تعرف على أسباب كسر حبوب الأرز

أوضح المهندس متولي سويلم، استشاري المحاصيل الزراعية، أن كسر حبوب الأرز أثناء مرحلة التبييض لا يرتبط فقط بالعوامل الميكانيكية المرتبطة بماكينات التبييض، بل هناك أسباب فسيولوجية وزراعية مهمة تؤثر بشكل مباشر على جودة الحبة وصلابتها.
وأشار سويلم إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة تكسّر الحبوب يعود إلى ضعف تركيب القشرة الخارجية الناتج عن نقص عنصر السيليكون والبوتاسيوم في نهاية الموسم، وهو ما يجعل الحبة أكثر عرضة للتشقق الداخلي، خاصة عند تعرضها للتجفيف السريع بعد الحصاد. هذه الشروخ لا تكون مرئية بالعين المجردة، لكنها تُفقد الحبة صلابتها خلال مراحل التبييض.
التغذية المتوازنة للحقل تحمي الحبة من التكسّر
وأكد استشاري المحاصيل الزراعية أن الحل يبدأ من الحقل، وذلك من خلال الاهتمام بـرش العناصر الغذائية الدقيقة مثل الزنك، والبورون، والكالسيوم، والبوتاسيوم، في المراحل الأساسية من عمر النبات، خصوصًا قبل التزهير، وأثناء التزهير، ومرحلة امتلاء السنابل.
وشدد على أهمية رش السيليكون المخلبي خلال آخر عشرة أيام قبل الحصاد، لما له من دور محوري في تعزيز صلابة الحبوب ودعم تركيب القشرة، وهو ما يقلل من فرص تعرضها للكسر أثناء عمليات التبييض.
تجفيف الحبوب خطوة حاسمة في الحفاظ على الجودة
من الجوانب الفنية المهمة التي أشار إليها سويلم، ضرورة تجفيف الحبوب بشكل تدريجي بعد الحصاد، مع الحرص على تقليبها بانتظام أثناء عملية التنشيف على المفارش. هذه الخطوة، رغم بساطتها، تُحدث فارقًا كبيرًا في تقليل التشققات الداخلية التي لا تُرى بالعين، لكنها تظهر بقوة أثناء التبييض في صورة حبوب مكسّرة وضعيفة الجودة.
القيمة التسويقية وجودة الأرز
ونوّه المهندس متولي سويلم إلى أن نسبة الكسر في حبوب الأرز تُعد من أبرز مؤشرات الجودة عند التسويق، فكلما انخفضت هذه النسبة، ارتفعت القيمة التسويقية للمحصول، وزادت فرص تصديره وتحقيق عائد اقتصادي أفضل. ورغم صعوبة الوصول إلى نسبة "صفر" كسر، إلا أن التحكم في الأسباب الزراعية والفنية يمكن أن يقلل النسبة إلى حدود آمنة ومقبولة تجاريًا.