الثلاثاء 23 أبريل 2024 مـ 01:22 مـ 14 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
الزراعة : مبادرة ”خير مزارعنا لاهالينا ” في الكاتدرائية وقداسة الحكومة: الأحد 5 مايو والإثنين 6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العُمال وشم النسيم استقرار سعر كرتونة البيض فى المزارع والمحلات اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024 أسعار الدواجن في البورصة والمحلات اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024 تراجع سعر الكتكوت الأبيض اليوم الثلاثاء 23 - 4- 2024 مدير «حماية وتنمية البحيرات» يلتقي أصحاب المزارع السمكية بكفر الشيخ: سنزيل أى معوقات «زراعة الدقهلية»: تنفيذ تجربة إحصائية بحقل إرشادى نموذجى لمحصول القمح رئيس الوزراء يبحث سبل تشجيع صناعة الأسمدة للتوسع وزيادة حجم صادراتها مباحثات مصرية هندية لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري حملات رقابية مُكبرة في بورسعيد لإحكام السيطرة علي الأسواق وأسعار السلع في يوم الحصاد.. مزارعون البطاطس يشيدون بتوفير تقاوي عالية الإنتاجية وزير الزراعة و«الايفاد» يستعدان لاطلاق مشروع التحول المستدام للمرونة الزراعية في الصعيد

ع القهوة

طقت فى رأس أحد العواطلية فى قريتنا أن يفتح قهوة بلدى فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى ، ولما علم برهان باشا نور بالخبر المفجع ؛ ماكان منه إلا أن أمر برمى الكراسى والنصبة والكنب ( جمع كنبة ) والكنك ( جمع كنكة ) والجوز ( جمع جوزة ) فى النيل القريب ، ونجا العواطلى بأعجوبة من كرابيج رجال الباشا وأياديهم الثقيلة ! . ولم يكن الباشا حريصا على استقامة الناس ولا خائفا على صحتهم ، ولكنه كان يعرف أن هذه القهوة سوف تجذب الفلاحين للسهر فيها حتى مطلع الفجر فلا يستطيعون الذهاب والعمل فى غيطان الوسية ، وتلك بالنسبة له أم المصائب والكوارث ! . وظلت القهوة عالقة فى ذهنى بالبوظان والمخدرات حتى جلست على قهوة الفيشاوى فى القاهرة والتى أنشئت عام 1797 م وعرفت أن من روادها الأوائل جمال الدين الأفغانى والامام محمد عبده ثم نجيب محفوظ ويوسف إدريس ومحمد الموجى وكمال الطويل ، ثم كان من حظى أيضا أن أجلس على مقهى ريش التى أنشئت عام 1908 م وارتادها العقاد وتوفيق الحكيم وكبار الكتاب والفنانين والشعراء ، بل وكان لها دور فاعل فى ثورة 1919 م حيث كانت تكتب فيها منشورات الثورة وتوزع من خلالها ، وكان لى شرف الالتقاء بأحمد فؤاد نجم وأمل دنقل عليها ! . ولكن ، ومع الانفتاح الذى أفسد كل شىء ، أفسدت المقاهى أيضا ، وصارت أماكن للبلطجة والفساد والإفساد ، وانتشرت بصورة مفزعة ، واحتلت شاطىء النيل فى كل المدن المصرية ، وضربتها العشوائية التى ضربت كل شىء ، فلا تراخيص ، ولا خضوع لقانون ، ولا دفع ضرائب ، ولا أخلاق ، وارتدت تلك المقاهى ثوبا حديثا فأسموها ( كافيه ) ، وخصصت فيها أركان للشيشة بكل مذاقاتها ، كما خصصت زنقات للعشاق يخطفون القبلات وما يتلوها مع تجاهل متعمد من النادل لقاء بقشيش دسم !. والغريب أنك تمر فى أى وقت فتراها مكتظة بالرواد من الجنسين ، شباب يعانون من البطالة ثم تراهم يدفعون عشرات الجنيهات ثمنا لتلك الجلسة دون أن تعرف مصدرها ! . وفى كل ( كافيه ) مجموعة من البودى جاردات جاهزين للتدخل العنيف والاجرامى ضد من تسول له نفسه أن يسأل أو يجادل أو يعترض ، كان آخرها مقتل الشاب محمود بيومى فى واحدة من تلك الأوكار ( الشيك ) فى مصر الجديدة ، مما يستوجب تدخل الدولة وفرض سيطرتها عليها ، بعدما صارت فوضى حقيقية ، ولكنها فوضى غير خلاقة ، وغير أخلاقية أيضا ! .