توت العليق المغربي يسجل نموا في الإنتاج رغم تحديات المناخ

بعد أسبوعين، ينطلق موسم توت العليق المغربي وسط أجواء من التفاؤل الحذر. فعلى الرغم من ثبات المساحة المزروعة للعام الثالث على التوالي، نجح المزارعون في تحقيق زيادة لافتة في الإنتاج بلغت 14% خلال الموسم الماضي، لتصل الكميات إلى نحو 64 ألف طن، مقارنة بـ56,280 طنا في الموسم السابق.
ويشير أمين بناني، رئيس الجمعية المغربية لمزارعي الفاكهة الطرية، إلى أن المساحة المزروعة تتراوح منذ مواسم بين 4600 و4800 هكتار موزعة على منطقتي اللوكوس وسوس ماسة، وهو ما يتوافق مع حجم الطلب العالمي، حيث أنتجت سوس ماسة وحدها نحو 35 ألف طن، مقابل 29 ألف طن من اللوكوس.
ورغم الظروف المناخية القاسية وعدم انتظام الحصاد، شهد الموسم الماضي أداء تجاريا قويا، خاصة في السوق الأوروبية التي تمثل الوجهة الأهم للصادرات المغربية. فقد جاءت المملكة المتحدة في الصدارة بقرابة 20 ألف طن، تلتها إسبانيا بـ18,378 طنا، ثم ألمانيا بـ16,860 طنا، وهولندا بـ8,954 طنا، وفرنسا بـ6,989 طنا، إضافة إلى كميات محدودة إلى أسواق أخرى مثل إيطاليا، البرتغال، تونس، الأردن، ودول الخليج.
أما الموسم المقبل، فيلوح في أفقه تحد مناخي أكبر مع استمرار موجات الحر وتقلبات درجات الحرارة، إلى جانب نقص العمالة الذي يؤثر بشكل خاص على قطاع الفاكهة الحمراء. ويضيف بناني أن بعض الظواهر الجديدة، مثل ما يسميه بـ"الصادرات الفردية" التي تستهدف سد النقص في أسواق معينة بكميات صغيرة وبأسعار مرتفعة، قد تفتح فرصا تجارية واعدة لكنها تثير أيضا توترات في السوق، وتطرح إشكالات تتعلق بالامتثال للعقود والتراخيص.
ويختتم بناني مؤكدا أن الهدف الأساسي في الموسم الجديد سيكون الحفاظ على استقرار الإنتاج إذا لم يكن بالإمكان زيادته، مع السعي لتجاوز التحديات المناخية واللوجستية، والحفاظ على مكانة المغرب في أسواقه التقليدية.