الأرض
الإثنين 1 سبتمبر 2025 مـ 04:44 مـ 8 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حرق قش الأرز.. أزمة بيئية تهدد التربة والمزروعات المقبلة

مع اقتراب موسم حصاد الأرز في عدد من المحافظات، تتجدد أزمة حرق قش الأرز في الحقول، والتي تبدء من اول سبتمر وتستمر حتى نهاية نوفمبر، والتي ما زالت تعد من أبرز مصادر التلوث البيئي في الريف المصري، ورغم جهود الدولة في تقليل الظاهرة، إلا أن بعض المزارعين يواصلون ممارستها، مما يلحق ضررا مباشرا بالهواء والتربة والمزروعات القادمة.

وقال د. شاكر عرفات، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، في تصريح خاص، إن حرق قش الأرز يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات السامة، مثل أول أكسيد الكربون والميثان، وهو ما يسبب ما يعرف بالسحابة السوداء، لكن الأخطر، هو الأثر المتبقي في التربة.

وأوضح د.عرفات في تصريح لموقع الأرض أن حرق القش يقتل الكائنات الدقيقة المفيدة في التربة ويؤدي الي تصلبها وفقدان خصوبتها، وهو ما يؤثر علي محصول القمح والفول البلدي، حيث تصبح الجذور أضعف والنمو أبطأ، ويزيد خطر الإصابة بالأمراض.

كما أشار إلى أن استمرار حرق القش يرفع درجة حرارة التربة ويقلل من احتفاظها بالرطوبة، ما يصعب زراعة بعض المحاصيل الحساسة خلال الخريف والشتاء، ويؤثر سلبا على إنتاجية الفدان.

من جانبها، أطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الزراعة، حملات توعية وبرامج دعم للمزارعين، من خلال توفير مكابس ومعدات فرم القش بأسعار رمزية، وتشجيع إستخدام القش في إنتاج الأعلاف والأسمدة العضوية.

ووفقا لتقرير رسمي من وزارة البيئة، فقد تم تجميع وفرم أكثر من 800 ألف طن من قش الأرز العام الماضي، بزيادة 15% عن العام السابق، ضمن خطة الدولة لتقليل الحرق المكشوف.

ويدعو استاذ المناخ إلى تشديد الرقابة البيئية خلال موسم الحصاد، وتوسيع برامج دعم المزارعين في الإستفادة من المخلفات الزراعية، لتجنب دورة من التدهور البيئي والإنتاجي.