الأحد 19 مايو 2024 مـ 05:41 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

«السندريلا وشادية وفاتن حمامة».. أبدعن في تجسيد دور الفلاحة

كتبت:داليا سليم


"الفَلّاحة المصرية العمود الفقري للقرية".. هذه العبارة ليست مبالغة، لأنها نموذج واضح للمرأة المنتجة التي تكد وتكدح وتساند زوجها في أعمال الزراعة، إلى جانب رسالتها في تربية الأبناء.


السينما المصرية تمثل تجسيدا حيا للواقع الذي نعيشه، ومنذ اللحظة الأولى اتجهت الأعمال السينمائية للمرأة الريفية في القرى والنجوع، وتناولت حياتها، فأبدعت عدد منهن في تجسيد دور المرأة الريفية، واستطعن تسليط الضوء على حياة الفلاحة البسيطة، ودورها في المجتمع إلى جانب زوجها.


بهيجة حافظ.. أولى الفنانات المصريات اللاتي قدمن دور الفلاحة المصرية، مع بداية ظهور السينما الصامتة، من خلال دور "زينب" للكاتب الكبير محمد حسين هيكل عام 1927، وهو الفيلم نفسه الذي أُعيد إنتاجه عام 1952 بطولته راقية إبراهيم، وأخرجه رائد السينما محمد كريم.


وفي الأربعينيات جسدت فاطمة رشدي دور "سنية" في فيلم "بنات الريف"، وهي فلاحة مصرية غرر بها "محسن"، الذي قام بدوره يوسف بك وهبي، وتخلى عنها واتهمها بسرقة خاتمه، فتم القبض عليها لتدخل السجن، وتلد ابنهما الذي اعترف به في نهاية الفيلم، طالباً العفو من "سنية".


وكانت المطربة "درية أحمد" أبرز الفنانات اللاتي جسدن دور الفلاحة المصرية، عندما قدمت فيلماً غنائياً فكاهياً بعنوان "خضرة والسندباد" عام 1951، وبعدها بثلاث سنوات استطاعت الفنانة "ماجد" تجسيد دور الفلاحة المصرية في ثلاثة أفلام هي "دعنا نعيش", "قرية العشاق"  و"في سبيل الحب".


ومن الفنانات اللاتي جسدن هذا الدور أيضاً على شاشة السينما المصرية الفنانة القديرة هدي سلطان من خلال فيلمها الشهير "سواق نص الليل" إنتاج عام 1958، ولعبت دور فلاحة مصرية تملك مقهى على الطريق الزرعي.


أما عن سندريلا الشاشة سعاد حسني فجسدت في بداياتها دور فتاة فلاحة في قصة الحب الريفية الأشهر على الإطلاق "حسن ونعيمة" عام 1959، للمخرج القدير "بركات" أيضاً, وأعادت تلك التجربة مرة أخرى في "الزوجة الثانية" عام 1969، الذي أخرجه للسينما "صلاح أبوسيف"، وجسدت دور الزوجة الشابة التي استغل عمدة قريتها نفوذه وسلطانه في تطليقها من زوجها للزواج منها باعتبارها أجمل بنات القرية.


أما الفنانة لبنى عبد العزيز فجسدت هذا الدور في فيلم "بهية", وهو علي نفس نمط الأفلام التي تظهر فيها البنت الفلاحة الجميلة التي يحاول ذئاب القرية أن ينهشوا لحمها.


وفي 1964 وقبل سفر فاتن حمامة للخارج جسدت لأول مرة دور امرأة فلاحة في فيلم "الحرام"، للدكتور يوسف إدريس الذي إخرجه "هنرى بركات", وقدما عرضا لمشكلة من أكثر المشاكل التي يعاني منها أبناء الريف وهم "عمال التراحيل" وكان هذا الدور من ألمع وأبرز أدوار الفلاحات في السينما المصرية.


ولم تكن تلك المرة الأخيرة التي جسدت فيها سيدة الشاشة العربية دور المرأة الريفية، ففي عام 1977 قامت  ببطولة فيلم "أفواه وأرانب" وجسدت خلاله دور "نعمة" الفتاة التى تعيش مع شقيقتها الكبرى وأسرتها المكونة من زوجها عبد المجيد وأولادهم التسعة.


وبعد صدور قانون الإصلاح الزراعي عام 1952، اتجهت السينما المصرية لإنتاج عدد من الأفلام التي تجسد حالة الظلم التي عاشها الفلاح المصري قبل صدور هذا القانون، وصراعه مع الإقطاع في تلك الفترة، وكان أبرزها فيلم "جفت الأمطار" للكاتب رأفت الميهي عام 1967، والذي جسدت فيه دور الفلاحة الفنانة القديرة سميحة أيوب، ودخلت "شادية" مجتمع القرية البسيطة من خلال دورها في فيلم "شىء من الخوف" عام 1969، والذي جسدت خلاله دور "فؤادة" وهو أول دور إيجابي للفلاحة المصرية, إذ استطاعت ابنة الأسرة الفقيرة المغلوبة علي أمرها الوقوف في وجه الإقطاعي الجبار "عتريس"، الذي قدمه الفنان القدير محمود مرسي، والذي كان يتحكم في مصير أهل القرية.


بعد نجاح تجربة "شادية" في "شىء من الخوف"، جسدت هذا الدور أيضاً في فيلم "ميرامار"، ولعبت دور الفتاة الفلاحة التي هربت من أهلها لرغبتهم في زواجها من العجوز الثري؛ لكن فلاحة "شىء من الخوف" تختلف عن فلاحة "ميرامار"، فالأخير دارت أحداثه في المدينة بعيداً عن القرية, واستطاعت الفلاحة المصرية أن تتمسك بقيمها وتقاليد قريتها ومقاومة إغراءات المدينة وصخبها وتحمي نفسها من الذئاب البشرية.


أما الفنانة نجوي إبراهيم فكان دخولها لعالم السينما الريفية مختلفا، بعدما اختارها المخرج الكبير يوسف شاهين عام 1970م لبطولة فيلم "الأرض" فكان تجسيدا حقيقيا لمعانة فلاحي القرية من نقص المياه ووقوعهم فريسة لاستغلال الإقطاع من أصحاب النفوذ، ولعبت "نجوى" دور فتاة القرية الجميلة "وصيفة"، ابنة البطل "محمد أبو سويلم"، الذي قدمه الراحل محمود المليجي، وقالت نجوى عن هذا الدور إنها فوجئت بزيارة يوسف شاهين وعبد الرحمن الشرقاوي فى منزلها وقالا لها "يا نجوى أنتِ وصيفة".




"زيزي البدراوي" في مستهل حياتها الفنية جسدت دور فلاحة جاءت المدينة لزيارة أبيها الذي يعمل خادما في فيلم "إحنا التلامذة"، فلفت جمالها الريفي نظر ابن صاحب البيت  الذي يغتصابها.


وجسدت الفنانة زبيدة ثروت دور الفلاحة في فيلم "حادثة شرف" عام 197، وهي القصة التي كتبها الدكتور يوسف إدريس، حيث دارت أحداث الفيلم حول فتاة ريفية جميلة تُتهم بالفسق والفجور وهي في الحقيقة بريئة.


12351037_1497084223930064_2081429385_n

ومن أبرز الأدوار التي قدمتها الفنانة "نورا" في دور الفلاحة المصرية الأصيلة التي تحافظ على أسرتها، وترعي أرضها في غياب زوجها، في فيلم "عنتر شايل سيفة"، فكانت مثالا للفلاحة المصرية التي ترفض التفريط في أرضها، والوقوف في وجه أصحاب النفوذ دفاعا من الأرض.


أما الشاشة الفضية فحاولت تجسيد دور الفلاحة المصرية، على عكس أغلب الأدوار التي ظهرت في السينما، فلم تعد ابنة الريف فتاة ضعيفة مغلوبة على أمرها تارة، وتحاول التصدي لظلم القرية تارة أخرى، لكنها هذه المرة ظهرت ترتدي لباسا أقوى،وبرعت عدد من الفنانات في تقديم هذا الدور، أبرزهن هدى سلطان التي برعت في مسلسل "الوتد"، من خلال شخصية "فاطمة تعلبة"، امرأة قوية ذات سلطان في منزلها وهى الآمر والناهى بين أفراد العائلة.