الخميس 25 أبريل 2024 مـ 03:17 صـ 16 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
أول رد حكومي على تجارب زراعة البن فى مصر «ضد الغلاء» تدعم مقاطعة الأسماك.. وتدعو إلى إنهائها في هذا التوقيت انطلاق فاعليات المؤتمر الدولى الثانى لدعم صناعة الدواجن في الغردقة تعرف على تفاصيل وثيقة السياسة الضريبية لمصر حتى 2030 الغرفة التجارية بالجيزة: تراجع أسعار 15 سلعة لتوازن الدولار فى الأسواق غرفة بورسعيد تؤكد تراجع أسعار الأسماك من 50 إلى 70% بعد المقاطعة منحة سويدية لحماية التجمعات البدوية من مخاطر السيول في جنوب سيناء تركيبة مذهلة لمكافحة الثاقبات الماصة حصريا من باير مصر جمعية رجال الأعمال المصريين تتعاون مع معرض الصين الدولي للاستيراد في الترويج للدورة السابعة غرفة القاهرة تشارك في المؤتمر الترويجي للمعرض الصيني الدولى وتستعرض العلاقات الإقتصادية بين البلدين الترويج للإستثمار في الطاقة المتجددة والربط الكهربائي لتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة محافظ الجيزة يناقش طلبات المواطنين لتأجير البارتشينات الحضارية والمحال التجارية

الثعابين

طريقة من طرق النصب المحبوك ظهرت فى القاهرة منذ عدة سنوات ، اتسمت بالخسة والوقاحة ، لكنها لم تخل من طرافة وظرف ؛ فأنت جالس فى بيتك الفاخر النظيف فى أرقى أحياء القاهرة ، يدق جرس الباب عليك ، تنهض لأن تفتحه ، فإذا بشحطين ( مفردها شحط  ) يقفان أمامك ، يسدان عليك الهواء ، يخبرانك بأن بيتك الجميل هذا به ثعابين ، تسللت إليه وأنت لاتدرى ، تنزعج أنت ، وترقع زوجتك بالصوت الحيانى ، ويقفز أولادك من فوق الأرض رعبا ، لكن الشحطين - يالطيبة قلبيهما - يهدئان من روعك ، ويطيبان خاطرك ، ويعدانك بأنهما بفضل الله سوف يخرجان الثعابين فورا ، ولاتملك أنت إلا أن تسمح لهما بالانتشار فى البيت ، ويدك على قلبك ، وبعد وقت قد يطول ، يقضيانه فى التجول فى الردهات ، والتنقل بين الحجرات ، يخرج أحدهما من حجر نومك وقد أمسك بثعبان من رأسه ، وهو يقول لك : " أنت رجل طيب ، وربنا أنقذك ، هذا الثعبان كان لابدا تحت وسادتك ، لقد كتب الله لك عمرا جديدا ! " تتنهد شاكرا اياه وممتنا  ، يخرج الآخر وقد قبض على ثعبان أكبر من الأول ، يزعم أنه كان مستريحا فى دولاب المدام ، التى تسارع بتقديم الشكر لهما ، مع أفخر أطباق الحلوى والشاى أبو فتلة  ، ثم يقولان لك وقد هما بالانصراف : " نحن نتقاضى فى العملية الواحدة ثلاثمائة دولار ، لانتعامل بالجنيه المصرى ! " بحسبان أن العملة المتداولة فى الطريقة الرفاعية المنسوبة لسيدى أحمد الرفاعى قاهر الثعابين ؛ هى الدولار ، وبعد جهد وفصال ، يلهفان منك مائتى دولار ، وينصرفان ، ومعهما الثعابين ! .

أعتقد جازما ، أن هذه بالضبط هى نفس فكرة داعش ، تنظيم هلامى بلا هوية ولا معالم ، ولا معلومات مؤكدة عن تسليحه ومصادر تمويله ورجاله ، أطلقه الأمريكان والغرب والصهاينة فى منطقتنا العربية ، رافعا شعارا براقا مناسبا لمعتقدات بعضنا ، مدغدغا لهوس نفر من بيننا مازال يحلم بخلافة زائلة ، وحكم العالم ، ثم يقوم هذا التنظيم الثعبانى بتدمير وتخريب حضارتنا القديمة ، والاجهاز على موروثنا الثقافى كله ، كما يشغلنا ليس عن بناء أوطاننا وحسب ؛ وإنما حتى العيش فيها ، فنظل لسنوات مشغولين بالتخلص منه بمساعدة الذين زرعوه عندنا ، وحتى يتاح لهم تجهيز تنظيم آخر ، فى شكل آخر ، فهم حواه ، والثعابين فى جرابهم تتوالد وتتكاثر ، ولانهاية لها ! .