الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 01:02 صـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

فى حوار خاص لـ”الأرض”

مسؤول جامعى يحذر : احتفظوا بإيصال شراء تقاوى القمح .. وتجنبوا جميزة 11 وسدس 12

الدكتور إبراهيم درويش
الدكتور إبراهيم درويش

 رئيس المحاصيل الحقيلة : كثرة رى وتسميد القمح يضر .. والزراعة يجب أن تكون فى الميعاد المناسب

درويش : هناك سباق بين الباحثين والأمراض .. وننصح بزراعة أصناف متعددة فى الأراضى الأكثر من فدان

درويش : زراعة القمح بالمصاطب تزيد الإنتاجية وتقلل النفقات .. وننصح المزارعين باتباعها

أيام قليلة تفصلنا على بداية موسم زراعة محصول القمح، ونظرًا لكونه من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، كان لموقع "الأرض" حوار مع الدكتور إبراهيم درويش، رئيس قسم المحاصيل الحقلية بكلية الزراعة بجامعة المنوفية وعضو الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح، حول أهم النصائح الواجب على المزارع مراعتها من أجل تحقيق محصول عالى الإنتاجية والحد من إصابة القمح بالأمراض التى يمكن أن يتعرض لها... وإلى نص الحوار:-

أقترب موسم زراعة القمح.. وقبل قدوم موعد زراعته بأى شئ يمكن أن ننصح به المزارع؟

القمح الذى يزرع فى مصر "قمح ربيعى" وليس شتوى، وسمى بذلك لكون حصاده يكون فى فصل الربيع، ومن أهم النصائح الفنية التى يجب على المزارع أن يراعيها عند زراعة المحصول هى اختيار الأصناف المقاومة للأمراض والموصى بها من قبل وزارة الزراعة، والابتعاد عن زراعة الأصناف التى إصيبت بمرض الصدأ خلال العام الماضى وخصوصا أصناف جميزة 11 وسدس 12، لكونهما أكثر صنفين إصيبوا بالمرض، وحاليا وزارة الزراعة أعدت سياسة صنفية حددت فيها الأصناف التى تتلائم مع كل منطقة وكل محافظة، وعلى المزارع أن يختار الصنف الموصى به من قبل وزارة الزراعة من خلال التواصل مع الجهاز الارشادى كل حسب منطقته .

وكيف يمكن للمزارع أن يعرف هذه السياسة الصنفية التى أعدتها الوزارة؟

أولا القمح محصول ذاتى التلقيح وهذا يعنى أن المزارع يمكن أن يكرر زراعة التقاوى أكثر من مرة  ويستطيع المزارع أن يعرف ذلك فى ختام المحصول السابق فإن كانت نباتات حقله متجانسة مظهريا ومتماثلة فى جميع الصفات ولم تصب بأى امراض فيمكن أن يستخدم تقاوى من ناتج حقله بعد قيامه بأخذ كمية من الحبوب من منتصف حقله أثناء الدراسة والقيام بالغربية والمعاملة بالمبيدات الفطرية أما اذا تعرض محصوله للإصابة أو وجد أن مواصفات أو انتاجية الصنف الذى اعتاد على زراعته تغيرت عما كانت عليه فى السابق فعليه أن يغير الصنف إلى صنف  آخر يتناسب مع طبيعة المنطقة التى يزرع بها، ويمكن للفلاح الإطلاع على السياسة الصنفية التى اعدتها وزارة الزراعة من خلال الذهاب إلى الإرشاد الزراعى بالجمعية او الإدارات الزراعية أو مديريات الزراعة، ومنها سيتعرف على الأصناف الملائمة لمنطقته ويقبل على زراعتها، ويجب على المزارع الذى يمتلك أكثر من فدان ألا يكتفى بزراعة صنف واحد، بل يجب عليه أن يزرع أكثر من صنف بحيث أذا تعرضت إحدى الأصناف للإصابة وتدهور المحصول تكون الأصناف الأخرى بخير وبالتالى تقل خسائر الفلاح، ويجب أن نعلم أن هناك سباق بين الأمراض والباحثين  عندما ينتجون صنفا جديدا بيكون صنف مقاوم للأمراض الموجودة فى مصر وبعد زراعتها عام بعد آخر ، نجد أن الأمراض تحدث لها طفرات وتتطور وتنكسر مقاومة الصنف للمرض فيطور الباحثين أصناف أخرى وهكذا

وهل هناك شئ أخر يجب مراعاته عند اختيار الأصناف؟                                               

يجب أن يشترى الأصناف من مكان موثوق منه سواء كانت جمعيات أو شركات، كذلك يجب عليه أن يحتفظ بإيصال الشراء وكذلك يحتفظ بعبوات التقاوى الفارغة بحيث لو حدث أى ضرر له جراء هذه الأصناف بعد الزراعة ويعتقد أن العيب فى الصنف  فمن حقه أن يرجع إلى الجهة التى أشترى منها هذه الأصناف ويتظلم ليأخذ حقوقه منها، وبجانب ذلك يجب على الفلاح أن يزرع فى الميعاد المناسب للزراعة.

وما هو الميعاد الأنسب لزراعة القمح؟

الظروف الجوية لها تأثير كبير فى ظهور أمراض الأصداء التى تصيب القمح، وجميزة 11 برغم أنه أصيب بمرض الصدأ بكثرة إلا أن الفلاحين الذين زرعوا هذا الصنف فى الميعاد المناسب لزراعة القمح لم يصيبوا بمرض الصدأ الأصفر، فى حين من تأخر فى زراعته أصيب بالمرض، وهذا يعنى أن الزراعة فى الميعاد المناسب يحد من تعرض القمح للإصابة من الأمراض، فالتبكير فى الزراعة وفى المواعيد الموصى بها يحد من إصابة النبات بالأمراض، وحتى أذا اصيبت بالأمراض فأنها ستكون قادرة على التحمل، لهذا فنحن نوصى الفلاح بعدم التأخير فى الزراعة حتى لا ينعكس سلبيا على النمو الخضرى والصفات المحصولية بما فيها حجم السنبلة ومكوناتها والإنتاجية فضلا عن النبات يكون عرضة للإصابة بالأمراض

هل نعنى بذلك أن التبكير فى الزراعة هو الأفضل دائما؟

ليس فى كل الأحول .. فالتبكير الزائد عن اللازم يجعل عدد السنابل وعدد الفروع تقل وبالتالى فالإنتاجية تقل، لذلك يجب على المزارع ألا يبكر أو يتأخر كثير عن المواعيد المناسبة للزراعة وأفضل مواعيد لزراعة القمح سواء كان فى الوجه القبلى أو البحرى هو شهر نوفمبر، وكلما كان فى بداية الشهر يكون ذلك أفضل ولايتجاوز الثلث الثانى من الشهر .

وهل هناك شئ أخر نوصى به الفلاح عند الزراعة؟

الخدمة الجيدة للأرض الزراعية ضرورية من أجل زيادة إنتاجية المحصول والحد من إصابته بالأمراض، حيث تساعد فى التغلب على أى فطريات وأمراض تكون موجودة فى التربة كما أنها تخد من تواجد الحشائش، وهذا شئ مهم لأن الحشائش تكون فى غالب وسيلة لانتقال الأمراض من زراعة لأخرى، وكلما كانت خدمة الارض جيدة كلما كانت الحشائش قليلة، ويمكن مكافحة الحشائش يدويًا، كما يمكن اللجوء للمكافحة اليكماوية بالمبيدات.

وهل هناك نصائح أخرى فيما يتعلق بالرى والتسميد؟

يجب أن نكون حريصين على الموارد المائية التى لدينا، فالاعتقاد بأن المياه الكثيرة تزود إنتاجية المحصول هو اعتقاد خاطئ، فكمية المياه التى يستفيد منها النبات فى العمليات الحيوية الخاصة به لا تزيد عن 5%، لذلك يجب إعطاء النبات كمية المياه المناسبة له فى التوقيتات المناسبة، فإدارة عملية الرى شئ ضرورى، وكثرة المياه بشكل زائد عن اللازم تسبب مشاكل فى النبات وترفع مستوى الرطوبة التى تساهم  فى إصابته بالأمراض، والتوصية  بزراعة القمح على مصاطب تقلل من كميات المياه المستخدمة فى الرى وفى نفس الوقت تزود إنتاجية المحصول وتقلل من احتمالية إصابته بالأمراض والحشرات، ولذلك ننصح المزارع باتباع زراعة القمح بالمصاطب لما له من فوائد التى تصب كلها فى صالح زيادة إنتاجية المحصول وتوفير التقاوى ونفقات الرى والأهم أننا نساهم فى ترشيد مياه الرى وهو أمر أصبح واجبا على الجميع فى ظل محدودية الموارد المائية.

وماذا عن التسميد؟

يجب أن يكون التسميد متوازن من الأسمدة الازوتية والفوسفاتية ، فالتسميد الزائد من الأسمدة الأزوتية وا يجعل مناعة النبات تقل لانه سيكون أكثر غضاضة وبالتالى يصبح عرضة للأصابة بالأمرض والحشرات، فالرى والتسميد المتوزان يمكن النبات من أخذ احتياجاته من العناصر الغذائية مما ينعكس على نموه وهذا يجعله أكثر قدرة على مواجهة الأمراض وتأثير التغيرات البيئية.