فوائد الزبادي اليوناني الغذائية والصحية الكاملة
أوضح مصليحي فوزي مصيلحي، الباحث المساعد بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن الزبادي اليوناني يُعد من أبرز منتجات الألبان التي شهدت إقبالًا متزايدًا عالميًا، بفضل قيمته الصحية العالية ومكوناته الغذائية المركزة، التي جعلته عنصرًا أساسيًا في الأنظمة الغذائية الحديثة، خاصة لدى المهتمين بالصحة والوقاية.
وأشار إلى أن الزبادي يُعد من أقدم وأشهر منتجات الألبان المختمرة، إلا أن الزبادي اليوناني يتميز بكونه زباديًا مركزًا، حيث يخضع لعملية تركيز إضافية تهدف إلى التخلص من جزء من الشرش، بما يحتويه من سكر اللاكتوز وبعض بروتينات الشرش، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على خصائصه الغذائية والحسية، فيمنحه قوامًا أكثر كثافة وقيمة غذائية أعلى.
ويتميز الزبادي اليوناني بطعمه المنعش وقوامه الكريمي الغني، فضلًا عن كونه مصدرًا مهمًا للكالسيوم المتاح حيويًا، وبروتينات اللبن عالية الجودة، التي تتميز بسرعة الامتصاص وتوافر معظم الأحماض الأمينية الأساسية، ما يجعله غذاءً مثاليًا لدعم صحة الجسم وبناء الأنسجة العضلية.
الزبادي اليوناني دعم غذائي متكامل
يُصنف الزبادي اليوناني كغذاء ناقل للبروبيوتك، إذ يمد الجسم بكميات فعّالة من البكتيريا النافعة التي تسهم في تحسين التوازن البكتيري داخل الأمعاء، وتعزيز كفاءة الجهاز الهضمي، ودعم الجهاز المناعي. كما يساعد على التخفيف من مشكلات عدم تحمل اللاكتوز، ويُسوق في العديد من الأسواق بوصفه زباديًا حيويًا ذا فوائد صحية متعددة.
وأوضح مصيلحي أن القيمة التغذوية للزبادي اليوناني تتفوق بوضوح على الزبادي العادي، حيث يحتوي على ما يقرب من 2.5 ضعف كمية البروتين، ونحو 1.5 ضعف الأملاح المعدنية، إلى جانب احتوائه على أعداد أكبر من بكتيريا حمض اللاكتيك التي يتم احتجازها داخل الخثرة خلال عملية التركيز. كما تنخفض نسبة اللاكتوز به، ما يجعله مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات هضم اللاكتوز، مع توافره بنسب دهن مختلفة تلائم احتياجات المستهلكين.
خصائص تكنولوجية وجودة حسية
تتمثل الخصائص العامة للزبادي اليوناني في ارتفاع نسبة المواد الصلبة الكلية، التي تبلغ نحو 22% في الزبادي كامل الدسم، و14.3% في خالي الدسم، مع محتوى بروتيني يزيد على 5.6%، ونسبة دهن تقل عن 10%، وحموضة معايرة تتجاوز 0.3. كما يتميز بلونه الأبيض الكريمي، وملمسه الناعم، وقوامه المتماسك القابل للفرد، مع انخفاض ملحوظ في ظاهرة التشريش.
طرق تصنيع الزبادي اليوناني
تتنوع الطرق المستخدمة في تصنيع الزبادي اليوناني، وتشمل الطريقة التقليدية، وأجهزة الطرد المركزي، واستخدام الأغشية، إضافة إلى طريقة إعادة التركيب. وتُعد الطريقة التقليدية الأفضل من حيث الخواص الحسية، رغم محدودية إنتاجها وعدم ملاءمتها للتصنيع واسع النطاق، بينما تُعد أجهزة الطرد المركزي مرتفعة التكلفة، في حين أظهرت طريقة الأغشية خثرة ضعيفة وخواص جيلية أقل جودة.
ولفت الباحث إلى أن طريقة إعادة التركيب، باستخدام اللبن الفرز المجفف ومركز بروتين اللبن بنسبة 1:2، أسهمت في تحسين الخواص الحسية والريولوجية للمنتج، مع إمكانية خفض تكلفة الإنتاج، خاصة عند استخدام النشا المعدل لتحسين القوام، سواء في الزبادي كامل الدسم أو منخفض الدسم.
فوائد صحية تعزز نمط الحياة الصحي
يحمل الزبادي اليوناني فوائد صحية واسعة، إذ يُعد خيارًا مثاليًا للأطفال وكبار السن والرياضيين، لاحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتينات التي تحفز تخليق بروتين العضلات، وتسهم في بنائها وإصلاحها والحفاظ على الكتلة العضلية. كما يساعد على الإحساس بالشبع والتحكم في الوزن، ما يجعله مناسبًا للأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.
ويسهم الزبادي اليوناني في تنظيم مستويات سكر الدم، نظرًا لانخفاض محتواه من الكربوهيدرات واللاكتوز، خاصة عند اختيار الأنواع غير المحلاة. كما يدعم صحة الجهاز الهضمي، ويقلل من الانتفاخ والغازات، ويعزز المناعة، فضلًا عن كونه مصدرًا مهمًا لفيتامين B12، والماغنسيوم، واليود، والكالسيوم، ما يدعم صحة الجهاز العصبي.
كما يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تسهم أملاح البوتاسيوم والكالسيوم في تنظيم ضغط الدم، بينما تلعب البكتيريا النافعة دورًا في خفض مستويات الكوليسترول الضار.


.jpg)











