موقع الأرض

مياه النيل حياة جديدة في شرايين سيناء

-

مشروعات التنمية فى سيناء لا تنطبق عليها المعايير الاقتصادية التقليدية من حيث المكسب أو الخسارة، فهي مشروعات استراتيجية يتم دعمها من أجل الإعمار والتوطين فى سيناء التى تبلغ مساحتها 60 ألف كم2 (6% من مساحة مصر) ويسكنها أقل من 1.5 مليون نسمة فقط (1.5% من سكان مصر) الذى يجب أن يصل إلى 6 ملايين نسمة حتى تصبح مثل باقى الأراضى المصرية.

يصل سيناء حالياً نحو 5 مليارات متر مكعب من المياه سنوياً، عن طريق سحارة سرابيوم نحو 365 مليون متر مكعب لرى نحو 100 ألف فدان بتكلفة 13 مليار جنيه، وعن طريق سحارة السلام نحو 4.5 مليار متر مكعب نصفها من مياه النيل النقية والنصف الآخر من مياه الصرف المعالجة عن طريق محطة بحر البقر بتكلفة 18 مليار جنيه لرى نحو 450 ألف فدان، وتكاليف أخرى تتعدى 130 مليار جنيه منذ 1994 حتى اليوم فى إنشاء الترع وسحارة السلام ومحطات الرفع ومحطة الكهرباء ومجموعة الكبارى واستصلاح أراض وشبكات رى وغيره.

وصول مياه النيل الى سيناء ليس فقط من أجل الزراعة بل من أجل حياة جديدة عن طريق خلق مجتمعات عمرانية. كما أن وصول مياه النيل إلى سيناء يزيدها ارتباطا اجتماعيا واقتصاديا بوادى النيل، وليس بالضرورى زراعة المساحات المقررة السابقة ولكن استخدام جزء من المياه فى أنشطة متعددة على رأسها الصناعة والسياحة سوف يعطى عائد أكبر ويحقق الهدف الرئيسى حيث أن المشروعات الصناعية كثيفة العمالة.

سيناء عامرة بالموارد الطبيعية بها حوالى 900 كم شواطئ بحرية، جبال فى الجنوب وسهول فى الشمال، ملتقى ثلاث قارات، موارد جيولوجية مثل الرخام والجرانيت الحجر الجيرى والطفلة والجبس والرمال البيضاء والفوسفات وملح الطعام والفحم والنحاس والمنجنيز والذهب والفيروز (turquoise) واليورانيوم والبترول، وقناة السويس، وأقدم دير فى العالم سانت كاترين، وجبل موسى، والعديد من المحميات الطبيعية من شعاب مرجانية وطريق هجرة الطيور، وثانى أكبر بحيرات مصر بعد المنزلة وهى بحيرة البردويل (165 ألف فدان) وما بها من ثروة سمكية خالية من التلوث حيث تعد من أنقى بحيرات العالم.

ربط سيناء بطرق برية وازدواج نفق الشهيد أحمد حمدى، واستكمال ذلك بخط سكة حديد سوف يزيد من الترابط مع مدن القناة ووادى النيل وازدهار النشاط الاقتصادي.

* أستاذ الجيولوجيا والموراد المائية في جامعة القاهرة