المباشر من المركزي «البيئة» تحذر كبار السن وأصحاب الأمراض من هذا الأمر الخطير وزير التموين: التعاقد على شراء 500 ألف طن سكر تكليفات رئاسية عاجلة بشأن مخزون السلع الرئيسية والاحتياطي الاستراتيجي «الغرف التجارية» تصدر بيانًا عاجلًا وهامًا حول التزام التجار بمبادرة خفض الأسعار وزيرة البيئة تشهد مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين جهاز شئون البيئة ومؤسسة حارتنا المصرية شعبة المصدرين تطالب بضرورة إعفاء المصدرين من الضرائب على التصدير لمده عامين كاملين المستلزمات الطبية تناقش ملفات اقتصادية ومجتمعية وتستعد لاحتفالية الـ 35 عاما علي إنشاؤها الزراعة: «بحوث الصحراء» يستعد لاطلاق المؤتمر الدولى الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ

كيلو الذهب .. وكيلو الطين!!

كيلو الطين أغلى من كيلو الذهب، تلك حقيقة علمية وليست كلام مصاطب، ولا دردشة قهاوي مع شد أنفاس الجوزة في مقهى بلدي ساعة العصاري !!

تعالوا نحسبها معاً ، كيلو الذهب يظل سعره متقارباً مهما تزايد أضعافاً مضاعفة، لكن كيلو الطين الذي ينتج القطن والقمح والفول والشعير والذرة على مدار سبعة آلاف عام، كم يبلغ قيمة ما أنتج !!

يقول أهل الاقتصاد أن الذهب والبترول وكافة المعادن ماهي إلا رأسمال قابل للنفاذ، أما الثروة الحقيقية فهي "الأرض" التي لاتنفذ ولاتُستهلك ولا تكف عن العطاء !! .

ولهذا - يا جماعة الخير - فتاريخ بلدكم مصر ماهو إلا تاريخ الأرض والفلاح ، وهو صراع دفين على تملك الأرض ومن ثم تملك السُلطة ، ولهذا كان شعار كل من حكموا مصر منذ جدنا "مينا" وحتى "فاروق الأول"، هو (أعطني أرضك وجهدك أعطيك مياهي)، فقد كان النيل ملكاً خالصاً للحاكم يهبه لمن يشاء ووقتما يشاء، ومن ثم التحكم في الأرض!

ولما جاء محمد علي باشاً حرص على امتلاك كل زمام مصر من الأرض الزراعية، ثم قسمها بمزاجه إلى ستة أقسام: الأبعاديات، والجفالك، وهي أرض منح حق الانتفاع بها إلى أفراد أسرته وكبار رجال الحاشية وأعيان الدولة وكبار رجال جيشه وكبار الموظفين، وأراضي الأوسية للملتزمين، وأراضي المشايخ بواقع 4 % من زمام كل قرية، وأراضي الرِزقة للمعلمين والمهندسين والعسكريين الأجانب، ثم أراضي الأثر للفلاحين أقل من ثلاثة أفدنة، وأخيراً أراضي العُربان للبدوّ في الصحراء.

لاحظ هنا أن أن محمد علي باشا أعطي "حق الانتفاع" فقط أغيره، لكن "الملكيّة" كانت له كاملة، فلما جاء الخديوي إسماعيل وأصدر (قانون المُقابلة) عام 1871 بأحقيّة الفلاح في ملكية ثلاثة أفدنة فأقل، سُرعان ماقامت ثورة الفلاحين بزعامة عرابي عام 1882، ثم الثورة الشعبية الكبرى في عام 1919 بزعامة سعد زغلول.

ولهذا - ياجماعة الخير - لا أستطيع أن أخفي دهشتي المخلوطة بالحسرة المعجونة بالغضب، حين أرى هذا التجاهل الشديد من حُكوماتنا للأرض والفلاح، وتركيزهم على استجداء مستثمر أجنبي لا يأتي أبداً، وإن أتى لا نرى منه سوى إنتاج اللبان والشيبسي والشامبو والآيس كريم.

حسرتي على بلد يشقها النيل وتستورد 95 % من الفول!

حسرتي على بلد زراعي عظيم، وكليات الزراعة فيه لا تجد من يدخلها حتى قبلت في أحد الأعوام طُلاٍب القسم الأدبي!!

أقسم بالله - غيّر حانثٍ - أننا سنظل نتخبط في ظلامٍ دامس طالما نتغافل عن حقيقة أن مصر بلد زراعي، ونتأفف من ذلك، ونجهل عن عَمدٍ أو خيبةٍ أو تآمرٍ أن كيلو الطين أغلى من كيلو الذهب، والأيام بيننا!