اتحاد المهن الطبية يسير بخطى إصلاحية جادة
في مشهد يجسد التكاتف النقابي والتوجه نحو إصلاحات جوهرية، عقدت الجمعية العمومية العادية لاتحاد نقابات المهن الطبية اجتماعها السنوي بدار الحكمة بالقاهرة، بمشاركة نقابات الأطباء البشريين، وأطباء الأسنان، والصيادلة، والأطباء البيطريين، وبحضور كل من الدكتور مجدي حسن، نقيب الأطباء البيطريين، والدكتور أسامة عبد الحي، رئيس الاتحاد العام لنقابات المهن الطبية.
جاء الاجتماع هذا العام مختلفًا في مضمونه، حاسمًا في قراراته، ومبشرًا بمستقبل أكثر استقرارًا وعدالة لأعضاء النقابات.
قرارات جريئة لحماية أموال النقابات وتنظيم الاستثمارات
في كلمته أمام الجمعية، أكد الدكتور محمد علاء الدين، الأمين العام للاتحاد، أن المجلس النقابي يلتزم التزامًا كاملًا بتنفيذ قرارات الجمعية العمومية، مع إعطاء الأولوية القصوى لمصالح الأعضاء وتحقيق الشفافية الكاملة في إدارة الموارد المالية.
وشدد علاء الدين على أن الاجتماع أقر عددًا من الإجراءات المالية والتنظيمية الحاسمة، أبرزها قصر الاستثمارات على الأدوات المالية الآمنة كودائع البنوك، وأذون وسندات الخزانة العامة، وذلك في إطار استراتيجية لحماية أموال النقابات من أي مخاطر استثمارية.
كما تقرر منع أعضاء المجلس من تقاضي أي مكافآت مالية نظير تمثيلهم في مجالس إدارات الشركات، وإيقاف تمويل المشروعات الترفيهية من أموال صندوق المعاشات، تأكيدًا على توجيه الموارد نحو الاحتياجات الأساسية والمستدامة.
عامان من الإنجازات.. إصلاحات إدارية وخدمية تعزز الأداء المؤسسي
استعرض الأمين العام أبرز إنجازات الاتحاد خلال العامين الماضيين، والتي شملت تأسيس إدارة متخصصة للموارد البشرية، وإيقاف التعيينات الجديدة منذ ثلاث سنوات لضبط الهيكل الإداري وتخفيض النفقات التشغيلية، إلى جانب الانتهاء من مشروع الأرشفة الإلكترونية لجميع الملفات والبيانات، في خطوة نحو رقمنة الأداء وتسهيل الوصول إلى المعلومات.
وفي الجانب الخدمي، أطلق الاتحاد برامج تدريبية معتمدة في الإسعافات الأولية وإدارة الموارد البشرية، ما ساهم في تطوير الكوادر ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للأعضاء في مختلف التخصصات.
طفرة في إيرادات الدمغة الطبية.. زيادة بلغت 80% بالنصف الأول من 2025
وسجلت الجمعية العمومية إنجازًا لافتًا في ملف "الدمغة الطبية"، حيث أعلن الأمين العام عن ارتفاع الإيرادات بنسبة 43% مقارنة بالعام الماضي، بفضل آليات المتابعة الدقيقة، والربط الإلكتروني مع الجهات المعنية، بالإضافة إلى ربط تقديم الخدمات النقابية بتسوية مستحقات الدمغة، ما أدى إلى زيادة بنسبة 80% في الإيرادات خلال النصف الأول فقط من عام 2025.
تحسينات ملموسة في خدمات المعاشات والعلاج والإعانات
لم تغب الجوانب الاجتماعية عن الاجتماع، إذ كشف علاء الدين عن حزمة من التحسينات الجديدة التي شملت رفع مصروفات الجنازة إلى 2000 جنيه، وزيادة المساهمة الشهرية للعلاج إلى 500 جنيه، إضافة إلى مضاعفة مبالغ دعم العجز الكلي والجزئي لتصل إلى 8000 جنيه سنويًا، في خطوة تستهدف تعزيز شبكة الأمان المالي والاجتماعي لأعضاء الاتحاد.
رؤية مستقبلية.. نحو خدمات أكثر استدامة وعدالة مالية
وفي ختام الاجتماع، جدد الأمين العام تأكيده على التزام الاتحاد بمواصلة مسيرة التطوير، قائلًا:
"المرحلة القادمة ستشهد مراجعة شاملة لآليات الصرف، وتوسيع نطاق البرامج الخدمية، بهدف ترسيخ مبادئ الشفافية وحسن إدارة الموارد، بما يحقق الأمان المالي والاجتماعي لكل عضو في منظومة اتحاد المهن الطبية."
إن هذا الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة إدارية، بل محطة مفصلية تعكس وعيًا نقابيًا يتطور، وإرادة جماعية تتجه بثبات نحو مستقبل يُبنى على أسس الشفافية، والكفاءة، وعدالة التوزيع.
