موقع الأرض

إلى مركز البحوث: ماذا أنتم فاعلون؟

-

منذ يومين قامت وزارة الزراعة بعمل شبورة اعلانية عن إنتاج صنف جديد قديم من الكانتالوب، كان الدكتور الباحث صلاح محمدين قد هجنه منذ سنوات، ولن أذكر مميزات الصنف ولا عيوبه، وسأترك ذلك للمتخصصين.
ولكن ما لا أفهمه هو إسناد تقييم الهُجُن الجديدة إلى أصحاب التجربة أنفسهم (رئيس مركز البحوث ومجموعة من باحثي المركز)، على طريقة "زيتنا في دقيقنا".
والأدهى من ذلك، دعوة مجموعة من الشركات المرتبطة بمصالح معهم لتقييم الصنف وعمل يوم حقلي لذلك، وهذا يدل على أنهم يفتقدون أبجديات تسويق البذور ، لأن الأصناف تنتجها الشركات ومراكز البحوث، ويقيمها المزارع وسوق التصدير، وليس المربين لتلك الأصناف.

أتعجب لعدم دعوة مزارع واحد لتقييم التجربة، وأتحدى أي شركة إذا نجحت في تسويق صنف لم يقتنع به المزارع، كما هو الحال في بذور بطيخ "مصر 1"، و"مصر 2"، اللذين في غنى حاليا عن أي مسوقين، حيث يتم حجز البذور قبل إنتاجها بخمسة أشهر، وعلى مدار العام، لأنها سبقت المسوقين في غيطان المزارعين.
عملية إنتاج البذور تحتاج إلى مسوقين ومطورين قبل المربين، فمعظم شركات البذور المشهورة تطور بذورها سنويا لتتلائم مع الأسواق الداخلية والخارجية، وتحسين مواصفات تخزين المنتج النهائي.
فمهما كان الصنف متميز وإنتاجه وفير، فإن موعد جني المحصول هو المحدد لقبول المزارعين الصنف أو رفضهم له، ونضرب هنا مثلا لمنتج قام بترويج نفسه من معهد بحوث البساتين، وهو "القثاء".
فلأول مرة منذ سنوات يسألني المزارعون باهتمام عن منتج لمركز البحوث ومعهد البساتين، وهذا هو دليل النجاح للبذرة وليس استخدام وسائل الإعلام للترويج.
المزارعون هم المقيمون الحقيقيون لأي صنف، ومعظم الشركات تمنحهم بذورا مجانية لتجربتها، وعند نجاحها يكون المزارع والمستهلك والمصدِّر هو القائم بالتسويق.
في النهاية: أود أن أذكر أن مراكز البحوث ليس لديها إدارات تسويق لبحوثها، وهذا خلل كبير يؤدي إلى تسرب تلك الأبحاث إلى الشركات الخاصة، التي تُنسِب البحوث لنفسها، فماذا أنتم فاعلون؟