إقالات محافظ سوهاج

السيد محافظ سوهاج.. أعلم تمام العلم أنك تتابع باهتمام بالغ موجة الغضب الأخيرة التي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع وسائل الإعلام على الإنترنت التي تتهمك بالتعنت في عدد من القرارات التي اتخذها مؤخرًا، كان على رأسها قرار إقالة مدير مستشفى سوهاج التعليمي وبعده إقالة مدير مستشفى سوهاج العام وقبلهما إقالة وكيل وزارة الري وأخيرًا إقالة وكيل مديرية التربية والتعليم بسوهاج، إضافة إلى إقالة عدد لا بأس منه من رؤساء المدن والقرى منذ أن توليت منصبك والذي تسبب في زيادة الهجوم عليك مؤخرًا، خاصة عقب تجديد الثقة في بقائك بحركة المحافظين الأخيرة.

ولا شك أن مبدأ الهجوم أحيانًا يكون من أجل مصلحة شخصية سواء بطريقة مباشرة أو بأخرى ملتوية، لكن لا بد من الوضع في الحسبان أنه وبطبيعة الحال الإجماع في الهجوم أمر خطير، يحتاج لإعادة نظر وتصحيح أوضاع ربما عزفت عن مسارها، تبدأ على الفور بعدم الخوض في معارك ونزاعات مع كيانات كالأزمة الأخيرة مع الأطباء فرغم تحفظي على بعض التجاوزات الخطيرة التي ارتكبها الكثير منهم، إلا أن بينهم من يحتاج إلى أن نرفع له القبعة سواء من القيادات الطبية أو من صغار الأطباء، وهذا ما يستدعيك للجلوس بينهم والاستماع إلى مشكلاتهم لرفع المعاناة في النهاية عن مرضى سوهاج الهدف الأساسي في هذه المعادلة.
نطالبك بدورك السعي والتنسيق لأن يخضع كل مسئول يتم إقالته للتحقيق أمام الجهات المُختصة لتوقيع العقوبة عليه في حالة ارتكابه مخالفة، أو إعادته إلى عمله معززًا مكرمًا في حالة إنصافه، فقرارات الإقالة الصامتة دائمًا ما تثير الشكوك وتفتح الباب أمام القيل والقال ربما في حقك، فلا أحد يقبل أن تستمر أي قيادة فاشلة في منصبها بأي حال من الأحوال سواء في سوهاج أو في أي محافظة أخرى، وجميعًا ندعمك في محاربة الفساد والمفسدين من أجل الحفاظ على هذا الوطن ومن أجل مساندة الرئيس السيسي في حربه ضد الفساد.
أدعوك بإعادة النظر في طاقم مكتبك والعاملين تحت عباءة المحافظة، فقد تسبب البعض منهم في خلق أزمات بين «كيان المحافظ» والمواطن السوهاجي، كان آخرها واقعة انتحار الشاب «أسامة» تحت عجلات القطار نتيجة غياب وغباء التنسيق بين أفراد الحملة التي شنتها مديريات الطب البيطري والتموين والصحة بقيادة – بكل أسف - سكرتير عام سابق للمحافظة، ثم واقعة الشاب المُعاق الذي اتهم أحد العاملين بمكتبك بنهره وسبه، فإعادة النظر في هذه الأمور ليس نصرة لجهة بعينها أو من أجل قيادة أقصيتها من منصبها، بل من باب الحرص على مصلحة المواطن التي تقتضي علينا جميعًا أن نطالب بالسعي إلى تحقيقها مثلما تقتضي عليك.