الثلاثاء 23 أبريل 2024 مـ 06:15 مـ 14 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
وزير التموين: التعاقد على شراء 500 ألف طن سكر تكليفات رئاسية عاجلة بشأن مخزون السلع الرئيسية والاحتياطي الاستراتيجي «الغرف التجارية» تصدر بيانًا عاجلًا وهامًا حول التزام التجار بمبادرة خفض الأسعار وزيرة البيئة تشهد مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين جهاز شئون البيئة ومؤسسة حارتنا المصرية شعبة المصدرين تطالب بضرورة إعفاء المصدرين من الضرائب على التصدير لمده عامين كاملين المستلزمات الطبية تناقش ملفات اقتصادية ومجتمعية وتستعد لاحتفالية الـ 35 عاما علي إنشاؤها الزراعة: «بحوث الصحراء» يستعد لاطلاق المؤتمر الدولى الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ فوائد مذهلة للذرة الحمراء للإنسان والحيوان.. تعرف عليها كيف تستثمر في مشروع مستقبل مصر الزراعي؟ الزراعة : مبادرة ”خير مزارعنا لاهالينا ” في الكاتدرائية وقداسة الحكومة: الأحد 5 مايو والإثنين 6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العُمال وشم النسيم استقرار سعر كرتونة البيض فى المزارع والمحلات اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024

ماذا يأكل المصريون بعد عشر سنوات في ظل تآكل الأراضي الزراعية ؟

د حاتم أبو عالية أستاذ بحوث التنمية الريفية
د حاتم أبو عالية أستاذ بحوث التنمية الريفية

 

تعد الأراضي الزراعية في مصر من أقدم الأراضي الزراعية على مستوى العالم، ولا يحتسب تاريخها بالقرون بل يرجع إلى آلاف السنين، ومن يفتش في ثنايا التاريخ ويستعرض حوادثه يجد في أساطير مصر القديمة أن القدماء المصريين كانوا يتعهدون لآلهتهم بأنهم لن يقطعوا شجرة حية، ولن يلوثوا نهرا ولن يقتلوا إنسانا، وهذا يدلنا على أن مصر سبقت كل دول العالم في الحفاظ على البيئة بخلاف اليوم.

تحتل مصر وفقا للأمانة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ، المرتبة الأولى في نسبة التصحر مع معدل خسارة قدره 3.5 فدان لكل ساعة في الأراضي الخصبة الزراعية في الدلتا، وهذا لا يضاهيه أي معدل في الإحصاءات العالمية فتبلغ مساحة الأراضي المنزرعة في مصر 8.3 مليون فدان موزعة 6.5 ميلون فدان في أراضي الوادي والدلتا 1.8 مليون فدان في الأراضي المستصلحة حديثا هذه المساحة تمثل 3.6% من جملة مساحة الأراضي في مصر البالغة 238 مليون فدانا، تمثل مليون كم2.

فانخفاض المساحة المنزرعة يرجع للزحف العمراني والصناعي والجامعات على الأراضي الزراعية، وما يبرهن على ذلك التقارير الصادرة من هيئة الاستشعار عن بعد، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والصندوق الدولي والبنك الدولي، والتقارير تؤكد أن مصر فقدت خلال الثلاثين عاما الماضية مليون ونصف المليون فدان من الأراضي الخصبة السمراء في الوادي والدلتا.

وما أشار إليه التقرير الصادر من الإدارة المركزية لحماية الأراضي بوزارة الزراعة، أن مصر فقدت سبعة آلاف فدانا أثناء ثورة 25 يناير الماضية وهذا التعدي المستمر كان نتيجته انخفاض متوسط نصيب الفرد في مصر من الأرض الزراعية إلى 2.7 قيراطا وهذا يمثل 1/6 نظيره على المستوى العالمي والبالغ 17.14 قيراطا ومما يؤكد ذلك التقرير الصادر من عالم القضاء المصري الدكتور فاروق الباز أن مصر فقدت ثلث أراضيها الزراعية بسبب البناء عليها ولو استمر هذا الزحف فستنتهي الأرض الزراعية في مصر خلال قرنين من الزمان، ولقد حذر من هذا التعدي عالم التصحر المصري الدكتور إسماعيل عبد الجليل مؤكدا أن التعدي على الأرض الزراعية سيدمر الرقعة الزراعية الخصبة والتي تكونت على مدار مئات السنين.

فالتعدي على الأرض الزراعية يعتبر مؤشرا من مؤشرات الدول "المتخلفة"، ومن أجل هذا التعدي عقد مؤتمر البيئة والتنمية (قمة الأرض) في ريودي جانيرو في البرازيل في يونيو 1992 ، وفيه تم دمج التنمية البشرية بالتنمية المستدامة ليصبح مفهوم التنمية الجديد هو التنمية البشرية المستدامة، وذلك لمنع حدوث أي استنزاف ممكن للموارد الطبيعية بحيث يحدث استخدام منصف للموارد الطبيعية فتعيش الأجيال الحاضرة دون أن تحدث أي ضرر للأجيال المستقبلة، حتى أن السيد المسيح عليه السلام كان يقول خبز البنين يجب أن يقدم لهم أولا، وأن الأرض الزراعية يجب أن نحافظ عليها من أجلنا وأجل أبنائنا وقد نتج عن ضيق الموارد الأرضية قصور الإنتاج الزراعي عن الوفاء بحاجة السكان فظهرت الفجوة الغذائية والتي تقدر في مصر 82% ‏والتي تكلف مصر سنويا أكثر من ٣5 ‏مليار جنيه نتيجة لسد لعجز فيها بالاستيراد من الخارج ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار الغذاء في مصر بنسبة 20.5% ‏في الحضر، 30.5% في الريف بفارق 10% مما أدى إلى زيادة الفقر في الريف إلى 51.1% ، 47.2% ‏في الحضر مما جعل مصر تحتل الدولة رقم ٤٤ ‏في ترتيب الدول حسب الفقر، ومن أجل سد هذه الفجوة عقد مؤتمر الأمن الغذائي في روما عام ١٩٧٤ ‏، ومن أجلها احتفل بيوم الأغذية العالم في ١٩ ‏أكتوبر من العام الماضي، متخذا شعار معا لمكافحة الجوع وذلك بعد أن وصل عدد الجياع على مستوى العالم مليار نسمة، ومن أجل سد هذه الفجوة الغذائية أيضا، تتحتفل الجزائر بيوم الزراعة العربي في ١٧ ‏سبتمبر ، تحت رعاية المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومما يعزز ذلك التقرير الصادر من عالم الاقتصاد الزراعي المصري الدكتور أحمد جويلي حديثا أن مصر سوف تشهد ثورة جياع نتيجة للتعدي على الأراضي الزراعية.