موقع الأرض

أرضنا الطيبة

-

أرضنا الطيبة تحتاج تعاون، والتعاون صورة من صور الاتحاد، والاتحاد لا شك قوة وقدرة؛ ولكن في مصرنا العزيزة اصبح التعاون - وخاصة التعاون الزراعي - علامة ضعف وبؤرة فشل، وأصبح البنيان التعاوني المكون من الجمعيات المحلية في القري ثم الجمعيات المركزية والنوعية في المحافظات ثم الجمعيات العامة في العاصمه ثم أخيرًا الاتحاد التعاوني العام برلمان الفلاحين، والمشرف العام على تلك الجمعيات أصبح مع الأسف أشبه بالرجل المريض؛ الذي يتخبط في مرضه ويتسابق الورثه لوراثته وتقسيم إرثه وهو في غيبوبة.

إن الجمعيات الزراعية وباقي البنيان التعاوني في مصر، هي بنيان عظيم ومهم لايجب على الفلاحين - وهم أول المقصرين - أن يفرطوا فيه أبدا، ولا أن يتخلوا عنه، فالمميزات التي أعطاها قانون التعاون الزراعي لهم عبر جمعياتهم مميزات غير مسبوقة رفعتهم من درجه المحكومين إلى درجه الشراكة التامة والعملية في إدارة أراضيهم وشراء مستلزمات إنتاجهم، ومن ثم تسويق هذا الإنتاج، بل جعل القانون لهم الحق في إقرار الدورة الزراعية والموافقة عليها، وإعطائهم الحق لممارسة كل الأنشطة التجارية والاجتماعية والخدمية والتثقيفية، كل ذالك بغير ضرائب أو جمارك أو رسوم.

إن الفلاحين هم السبب الرئيسي في مرض بنيانهم التعاوني يوم أن تخلوا في الجمعيات المحلية عن حضور الجمعيات العمومية، ولم يهتموا بانتخاب أصلحهم وأقدرهم؛ لإداره الجمعيات الزراعية، وبالتالي تم انتخاب أعضاء أقل ما يُقال عنهم "أنهم لا يعرفون ما يفعلون"، ومن هؤلاء الأعضاء تم تعلية البنيان التعاوني كله.

إن إصلاح البنيان التعاوني كما أنه هام للفلاحين فهو أهم للدوله وللمجتمع، ويمكن إذا ما تم تجديد بنيانه وإفاقته من غيبوبته أن يوفر على الدولة وعلى وزارة الزراعة جهد كبير تفعله الآن لحل معظم مشاكل الفلاحين التي هي أصلا من اختصاص ذالك البنيان التعاوني.

إن حل هذه المشكلات التي هي اختصاص البنيان التعاوني سيعطي فرصة لوزارة الزراعة لا شك لممارسة دورها الحقيقي، وهو التفكير، والتحديث والتطوير، والإرشاد، واستنباط  التقاوي، واستحداث تقنيات الزراعة، ونشر المعلومات، ووضع السياسة العامة التي تخدم كل أفراد المجتمع سواء كانوا منتجين أو مستهلكين، وفتح الأسواق العالمية.

إن البنيان التعاوني بنيان عظيم مهم لا يجب التفكير في التخلص منه، بل يجب دعمه وإصلاحه وتجديده.

إننا ننتظر نظرة من السيد وزير الزراعة  للبنيان التعاوني، ونتتظر منه قرارات سريعة ومؤثرة، ونحن الذين تعودنا منه أن يعمل ولا يتكلم،  ويفتح كل الملفات بهدوء وروية.. إن أملنا بعد الله في السيد وزير الزراعة فهل سيخيب أملنا؟

* رئيس جمعية تسويق المحاصيل بدمياط