موقع الأرض

د محمد فهيم يكتب .. تحدي الوقت

د. محمد فهيم
-

من خلال مشاركتي بقمة الابتكار الزراعي من اجل المناخ بالعاصمة الأمريكية واشنطن ، ضمن الوفد المرافق لمعالي وزير الزراعة و المنعقدة تحت رعاية وزارة الزراعة الأمريكية ...

وبحضور عدد كبير من وزراء الزراعة والبيئة من مختلف دول العالم ، وبمشاركة قوية من المنظمات الدولية وشركاء التنمية وهيئات البحث العلمي والتطوير وشركات الابتكار الزراعي ..

مما شد انتباهي بقوة أن كثير من المؤسسات العلمية والبحثية في معظم هذه الدول ، بما فيها دولاً أفريقية وآسيوية ومن أمريكا الجنوبية قد تبنت وبقوة قضية تغير المناخ وأصبحت جزء مهم من خطط هذه المؤسسات البحثية والعلمية.. وأصبحت شغلهم الشاغل ...

ونتج عن ذلك مخرجات ومنتجات مبتكرة للتغلب على آثار تغير المناخ سواء من خلال استنباط أصناف نباتية متوافقة مع التغيرات الحادة للمناخ ، وسلالات حيوانية تتحمل الاجهادات المناخية والحيوية المرتبطة بالمناخ ... أو ممارسات زراعية مبتكرة سواء في الزراعة أو الحصاد أو حتى ما بعد الحصاد ...

وجدت مؤسسات بحثية على أعلى مستوى وبإدارة علمية واعية في دول كانت بالأمس القريب متخلفة بمسافات بعيدة عن ركب قطار العلم والابتكار والإبداع في علوم الزراعة ...

وجدت منهجية بحثية وعلمية على أعلى مستوى ، ومرتبطة باحدث ما وصل إليه العلم .. وجدت خلايا نحل لا تهدأ ليل أو نهار ، لأنهم يعلمون جيدا أن تغير المناخ لا يهدأ ابداً ليلاً أو نهاراً ..

لأجل ذلك كل المنظمات والهيئات الدولية تتسابق لدعم هذه الدول بمؤسساتها بكل ما وأتيت من قوة ودعم وأموال ...

اتمنى أن تعي مؤسساتنا الوطنية في مجال البحث والتطوير الزراعي أنه ليس هناك فائض من الفرص .. وان ما فات من فرص سيكلفنا الكثير حالياً لاستعادته واستعاضته ...

فما حدث لكل الزراعات ولكل المزارع بسبب تغير المناخ في مصر قد خسرنا الكثير وأحدث درجة عالية من الارتباك للقائمين على إدارة هذه المزارع وأحدث صدمة كبيرة في التعاطي مع زراعات تجاهد إن تحافظ على ثمارها ..

لذلك لابد أن تنهض مؤسسات البحث الزراعي في مصر من ثباتها وتتولى قيادة الدفة وتكون في مقدمة الصفوف .. أو تنزوي إلى الابد ...

دكتور محمد علي فهيم
من مقر قمة الابتكار الزراعي للمناخ
واشنطن ، الولايات المتحدة الأمريكية
10 مايو 2023